يعلم النظام السوري أكثر من غيره أن الأردن لن يقوم بأي فعل فيه احتلال لأرض سوريا، ويعلم جيداً أن الأردن لم يقم بأي عمل يزيد الأزمة اشتعالاً بل قاوم الكثير من الضغوطات، وحتى ما يقوله مسؤولون في سوريا بأن الأردن يقوم بتدريب عناصر معارضة فإنه يعلم حقيقة الأمر من يدرب ومن يفتح حدوده ومن يمول، ويعلم جيداً أن الأردن هدفه الأول الحفاظ على أمنه واستقراره وليس البحث عن أدوار على حساب وحدة سوريا.
لكن ما يخاف منه النظام السوري ليس الأردن لأن سياسة الأردن تجاه الأزمة السورية واضحة ومجربة، لكنه يخاف من الأمريكان الذين كانت طريقتهم في التعامل مع الملف السوري تخدم النظام، فلا تدخل عسكري ولا دعم مؤثر للمعارضة، وكل ما أرادته أمريكا وإسرائيل هو السلاح الكيماوي السوري وتدمير سوريا أما من يحكم أو من ينتصر فليس مهماً بل إن استمرار الأزمة مطلب أمريكي.
ما يخاف منه النظام السوري هو أن تكون أمريكا قد غيرت سياستها، وأن الحرب على «داعش» ستكون في مرحلة مقبلة بوابة لتغيير الواقع السياسي لسوريا بما فيها وضع النظام، ويخاف النظام السوري من تغييرات في معادلة المنطقة ليس سببها الأردن وليست مرتبطة بتدخل عسكري أردني بري ضد «داعش»، إنه يخشى من تفكك الحالة التي ضمنت له البقاء والصمود خلال السنوات الماضية، وكل هذا لا علاقه للأردن به لكنه يعبر عن مخاوفه من خلال الهجوم على الأردن تماماً مثلما كان إسقاط طائرة الشهيد معاذ من قبل جهة ما ليست داعش لإرسال رسالة للتحالف وأمريكا فكان اختيار الهدف أردنياً.
سوريا تعلم جيداً أن الأردن لن يغامر بجيشه في الأرض السورية وأن الحرب البرية إن تمت ستكون قراراً وتنفيذاً أمريكياً وليس أردنياً، ويعلم النظام السوري أن الأردن معني بضرب داعش لكننا لسنا دولة متهورة، وحتى التحالف الحالي فإن بشار الأسد أعلن قبل أيام أن العمليات الجوية للتحالف تتم بعلم نظامه أي أنه سمح لأمريكا ودول أخرى باختراق السيادة السورية، أي أن المشكلة ليست سيادة سوريا بل الخوف من تغير في الموقف الأمريكي.
مثل كثير من المواقف اختار النظام السوري عنواناً خاطئاً للتعبير عن مخاوفه، فكان الهجوم على الأردن في قضايا غير حقيقية لكن خوفهم من أن تكون حرب أمريكا على داعش مدخلاً لتغيير في تفاصيل الملف السوري ولهذا كان الهجوم على ريف درعا وأيضاً على الحدود مع الجولان لامتلاك معطيات تتعلق بإسرائيل من جهة وبالحدود الأردنية من جهة أخرى.
تعودنا على ذات مفردات الهجوم على الأردن مع أن النظام السوري يعلم أكثر من غيره أنها حكايات غير حقيقية، لكن الحكاية الأخيرة مفهومة وكما سمح النظام لأمريكا والتحالف باختراق السيادة السورية وكما كان مرناً في ملف الأسلحة الكيماوية فسيكون مرناً في حال قررت أمريكا تغيير مسارها في إدارة الملف السوري.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو