الأحد 2024-11-24 02:24 م
 

جـزاك الله خـيـراً أيها «الصِّعيديُّ» الطيب

08:43 ص

أثار الصديق العزيز مأمون فندي في مقاله الأسبوعي في صحيفة : «الشرق الأوسط» قضية في غاية الأهمية بقينا نحن نتردد في إثارتها تجنباً لاتهام بلدنا, المملكة الأردنية الهاشمية, بأنه أصاب أشقاءه «الميسورين» بالملل لاستمراره بمدِّ يده مفتوحة الكف أمامهم طلباً للدعم والمساندة وحقيقة أن واقع الحال هو غير هذا وأن الأردن يفضِّل أن ينام على الطوى من أن يسفح ماء وجهه أمام من لا يقدروا ما قاله هذا الصديق العزيز في مقاله الآنف الذكر الذي عنوانه «حكاية مملكتين» اضافة اعلان

قال أستاذنا الكبير الذي كان ذات يوم قريب أستاذاً في جامعة: «جورج تاوْن» إحدى أشهر وأهم الجامعات في العالم بأسره: أما أمْن العالم العربي اليوم فهو حكاية مملكتين الأولى المملكة الأردنية الهاشمية كخطِّ دفاع أول ضد الأطماع الإسرائيلية في أرض العرب والثانية مملكة البحرين خط دفاع العرب الثاني ضد أطماع الفرس في بلادنا.. ومع ذلك وفي خضم الأزمات ينسى العرب القيمة الإستراتيجية لمملكتين صغيرتين في الحجم كبيرتين في الأهمية الإستراتيجية للأمن القومي العربي .
وبالطبع فإن أستاذنا الكبير بالتأكيد يعرف أن بعض دول الخليج العربي الشقيقة قد ارتجفت فزعاً من أعلى خصلة شعر في رأسها وحتى أخْمص قدميها عندما طرح المغفور له عبد الله بن عبد العزيز رحمه الله ضرورة ضم الأردن إلى مجلس التعاون الخليجي ولعل ما أوجع قلوبنا شعباً قبل كبار المسؤولين أنَّ دماء شهدائنا من الجيش العربي (الأردني) قد اختلطت بتراب ورمال بلدان هؤلاء الأشقاء الأعزاء وأننا لم نبخل عليهم يوم كانوا في بداية النهوض ببلدانهم بخيرة الكفاءات الأردنية وفي كافة الحقول وعلى كل الأصعدة التي كنا بأمس الحاجة إليها والتي تطلَّب تأهيلها «الاقْتِصادَ» وأكثر من اللزوم في حليب أطفالنا فلذات أكبادنا والاقْتِصادَ الشديد في أقلامهم ودفاترهم !!
لا يمكن وضع إخواننا في الخليج العربي في هذا المجال في سلة واحدة ولا أن نقيسهم بمقياسٍ واحد فهناك من لا يحتاج دعمهم لنا, بغض النظر عن «مقداره», إلى التذكير والسؤال لكن هناك, وهذا يجب أنْ يقال ويُعرف لأن هذا هو وقت قوله ومعرفته, من يفاجئنا بإدارة ظهره لنا.. ومقاطعتنا حتى إن بالكلمة الطيبة بدون أن نعرف السبب وما هو الطارئ وما إذا كان قد بدر منا, لا سمح الله, ما أساء إليه أو أساء لبلده الذي من المفترض أنه بلدنا أيضاً .
«يجود بالنفس إن ظنَّ الجواد بها.. والجود بالنفس أقصى غاية الجود».. ويعرف الأشقاء الذين يشيحون بوجوههم عنَّا في هذه الأيام والذين يقاطعوننا بدون سبب أو لسبب نجهله أننا لم نبخل عليهم لا بأرواحنا ولا بأرواح جنودنا ولا بكفاءات أبنائنا حتى عندما كنا بأمس الحاجة لتضحيات وكفاءات هؤلاء وهذا نقوله لأستاذنا الكبير مأمون فنْدي ابن صعيد مصر العروبي الطيب الذي قال: «يُنْفق العرب أموالاً طائلة بشكل تكتيكي لكن دعم الأردن وهو الأمر الاستراتيجي لا يحظى بالاهتمام نفسه.. وأتمنى أن يكون هذا المقال جرس إنذار للالتفات إلى أهمية الأردن كبوابة عربية ضد أطماع قادمة من جوارِ غير عربي لا نأمن مكره ولا نحيط بمخططاته» .
نحن لا نعاتب ونحن لا نستجدي ولا يمكن أن نستجدي كما أننا لا نطلب مع أننا أصحاب حق ومع أننا «مرابطون» على الثغور.. وليهنأ الذين قطعوا الطريق على اقتراح الملك عبد الله بن عبد العزيز, الذي نسأل العليَّ القدير له شآبيب الرحمة, أمَّا الأردن فهو صاحب رسالة خالدة وهم سيجدونه إلى جانبهم ودائماً وأبداً كعادته إذا «اصطكت» أضلاع المعادلة الإقليمية عليهم.. وإذا طرأت لحظة تطأ فيها أقدام الذين يحتلون: «طُمْب الكبرى وطُمْب الصغرى..وأبو موسى» الشواطئ الغربية للخليج العربي لا سمح الله ولا قدَّر !! وجزاك الله خيراً يا مأمون فندي.. أيها العروبي الأصيل كأصالة الصعيد العظيم وأهله الطيبين.. وكأصالة أهل كوم الضبع وأهل نقادة وقنا .


 
gnews

أحدث الأخبار



 


الأكثر مشاهدة