الوكيل الإخباري-
أنهت الأسواق المالية العالمية الأسبوع الماضي على ارتفاع ملحوظ، حيث سجلت الأسواق الأمريكية مستويات قياسية جديدة وأظهرت مرونة مذهلة على الرغم من التقلبات في السياسات والجغرافيا السياسية. مع دخول شهر ديسمبر، يجب على المتداولين أن يبقوا يقظين تجاه الفرص والمخاطر الناشئة عبر مختلف المناطق، مدفوعة بالبيانات الاقتصادية وقرارات البنوك المركزية والتطورات الجيوسياسية.
الأسواق الأمريكية: زخم صعودي مع إشارات تحذيرية
واصلت الأسواق المالية الأمريكية ارتفاعها، حيث وصلت مؤشرات "داو جونز الصناعي" و"إس آند بي 500" و"راسل 2000" إلى مستويات قياسية جديدة. وبرز مؤشر "راسل 2000" للأسهم الصغيرة بعد أن تجاوز ذروته السابقة التي سجلها منذ أكثر من ثلاث سنوات، مما يشير إلى تجدد الثقة بين المستثمرين في الشركات الصغيرة الموجهة نحو النمو. كما سجل مؤشر "إس آند بي 500" سلسلة مكاسب استمرت سبعة أيام، وهي الأطول في أكثر من شهرين، مدعومة ببيانات اقتصادية قوية وتطورات جيوسياسية.
ما الذي يقود السوق؟
1.بيانات المستهلك القوية:
oالدخل والإنفاق الشخصي: ارتفع الدخل الشخصي بنسبة 0.6% في أكتوبر، متجاوزاً التوقعات، في حين زاد الإنفاق الشخصي بنسبة 0.4%، مما يعكس ثقة قوية لدى المستهلكين.
oقوة سوق الإسكان: ارتفعت مبيعات المنازل المعلقة بنسبة 2.0% بعد مراجعات تصاعدية لبيانات سبتمبر، مما يظهر صمود القطاع السكني رغم ارتفاع أسعار الفائدة.
2.تطورات السياسة:
oزادت ثقة المستثمرين بعد ترشيح "سكوت بيسنت" وزيراً للخزانة. ومع ذلك، واجهت الأسواق تقلبات بعد إعلان الرئيس المنتخب "دونالد ترامب" عن خطط لفرض تعريفات جمركية على الواردات من كندا والمكسيك والصين.
3.الاستقرار الجيوسياسي:
ساهم اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله في تقليل المخاطر الجيوسياسية، مما خفف من المخاوف بشأن تصاعد النزاعات في الشرق الأوسط. استجابت أسواق الطاقة بشكل إيجابي، حيث تراجعت أسعار النفط مع عودة الاستقرار إلى المنطقة.
ما الذي يجب مراقبته في ديسمبر؟ على الرغم من الزخم الصعودي للسوق الأمريكية، يجب على المتداولين أن يستعدوا للتقلبات. قد تؤثر الاضطرابات المحتملة في السياسات التجارية على قطاعات الصناعات والبضائع الاستهلاكية المعتمدة على الواردات. بالإضافة إلى ذلك، ستكون بيانات الاحتياطي الفيدرالي بشأن التضخم وأسعار الفائدة عوامل حاسمة لتوجيه السوق.
الأسواق الأوروبية: أداء متباين وسط مخاوف التضخم
شهدت الأسواق الأوروبية أداءً مختلطاً، حيث سجل مؤشر "ستوكس أوروبا 600" مكاسب متواضعة بنسبة 0.32%، وحقق مؤشر "داكس" الألماني أداءً أفضل (+1.57%)، بينما سجل مؤشر "فايننشال تايمز إم آي بي" الإيطالي و"كاك 40" الفرنسي خسائر.
قصة التضخم: تسارع معدل التضخم السنوي في منطقة اليورو إلى 2.3% في نوفمبر، وهو ما يتماشى مع التوقعات، لكن الضغوط الأساسية أظهرت علامات تهدئة. ظل التضخم الأساسي مستقراً عند 2.7%، بينما انخفض تضخم الخدمات إلى 3.9%. يستعد السوق لاحتمال قيام البنك المركزي الأوروبي بخفض أسعار الفائدة قريباً، على الرغم من أن نطاق هذا الإجراء لا يزال غير مؤكد.
التحديات الاقتصادية: انخفضت مبيعات التجزئة في ألمانيا بنسبة 1.5% في أكتوبر، مما يبرز ضعف الطلب الاستهلاكي. ومع ذلك، أظهر سوق العمل بصيص أمل مع زيادة أقل من المتوقع في البطالة. في المملكة المتحدة، قدمت بيانات سوق الإسكان بعض القوة، حيث وصلت موافقات الرهن العقاري إلى أعلى مستوى لها منذ أغسطس 2022. ومع ذلك، يشير تباطؤ نمو الائتمان الاستهلاكي وانخفاض مبيعات التجزئة إلى استمرار الضغوط الاقتصادية.
ما الذي يجب مراقبته في ديسمبر؟ يجب على المتداولين التركيز على تطورات سياسات البنك المركزي الأوروبي وبيانات التضخم. قد تخلق إجراءات التيسير النقدي فرصاً في قطاعات العقارات والخدمات المالية، بينما قد تؤثر التحديات الاقتصادية في ألمانيا على أداء الأسهم الأوروبية بشكل عام.
أسواق آسيا والمحيط الهادئ: ارتفاع في الصين وصعوبات في اليابان
شهدت الأسواق الآسيوية أداءً متبايناً، حيث ارتفعت الأسهم الصينية بينما تراجعت الأسواق اليابانية.
التفاؤل في الصين: حقق مؤشر "شنغهاي المركب" مكاسب بنسبة 1.81%، كما ارتفع مؤشر "سي إس آي 300" بنسبة 1.32%، مدفوعاً بتفاؤل المستثمرين حيال التدابير الحكومية الداعمة. ضخ بنك الشعب الصيني 900 مليار يوان في النظام المصرفي، مع الحفاظ على سعر الإقراض عند 2%. على الرغم من انخفاض أرباح الصناعة بنسبة 10% على أساس سنوي في أكتوبر، إلا أن التحسن مقارنة بانخفاض سبتمبر البالغ 27.1% يشير إلى استقرار مدعوم بنمو قطاعات التصنيع عالية التقنية.
الصعوبات في اليابان: واجهت الأسواق اليابانية خسائر متواضعة، حيث تراجع مؤشر "نيكاي 225" بنسبة 0.2%. أدى ارتفاع الين، المدفوع بالطلب على الأصول الآمنة، إلى الضغط على القطاعات الموجهة للتصدير، بينما أضافت مخاوف التضخم مزيداً من عدم اليقين. أعلن رئيس الوزراء "شينغرو إيشيبا" عن حزمة تحفيز تهدف إلى تخفيف تأثير التضخم وتعزيز النمو الاقتصادي.
ما الذي يجب مراقبته في ديسمبر؟ في الصين، يجب على المتداولين مراقبة القطاعات عالية التقنية والمدعومة من الحكومة للاستفادة من الفرص الناشئة. في اليابان، ستشكل احتمالية رفع أسعار الفائدة والتقلبات في قيمة الين عوامل رئيسية للتأثير على السوق.
أبرز النقاط للمتداولين
1.صمود الأسواق العالمية:
أظهرت الأسواق العالمية مرونة ملحوظة على الرغم من التحديات، مع قيادة الأسهم الأمريكية لتحقيق مكاسب قوية.
2.إجراءات البنوك المركزية:
يجب على المتداولين مراقبة قرارات البنوك المركزية في الولايات المتحدة وأوروبا واليابان، حيث ستلعب تعديلات أسعار الفائدة وبيانات التضخم أدواراً حاسمة في تشكيل مسارات الأسواق.
3.اتجاهات القطاعات:
الولايات المتحدة: قد تواجه القطاعات الاستهلاكية والصناعية رياحاً معاكسة بسبب تغييرات السياسات التجارية.
أوروبا: قد تستفيد العقارات والخدمات المالية من إجراءات التيسير النقدي.
آسيا: من المرجح أن تزدهر الصناعات عالية التقنية في الصين، بينما قد تواجه القطاعات الموجهة للتصدير في اليابان تحديات بسبب ارتفاع قيمة الين.
مع بدء ديسمبر، يجب على المتداولين تبني نهج متوازن، مستغلين الفرص ومتحسبين للتقلبات. من خلال متابعة المؤشرات الاقتصادية الرئيسية وتطورات السياسات، يمكن للمستثمرين التنقل في تعقيدات السوق بثقة.
-
أخبار متعلقة
-
ارتفاع أسعار الذهب عالميا مع تراجع الدولار
-
للمرة الأولى.. "بيتكوين" تتجاوز الـ106 آلاف دولار
-
أسهم "وول ستريت" تتباين في تداولات الأسبوع الماضي و"ناسداك" يواصل الارتفاع
-
رويترز: الليرة السورية ترتفع مقابل الدولار
-
الخزانة الأمريكية: سنواصل العمل على تقليص عائدات روسيا من النفط ولا نستبعد معاقبة بنوك صينية
-
الأسهم الأوروبية تتراجع وتنهي سلسلة مكاسب استمرت 3 أسابيع
-
ارتفاع أسعار الذهب عالميا
-
أسعار النفط تتجه لتحقيق أول مكسب أسبوعي في ثلاثة أسابيع