الثلاثاء 2024-11-05 06:59 ص

خسارة الوزن بحقن الأنسولين.. ما حقيقة فعاليتها؟

04:50 م

الوكيل الإخباري- بحثاً عن خسارة الوزن بأقل أضرار ممكنة، تزايد الإقبال مؤخراً ولاسيما من المشاهير، على حقن الإنسولين، باعتبارها من وجهة نظرهم "وسيلة آمنة" تساعد على التحكم بهرمون الجوع وتساعد على حرق الدهون، بعيداً عن اللجوء إلى جراحات السمنة.

8 كلغ في 5 أشهر
تحدثت أميرة نكد، (ثلاثينية وأم لطفلة)، عن تجربتها مع حقن الأنسولين لخسارة الوزن "Ozempic"، وذكرت أنّها خسرت 8 كلغ خلال فترة 5 أشهر، حيث بدأت بحقن نفسها خلال الشهر الأوّل بـ0.25 ملغ، ثم بدأت برفع النسبة لتستقر على 1 ملغ، وتستمر باتباعه.



وأوضحت أنّها قبل استخدام الإبر، لجأت إلى استشارة الطبيب الذي وافق على الخطوة، خاصة أنّها لا تُعاني من أي مضاعفات لأمراض السكر، وذكرت أنها بدأت بنسبة منخفضة من الحقن تجنباً لتعرضها لمضاعفات هبوط حاد في معدلات السكر في الدم.
وبيّنت أنّ شهيتها على الأطعمة تراجعت بشكل كبير  ولم تعد تشعر بالجوع الشديد، لكنها في المقابل أصيبت بأعراض جانبية مثل آلام في المعدة والإسهال والغثيان.

نتيجة فعّالة وإزعاج كبير
بدورها، أشارت سالي شريف (25 عاماً)، إلى أنّ أخصائي السمنة وصف لها إبرة "Ozempic" لتحافظ على رشاقتها، على أن تتلقاها على ثلاث مراحل، لكنها من المرحلة الأولى حصلت على نتائج مرضية جداً بالنسبة لها.


وأوضحت أن لجوءها إلى الإبرة ترافق مع نظام غذائي، تراوح بين التقليل من الطعام، والتوقّف نهائياً عن المشروبات الغازية والخبز على أنواعه، كما امتنعت عن الحلويات والموالح "الشيبس، مكسرات وسواها".


وإذ أشارت إلى أنّ للإبرة حسناتها كما سيئاتها، نصحت بها من يعانين من أوزان زائدة قليلة لا تزيد عن الـ5 كلغ، مع الإلتزام بنظام غذائي صحي، ليساعد الإبرة على أداء مهمتها، أما سيئاتها فهي الدوار، والشعور بالتقيؤ، خلال الأسبوع الأوّل حتى أنّ المزاج يبقى متعكراً.  


من ناحيتها، تحدثت سناء الحمد (41 عاماً) عن تجريتها التي وصفتها بالفاشلة، حيث اعتبرت أنّ كل ما نالته من استخدامها من إبر الأنسولين، كان الشعور القوي بالغثيان، التعب الدائم، والإرهاق الشديد، وقلة النشاط. وأشارت إلى أنّها لم تخسر الوزن الذي كان ترغب به، كما لم تخف رغبتها  الشديدة بتناول السكريات.

دراسات مع وضد
ومع انقسام التجارب بين الأشخاص حول فعاليتها، بين مُحفّزة ورافضة ومُحذّرة، نعرص دراستين علميتين خلصتا أيضاً إلى نتيجتين متضاربين، حول مدى سلامة اللجوء إلى هذا النوع من الإبر لعلاج السُمنة.


الدراسة الأولى أجراها مركز شركة الأدوية الدانماركية "Novo Nordisk" التي جزمت بأنّ لإبر "Ozempic"  التي تنتجها مميزيات كثيرة مقابل آثار جانبية قليلة مثل الغثيان والإسهال، لكن نبّهت شركة الأدوية إلى ضرورة عدم استخدام هذه الإبر على المدى الطويل.


بالمقابل، حذرت دراسات أخرى من اللجوء إلى التنحيف عن طريق هذه الإبر، ومنها منصّة "many cares" السعودية والمختصة بصحّة المرأة، بسبب عوارضها الجانبية، التي لم يُسلط أحد الضوء عليها مثال: "الإصابة بالعدوى الجلدية في حالة تلوث إبرة التنحيف وعدم تعقيمها، الحرقة أثناء الحقن، الإصابة بتورّم أو كدمات بالمنطقة المحقونة، الشعور بالصدم وآلام في الرأس، آلام في المعدة، الإحساس بالتعب والإرهاق، مشاكل بالجهاز الهضمي ينتج عنه الإصابة بالإسهال أو الإمساك، جفاف الفم، اضطرابات في مستوى السكر في الدم، تكون جلطة نتيجة الخطأ في الحقن".

رأي طبيب جراحة السمنة
وعن فعالية حقن التنحيف واستخدامها بطريقة آمنة، التقى موقع 24 الدكتور الجرّاح محمد هيثم الفوّال، وهو  اختصاصي في جراحة السُمنة – رئيس الرابطة العربية لجراحة السمنة ومؤسِّس "عيادة بيروت لجراحة البدانة – BBSC".
اعتبر الدكتور الفوّال أنّ "العلاجات الدوائية من الأسلحة المهمة جداً في مواجهة السمنة، مثل حقن Ozempic، التي صُرّح بها عالمياً كعلاج للسمنة، رغم أنه لم يصرح به من قبل منظمة الغذاء والدواء الأمريكية FDA إلا كعلاج لمرض السكري".



أعراض جانبية لحقن الأنسولين
وفي ما يتعلق بالفوائد الناجمة عن الحقن بهذه الإبر، أكد أنها نتائج مهمّة ومبهرة جداً، كونها تعمل عبر آلية التقليل من حركة المعدة، ما يؤدي إلى تراجع الإحساس بالجوع، نتيجة تفريغ المعدة للطعام بشكل أقل من الطبيعي، أي يبقى الطعام في الأمعاء لفترات أطول، عندها يستمر الإحساس بالشبع لفترات أطول، وهو ما يؤدي حتماً إلى هبوط نسب الأوزان بشكل ملحوظ.


أما بالنسبة للأعراض الجانبية، فأوضح أنها تنحصر بين الشعور بالغثيان، التقيؤ، وآلام في المعدة والإسهال، وعلاجها بسيط جداً عبر تناول أدوية مضادة لذلك، لكن لأي دواء مهما كان نوعه، عوارض جانبية، والحصول على "حبة البنادول" المسكّنة للألم، قد تكون لها عوارض جانبية.


هل هي بديلة عن جراحات السمنة؟
ولفت الدكتور الفوّال إلى أنّ اللجوء إلى هذا النوع من الحقن يتحكّم به الطبيب حسب كل حالة، لكنّ أقلّه 3 أشهر، أو 6 إلى عام، طالما تمت السيطرة على عوارضه الجانبية.


وردّاً على سؤال: "هل من الممكن اللجوء إلى الإبر بدلاً من الجراحة لدى من يُعانون من سمنة مُفرطة"، ختم مشدّداً على أنّ "العديد من البحوث والدراسات حول العلاجات الجينية الدوائية أظهرت أنّ العلاجات الدوائية تحل الكثير من مشاكل السمنة، لكنّها حتى تاريخه، عاجزة عن الحلول مكان التدخل الجراحي".

صرخة مرضى السُكري
تُعتبر إبر الأنسولين علاجاً دوائياً أساسياً لمواجهة خطر الموت المرتبط بحياة مرضى السكري من الدرجة الثانية، مع تزايد لجوء المشاهير إليها للحفاظ على رشاقتهم، أشارت معظم التقارير إلى ارتفاع سعرها حول العالم بشكل كبير، كما تعرّضت الكميات المُنتجة منها للنقص، ما بدأ يدفع بمرضى السكري إلى استشعار الخطر على حياتهم.


هذه الصرخة، نقلها على سبيل المثال الممثل الأمريكي يتحدث أنتوني أندرسون المُصاب بالسكري من الدرجة الثانية، حيث أكد لمجلة "بيبول" الأمريكية أنّ ما يقوم به المشاهير يخلق نقصاً حادّاً للمرضى الذين يحتاجون إلى الدواء للعلاج وليس لفقدان الوزن، مطالباً بالرحمة لأنّ المرض لا يمكن التحكم به، لكن التجميل قادر على الانتظار.


تسارع مراكز الأبحاث الطبية وشركات أدوية إلى تكثيف الدراسات الخاصة بفعالية هذه الإبر، وسط تفاؤل بأن تصبح بديلاً آمناً لجراحات السمنة، فإما أنْ تكون إلى الأنسولين ثورة في عالم التنجيف،  أو أنْ تكون ضربة كبيرة لمرضى السكري الذي تتعالى أصواتهم للمطالبة  بوقف استعمال هذه الحقن  لأسباب جمالية، بعدما تضاعفت أسعارها في الأسواق .

 

24





gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة