الأربعاء 2024-10-09 17:11 م

"العمر راح عليهم وأبوهم رماني في الشارع من 46 سنة".. مصرية تُبكي مواقع التواصل

تعبيرية
01:13 م

الوكيل الإخباري-   ترتجف يداها وهي تمسك بعكازها الذي يعينها على كل شيء، بعد أن حصلت عليه من التبرعات.تنظر إلى المارة وهي تستذكر أيام شبابها والكواليس التي جعلتها تصل إلى حالتها اليوم، وترثي نفسها حيث لا أنيس لها ولا جليس. تمر في ذاكرتها تفاصيل يوم منذ 46 عامًا، ومنذ ذلك الحين وهي تعيش في شقاء على أمل أن ترتاح يومًا ما، لكن الزمان لم يحتفظ لها بجميلها، كما تعبر. سيدة مصرية تروي حكايتها ..



تمتمت صفية بكلمات تُبكي الحجر، وهي تستند برأسها المثقل بالهموم على كفها المرتجف: «العمر والصحة انتهيا، والآن لا أحد يذكرني غير الأغراب». بهذه الكلمات القاسية سردت حكاياتها التي جعلتها تشعر بالعجز والغصة ، بعد أن تخلى عنها أولادها في كبرها. تقول السيدة المصرية لموقع الـ "وطن": «أبوهم تقدم لي وأنا في السابعة عشرة من عمري، وكنت قد كبرت من دون زواج كما هي عادات الأرياف. كان لديه 3 أطفال، وفي ذلك الوقت لم أفهم شيئًا، فقالوا لي اتجوزيه، فتزوجته». عاشت معه تحت سقف واحد 7 سنوات، وأنجبت منه 4 أبناء، وكانت خادمة لمنزل زوجته السابقة وعائلته وأشقائه الستة.


صفية: "من 46 سنة، أبوهم رماني في الشارع"
«ابني الصغير كان حتة لحم حمراء في يدي عندما طردني أبوهم من الشارع بكل جحود. والابن الكبير لم يكن يعرف كيف يتكلم وكان يمسك بجلابيتي، بينما كان عمر بناتي يتراوح بين 5 و7 سنوات». تفاصيل تلك الليلة لم تغب عن ذهن صفية ثانية واحدة، إذ طردها زوجها من المنزل في منتصف الليل بعد اعتراضها على زواجه من فتاة قاصر من القرية. كانت نهايتها مجهولة مع أولادها الذين كافحت لتربيتهم طوال عمرها، ليردوا لها الجميل بأسوأ طريقة، وفقًا لحديثها.


حكاية جحود أبنائها الأربعة لم يسمعها أحد إلا واستغربها، وقرروا الحديث معهم، لكن قلوبهم أقسى مما يتخيلون. يتأكدون أنهم ورثوا القساوة من والدهم الذي تخلى عنها وعنهم قبل 40 عامًا، وأنها لم تجنِ لنفسها أي شيء وهي في هذا العمر، وأنها فقط حاربت وأضاعت عمرها من أجل استقرارهم. لكن المكافأة كانت إهمالها، دون أنيس أو جليس، وحرمانها من الراحة، على حد روايتها.


صفية: كنت أبًا وأمًا
«خرجت من البيت منذ 46 سنة، وهم في يدي، وعندما عدت إلى أهلي أجبروني على العودة إليه وترك الأطفال ليصرف عليهم. لكنني رفضت "من يترك أبناءه". تركت البلد ونزلت مصر بحثًا عن عمل مثل الرجال، فقد أصبحت الأب والأم. عملت في كل شيء، في البيوت والمحلات ومع مقاولين، وبعت خضارًا في السوق، وهو عملي الذي أمارسه حتى الآن. ربّيتهم وعلمتهم، والآن جميعهم في وظائف جيدة، ولا أرى أن الدنيا قد قصرت معي في شيء، لا في أولاد ولا في مال، لكنهم استكثروا عليَّ أن أرتاح من قعدة الشارع»، وفق حديثها.


«كل يوم أستيقظ في الساعة 4 صباحًا لأصلي، ثم أنزل الشارع لأبيع ما أستطيع. أعيش في غرفة في الدور الأخير، ولا أستطيع صعود السلم. طبعًا، لا يكفيني ما آكله أو علاجي. وأهل الخير الذين يعرفون حالتي يجلبون لي الطعام أو الملابس في الشتاء، وطبعًا العلاج. لكن لا أحد يصدق أن أولادي يعيشون مرتاحين، ولا أحد يسأل عني».


عرفت صفية أنه يمكنها الحصول على نفقة من أولادها، وهذا حقها بعد كل هذه السنين، فقررت اللجوء إلى محكمة الأسرة بالجيزة، وأقامت دعوى نفقة ومصروفات علاجية تحمل رقم 52370 أحوال شخصية.

gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة