الأحد 2024-12-01 03:18 ص
 

المريخ يحتوي على كميات كبيرة من الجليد تحت السطح بأمتار قليلة

07:57 ص

توصل علماء إلى أن كوكب المريخ يحتوي على كميات كبيرة من الجليد، في مناطق غير القطبين، على عمق بسيط تحت السطح قد لا يزيد أحيانا عن متر واحد، ما قد يجعله مصدرا ثمينا للمياه التي يمكن أن يستفيد منها رواد الفضاء في المستقبل، بحسب ما جاء في دراسة حديثة.اضافة اعلان


وإضافة إلى القيمة التي يمثّلها هذا الجليد كمورد مائي، من شأنه أيضا أن يكشف عن التاريخ المناخي للكوكب الذي يثير اهتماما كبيرا للعلماء.

وحدّد العلماء ثماني مناطق ظهرت فيها كميات كبيرة من الثلج قريبا من السطح، بعدما تآكلت التربة بفعل عوامل التعرية.

وارتكزت هذه الدراسة على معلومات المسبار 'مارس ريكونيسانس أوربيتر' الذي أطلقته وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) في العام 2005، ونشرت في مجلة 'ساينس'.

وقال كولين دونداس عالم الجيولوجيا في معهد الجيوفيزياء الأميركي والمشارك في هذه الأبحاث 'هذا النوع من الجليد شائع أكثر مما كنا نظنّ في السابق'.

وكان العلماء يعرفون منذ زمن طويل بوجود الجليد في المريخ، لكن من دون تحديد سماكته ومساحته ونقاوته، وفقا للباحثين.

ومن المعروف أيضا أن قطبي المريخ الشمالي والجنوبي تغطيهما الثلوج، وقد تمكن المسبار الأميركي من رصد كميات مطمورة في أرجاء عدة من الكوكب، وهو اكتشاف سبق أن نشر في العام 2010.

ومنذ ذلك الحين، ساد اعتقاد بين العلماء أن هذه الكميات ما هي إلا بقايا من مساحات جليدية كانت تغطّي سطح المريخ قبل ملايين السنين، حين كان محور دوران الكوكب حول نفسه ومداره حول الشمس مختلفان عما هما عليه اليوم.

وأظهرت المعلومات الجديدة التي حصل عليها العلماء أن الجليد صلب ومتماسك. ودفعهم الاختلاف في لونه إلى الاعتقاد بوجود طبقات مختلفة من شأنها أن توضح التغيرات المناخية التي توالت على الكوكب الأحمر.

ويرجّح العلماء أن تكون هذه الطبقات تشكّلت مع تراكم الثلوج من فصل لآخر، بحسب سوزان كونواي عالمة الجيولوجيا في جامعة نانت الفرنسية.

بعد ذلك، أدت الرياح إلى تغطية الثلج بالتراب والغبار، وفقا للباحثة التي لا تجد تفسيرا آخر لوجود الجليد تحت السطح.

ويشير العدد الصغير من الفوهات في المواقع الثمانية التي تناولتها الدراسة إلى أن الجليد حديث التكوين نسبيا، إذ إن المريخ كان في الماضي البعيد أكثر عرضة لارتطام النيازك والكويكبات.

وأظهرت صور التقطت على مدى السنوات المريخية الثلاث الماضية انفصال كتل صخرية عن الجليد بسبب عوامل التعرية. والسنة المريخية هي المدة التي يُتمّ فيها الكوكب الأحمر دورة حول الشمس، وهي تعادل 686 يوما أرضيا.

ورأى العلماء أن هذه الظاهرة تدل على أن الجليد يفقد بضعة ميليمترات سنويا.

وبسبب عوامل التعرية هذه، صار الجليد أقرب إلى السطح، وبات بالإمكان رؤيته في المناطق التي زالت فيها تماما القشرة الخارجية من الرمال أو الصخور.

وعلى ذلك، فإن الكمية المطمورة غير المعروفة يُرجّح أن تكون أكبر بكثير مما كشفته هذه الدراسة.

ووصف أنجيل مدريد مدير مركز الموارد الفضائية في جامعة كولورادو هذه المواقع من سطح المريخ بأنها 'مثيرة جدا'، وهو سبق أن نشر دراسة لوكالة الفضاء الأميركية حول مواقع مقترحة لهبوط رواد الفضاء على الكوكب الأحمر.

وإضافة إلى كون الماء موردا أساسيا، فإن مزجه بغاز ثاني أكسيد الكربون المتوافر بكثافة في جو المريخ، يمكن إنتاج الأكسجين للتنفس، والميثان لتشغيل المحركات.

وقد يكون هذا المورد الثمين متوافرا بكميات كبيرة على عمق بسيط جدا من السطح لا يتعدى بضعة أمتار، وفقا لمدريد.

لكن المشكلة الوحيدة أن هذه المناطق التي عثر فيها على الكميات الكبيرة من الجليد، تقع إلى شمال الكوكب حيث الظروف المناخية القاسية جدا في الشتاء المريخي لا تسمح بوجود قواعد بشرية هناك تعتمد على الطاقة الشمسية.

ولذا، تركّز وكالة الفضاء الأميركية جهودها في البحث عن مواقع أقرب إلى خط الاستواء.

ويقول سكوت هوبادر الأستاذ في جامعة ستانفورد في كاليفورنيا 'آمل أن تكون مفاجأتنا المقبلة هي العثور على كميات كبيرة من الجليد قرب السطح في المناطق المدارية' من الكوكب الأحمر.

(أ ف ب)


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة