خلص استطلاع رأي اجراه «مركز بيو للأبحاث» المتمركز في «واشنطن العاصمة» في اذار الماضي ونشرت نتائجه حديثاً أن الأردن جاء في مقدمة 37 دولة شاركت في الاستطلاع واظهر مواطنوها عدم ايجابية تجاه الولايات المتحدة الأميركية.
علمت عن نتيجة الاستطلاع من «الدكتور فارس بريزات» الذي ارسل لي مقالته التي تناولت الموضوع ونشرها في «جوردان تايمز» يوم الأحد الماضي وانتقد فيها عدم موضوعية النتيجة التي لم تعكس حقيقة العلاقة بين الاردن والولايات المتحدة بكل جوانبها السياسية والاقتصادية والثقافية.
استطلاعات «واشنطن» مثلما يعرف المهتمون لها اثر كبير في السياسة الأميركية الخارجية وقد يكون لها دور مهم في تشكيل انطباعات أعضاء مجلسي النواب والشيوخ هناك فيما يتعلق بعلاقات بلادهم الخارجية والدعم الذي تقدمه في هذا الصدد.
استطلاع «المركز» لم يكن موضوعياً في طرح تساؤل عام عن علاقة البلدان السبعة والثلاثين بالولايات المتحدة عموماً وعلاقة الأردن الذي وضعته نتيجة الاستطلاع على رأس القائمة لأن العلاقات الدولية لا تقاس بمبدأ ال أو «المبلغ المقطوع»!
من المفروغ منه أن الأردنيين لن يتناولوا العلاقة مع الولايات المتحدة بمعزل عن القضية الفلسطينية والدعم الأميركي لاسرائيل لكن هذا لا يتنافى مع حقيقة أن الأردنيين يسلّمون بأهمية الدعم الأميركي للأردن خصوصاً في هذه الأثناء التي باتت تشكل فيها المساعدات القادمة من الولايات المتحدة أكبر ما يقدّم للأردن من مساعدات خارجية بلا منازع.
وإذا ما أخذنا العلاقات الدبلوماسية كجزئية، لن تستغرب إن سمعت من أردني عن سلاسة خبرته في الحصول على تأشيرة الدخول إلى أميركا حتى في ظل القرارات التنفيذية الخاصة بمنع السفر و هذا له مدلولات كبيرة.
المساعدات الأميركية كان لها دور هام دوماً في مجال التنمية و التطوير وذراع الحكومة الأميركية للمساعدات الدولية ينشط بفعالية في كل نواحي الحياة الاقتصادية و الثقافية في الأردن و مشاريعه لها بصمات في كل مكان».
في اميركا يتواجد آلاف الأردنيين في مختلف الولايات ممن يسهمون بخبراتهم في مختلف المجالات و يشعرون بالامتنان لما منحتهم اياه اميركا من تعليم و حياة مستقرة.
والرحلات اليومية التي تربط مطار الملكة علياء في عمّان مع مختلف المطارات الأميركية والعدد الهائل من الركّاب على مختلف الخطوط يومياً يعكس روابط التواصل الفعّالة ما بين البلدين.
لا بد أن نتائج استطلاعات «الرأي» ستكون مغايرة تماماً إن طرحت اسئلة موضوعية تتناول جوانب العلاقة بين البلدين بطريقة تبعد شبح التشابكات السياسية التي تلقي بظلالها على كل العلاقات الدولية و على وجه الخصوص في الشرق الأوسط عن نتائج تقيم علاقة متكاملة.
و أهم من ذلك أن العينات التي يتم اختيارها للمشاركة في هكذا استطلاعات رأي لا بد و أن تكون على صلة بعناصر العلاقة سواء سياسياً أو اقتصادياً أو ثقافياً و غير ذلك تكون النتائج على غير صلة وثيقة بالواقع.
بريزات عرّج في مقالته على نتائج استطلاعات للرأي تتعلق بالعلاقة بين «عمّان» و«واشنطن العاصمة» وكانت نتائجها دائماً على النقيض مما حمله استطلاع «مركز بيو» حديثاً، فتلك الاستطلاعات و آخرها في عام 2014 خرجت إلى نتيجة أن الأردنيين ينظرون بايجابية إلى العلاقة مع الولايات المتحدة والدعم القادم من «دي سي».
إن ترك القراءات غير الموضوعية تمر دون جهد حقيقي من المؤسسات المعنية في الدولة لدحضها لا يدعم الجهود المبذولة من القيادة السياسية لتعزيز الشراكة مع مؤسسات القرار في «دي سي».
مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية مرّ بفترات ذهبية ولعب وقتها دوراً بارزاً في الاستراتيجية الاعلامية للدولة لكنه أصيب بالوهن مؤخراً وربما أحد الاسباب أن كثيرا من الكفاءات هجرته بعد أن تراجعت جاذبية استمرارها فيه او ربما أُقصيت!
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو