الوكيل الإخباري - دائماً ما ينجذب الأشخاص إلى الموضوعات المتعلقة بسفينة تيتانيك، التي ارتبط الحديث عنها ببعض الغموض، وذلك بعد أن غرقت السفينة بعد اصطدامها بجبل جليدي في 15 أبريل 1912.
وبحسب موقع Live Science، بعدما غمر الماء السفينة تم انتشال حوالي 300 جثة فقط من بينهم عدد قليل من الأطفال، لكن كان هناك طفل واحد من بين هؤلاء لم يعرف أحد هويته لما يقرب من 100 عام.
وبحسب موقع grunge، تم العثور على الجثة الصغيرة في 21 أبريل 1912، من قِبل الطاقم على متن «ماكاي بينيت»، حيث انتزع شخص ما على متن سفينة الإنقاذ جثة صبي صغير بشعر فاتح اللون، وقدروا أن الطفل كان يبلغ من العمر حوالي عامين.
فيما ذكرت موسوعة تيتانيكا، أن رجال الإنقاذ كانوا في حالة ذهول للعثور على طفل صغير جدًا، وفوجئوا بعدم تقدم أي من الأقارب للتعرف على الطفل بعد ذلك.
دفع ذلك طاقم «ماكاي بينيت» بدفع ثمن دفن الطفل في هاليفاكس، في مقبرة فيرواي لاون، وأقيمت جنازته في 4 مايو 1912، وتم تكريس قبره بعبارة «الطفل المجهول في تايتانيك».
لسنوات عديدة، كان قبر الطفل المجهول في تيتانيك موقعًا للاحترام في نوفا سكوشا، وفقاً لـ Insider، حيث لا يزال الناس يزينون القبر بالورود والعملات المعدنية والألعاب الصغيرة.
كما كانت المقبرة محبوبة جدا، لدرجة أنه حتى بعد 100 عام، كان هناك عدد كافٍ من الزوار بحيث لا ينمو العشب حول شاهد القبر.
لكن الأمور تغيرت مع المزيد من التطورات العلمية الحديثة، حيث كان رايان بار، الذي كان أستاذًا مساعدًا في جامعة ليكهيد في أونتاريو، فضوليًا بشأن أطفال تيتانيك المفقودين في أوائل العقد الأول من القرن 21 بعد دراسة مقطع فيديو.
طلب «رايان» إذنًا من أحد أقارب عائلة كانت على تيتانيك والتي تدعى «عائلة بولسون» وكان معروفًا أن لديها طفلًا صغيرًا، وبالفعل وافق الأقارب الأحياء على السماح له ومجموعة من العلماء باستخراج الرفات في مقبرة هاليفاكس لمعرفة ما إذا كان بإمكانهم إلقاء الضوء على الهوية الحقيقية للأطفال المجهولين.
وعمل الباحثون الأمريكيون والكنديون بشكل تعاوني لاستخراج أكبر قدر ممكن من أدلة الحمض النووي، وفقًا لـ The Star.
تم استخراج الرفات في عام 2001، ولكن لم يكن هناك الكثير من الأدلة لجمعها، وتم فحص العديد من توابيت الأطفال، اثنان فقط يحتويان على الطين، والتابوت الثالث يحتوي على 3 أسنان فقط وبعض الشظايا من عظم الذراع، وعلى الرغم من وجود هذه البقايا الضئيلة، تمكن العلماء من استخراج الحمض النووي من عظام الطفل المجهول.
في البداية اعتقد العلماء أن الطفل هو جوستا ليونارد بولسون، الذي جاء من عائلة مكونة من 5 أفراد، لم ينج أي منهم من الغرق، وتم انتشال رفات والدته، ولديها تذاكر لأطفالها الـ 4 في جيبها.
كان «بولسون» يبلغ من العمر حوالي عامين فقط، ودفنت والدته خلف قبر الطفل المجهول.
إلا أنهم بعد أن قارنوا الحمض النووي الخاص به مع الحمض النووي لأفراده الأحياء من عائلة «بولسون» اكتشفوا أنه لم يكن متطابقًا.
بحسب Live Science، بدأ العلماء في توسيع نطاق بحثهم، وفحصوا جميع بقايا الأولاد دون سن الـ 3 سنوات الذين لقوا حتفهم، وكان هناك ما لا يقل عن 5 أولاد، تتراوح أعمارهم بين 5 أشهر وسنتين، والذين كانوا أيضًا على متن تيتانيك.
وذكرت صحيفة The Star، أن الفريق بعد ذلك قارن الأدلة المستخرجة من القبور بطفل صغير آخر توفي في حادث تحطم تيتانيك، يُدعى إينو فيليجامي بانولا، وكان هذا الطفل يبلغ من العمر 13 شهرًا فقط عندما استقل هو ووالداه السفينة غير القابلة للغرق، وبشكل مأساوي غرقت العائلة بأكملها.
اقترحت أدلة الحمض النووي من العظام أنه كان إما «بانولا» أو طفل صغير آخر يدعى سيدني جودوين، وقام خبير بفحص الأسنان وتوصل إلى أن الرفات تخص طفلًا يتراوح عمره بين 9 و15 شهرًا، لذلك، أصبح الأقرب أن يكون بانولا، وظل لسنوات يعرف بالطفل المجهول لتيتانيك.
لكن هذه ليست نهاية القصة، حيث تم حل لغز الطفل الصغير أخيرًا عندما تلقى المتحف البحري للمحيط الأطلسي بعض الأدلة الجديدة، وفقاً لـ The Star، حيث تم تعيين ضابط شرطة يُدعى كلارنس نورثوفر، لحراسة جثث وممتلكات متوفى تيتانيك في عام 1912، بعد أن أحرقت معظم الملابس لمنع اللصوص من الاحتفاظ بها كتذكارات.
ولكن بعد أن صادف زوجًا صغيرًا من أحذية الأطفال الجلدية، لم يستطع «نورثوفر» حرقها، وبدلاً من ذلك احتفظ به في مكتبه بمقر الشرطة.
وعندما توفي «نورثوفر»، تبرع حفيده بأحذية الأطفال للمتحف البحري للمحيط الأطلسي، ما منحهم دليلًا جديدًا مهمًا.
مع الدليل الإضافي للأحذية، أدرك الباحثون أنه كان هناك خطأ في الأدلة من عام 2001، حيث لن تناسب هذه الأحذية «بانولا» البالغ من العمر 13 شهرًا، وبدمج الأدلة الجديدة من الحذاء مع التكنولوجيا الجينية من أوائل القرن 21، أدرك العلماء أن الأحذية لا تنتمي إلى «بانولا» أو «بولسون».
أثبت دليل الحمض النووي بنسبة 98٪ من اليقين أن جثة الطفل المجهول تنتمي في الواقع إلى طفل مختلف، هو سيدني جودوين، الصبي البالغ من العمر 19 شهرًا، ولديه 5 أشقاء، والذي سافر مع والدته ووالده على متن تيتانيك، وماتت الأسرة بأكملها في الكارثة.
-
أخبار متعلقة
-
في هذه الدولة.. مخالفة قد تؤدي لكبس سيارتك وتحويلها لصفيحة معدنية
-
جريمة تهز الشارع المصري .. رجل يعتدي على 3 شقيقات
-
إحصائية صادمة .. جرائم العنف الأسري حول العالم تحصد امرأة كل 10 دقائق
-
دولة عربية تستورد نحو ربع مليون بقرة
-
رئيس دولة يوقع قانونا يشطب ديون مواطنيه حتى 100 ألف دولار!
-
بعوض آسيا يهاجم شرق و وسط إفريقيا.. مخاوف من عودة الملاريا
-
حسن الخاتمة.. وفاة معتمر مصري خلال أداء مناسك العمرة
-
عالمياً.. 35 مليون مشاهدة لصورة راكب "فضائي" في طائرة