في الانتخابات الأميركية إذا صادف ناخب كلينتون في الشارع وتحدث معها عن حاجة ولاية لمدرسة، تعتذر منه بأدب وتقول له: إذا حالفني الحظ سأشكل لجنة مختصة لدراسة حاجة كل الولايات لمدارس، ومن ثم سندرس توفير المخصصات المالية، وبعد ذلك سنرى إن كان بإمكاننا توفير الكوادر التعليمية المؤهلة، ومن ثم سنقرر!
هذه كلينتون المرشح لرئاسة الولايات المتحدة تعتذر عن بناء مدرسة، مع أنه بالنسبة لموازنة بلادها لو طلب منها بناء مفاعل نووي من المفروض أن تقول لهم: أبشروا!
ما علينا من كلينتون التي لا تعرف الوعود الكاذبة، في هذه الأيام يجهد المرشحون للانتخابات النيابية في الأردن في حملاتهم الانتخابية، الغريب أن موازنة الدولة لا يوجد بها مخصص لشراء كاوشوك لباص موتى ومع ذلك اطلب من مرشح أردني مثلا بناء مدرسة، سيقول لك: أبشر، أسبوع واحد بعد نجاحي ستجدهم وقد باشروا في البناء، علما بأن الوصول الى وزير التربية لمجرد طرح الموضوع من أزمة السير والمواعيد يحتاج الى أسبوع على الاقل!
اطلب من مرشح الآن وظيفة، سيقول لك: أبشر، إذا حالفني النجاح اعتبر الولد متعين بالخارجية. إن كان الملقي نفسه أصبح لايجرؤ على استثناء أحد من التعيين وجميع التعيينات تتم عن طريق ديوان الخدمة المدنية، فكيف سيعين هذا المرشح أي أحد، إلا إذا كانت هناك خارجية قطاع خاص للمرشح وشركائه!
اطلب من مرشح الان رؤيته لمعالجة مديونية الدولة، سيقول لك: بسيطة، إذا حالفني الحظ سأسعى لهبة وطنية لتسديد المديونية من الخيرين والدول الصديقة، للعلم فقط، الخيّرون يساعدونك في جهاز تكييف لمسجد، في جهاز كمبيوتر لجمعية، في شارع لمنطقة نائية، أما 35 مليار ستجمعها من الخيرين، إذا كان البنك المركزي بدنانيره وتعاريفه لايوجد به 35 مليارا كاش!
المشكلة أن الدول العربية لديها أحدث الطائرات والدبابات والمدفعية، وعقدت عشرات المؤتمرات العربية لايجاد حل للقضية الأم، ومن 48 حتى اليوم والجيوش على أهبة الاستعداد ولم نسترجع سم واحدا من تراب فلسطين، ويأتي مرشح ليحدثنا عن أن قضيته الأساسية هي تحرير فلسطين، بالمناسبة هذا المجاهد يملك سيارة إذا نزلت على الجسر ترتفع حرارتها ولا يستطيع العودة بها إلا بعد أن يقوم بتبريد المحرك فكيف سيعبر إلى فلسطين؟! تحرير فلسطين مرة واحدة، ومع احترامي الشديد لك، إن كان تحرير المشتقات النفطية ليس مسموحا لك التدخل فيه فكيف بقضية عربية مثل تحرير فلسطين؟!
صادف مرشحا أردنيا الآن في الشارع وقل له: ممغوص، سيقول لك: أبشر .. وقد يقوم بفحصك وقد يطلب منك بعض التحاليل، وسيصرف لك الدواء، علما أن تخصصه الجامعي مكتبات!
اعلق في مصعد الان، واتصل مع أي مرشح سيقول لك: أبشر، وسيحضر ومعه فريق من حملته وسيتم إخراجك من المصعد بمساعدتهم، واتصل مع مرشح الآن واطلب وجبة شاورما مع بطاطا سيقول لك: أبشر، وستحضر لك الوجبة بوقت أسرع من الدلفري الذي يتبع المطعم!
نفسي أن يعتذر مرشح أردني عن تلبية أي طلب لعدم قدرته، جميع ماتطلبه يتم تلبيته علما أن دولا عظمى بإمكاناتها المادية قد تعجز عن تلبيتها، طبعا هذا ما يؤكد أن (أبشر) ما هي إلا (أضغاث أحلام)!
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو