الأحد 2024-12-15 22:28 م

أردنيون يتهمون السوريين بسرقة فرص عملهم

12:17 م

الوكيل - بات وجود نحو نصف مليون لاجئ سوري في الأردن يستفز مواطني المملكة الشحيحة الموارد، مع تفاقم الصعوبات الاقتصادية والمشكلات الاجتماعية في بلد ضاق أهلها ذرعاً بارتفاع وتيرة اللجوء السوري.


ومع استمرار تدفق آلاف النازحين يومياً عبر الحدود الشمالية، بات الأردنيون الذين يعانون أصلاً مشاكل الفقر والبطالة وارتفاع الأسعار والتضخم، يتهمون السوريين بسرقة فرص عملهم والدفع بأصحاب العقارات الجشعين إلى رفع إيجار المساكن وأسعارها وبنشر ظواهر سلبية في المجتمع.

ويقول الأمين العام لوزارة العمل حمادة أبو نجمة لوكالة «فرانس برس» إن «عدد السوريين الذين انخرطوا في سوق العمل الأردني قد يتجاوز 160 ألفاً، الغالبية العظمى منهم لا تحمل تصاريح عمل».

واعتبر أن «هذا العدد الكبير من السوريين له تأثير سلبي جداً، خصوصاً أننا نتحدث عن عمالة تدخل الأردن من دون قيود في التأشيرات والإجراءات»، مضيفاً «نتفهم حقهم في العمل وحاجتهم إليه، لكن المؤسف انهم يدخلون بتخصصات تحرم الأردنيين من فرص العمل».

وحذر أبو نجمة من أن «استمرار هذا الوضع على المدى البعيد سيرفع نسب البطالة بين الأردنيين ويؤثر سلباً في مشاريعنا في مجال تشغيلهم»، مشيراً إلى أن «السوريين يقبلون بأجور أقل من الحد الأدنى للأجور وهو 190 ديناراً (268 دولاراً)، وساعات عمل أطول وظروف عمل أصعب لحاجتهم للعمل».

وتقدر الجهات الرسمية نسبة البطالة بنحو 14 في المئة في المملكة التي يبلغ تعداد سكانها 6.8 مليون نسمة 70 في المئة منهم تقل أعمارهم عن الثلاثين عاماً، فيما تقدرها جهات مستقلة بنحو 30 في المئة.

ويقول فتحي البشابشة الذي يستضيف في مسكن خاص بعائلته في مدينة الرمثا (شمال المملكة) 35 عائلة سورية، إن «أجور السكن تضاعفت في مدينتي الرمثا وإربد وأصبح إيجار الشقة 250 ديناراً بعدما كان 125 فقط». ويضيف أن «عدد سكان الرمثا الآن نحو 130 ألفاً بينهم 40 ألف سوري، ما يمثل مشكلة للباحثين عن العمل أو السكن من أبناء المدينة».

وتتوقع الأمم المتحدة أن يصل عدد اللاجئين السوريين في الأردن إلى 1.2 مليون بحلول نهاية العام.

ويقول الثلاثيني عماد مرجي، من مدينة المفرق التي يقطنها نحو 300 ألف شخص «أنا املك مطعماً وقد فصلت ثلاثة أردنيين من العمل وشغلت مكانهم سوريين بأجور اقل وهم اكثر حرفية وجدية في العمل».

وأظهر استطلاع لـ «مركز الدراسات الاستراتيجية» في الجامعة الأردنية أن نحو 70 في المئة من الأردنيين ضد استقبال مزيد من اللاجئين السوريين، فيما اعتبر 80 في المئة أن وجود السوريين زاد الضغط الاقتصادي على المملكة.

ويقول الباحث في المركز محمد أبو رمان إن «الأردنيين يعانون ضغوطاً اقتصادية كبيرة نتيجة وجود هذه الأعداد الكبيرة من السوريين ومن الطبيعي أن تزداد نسبة من يعارضون وجودهم». ويضيف أن «الأردنيين قلقون جداً من التزايد المضطرد لأعداد السوريين ومن طريقة تعامل الحكومة مع هذه القضية، خصوصاً أن المملكة لم تتلق مساعدات كافية للتعامل مع الأزمة، ما استفز الأردنيين».

وتقول فاطمة (27 سنة)، وهي طالبة طب في السنة الثالثة من درعا (جنوب سورية) لجأت مع زوجها وأطفالها الثلاثة إلى المخيم الإماراتي - الأردني الجديد في مريجيب الفهود، إنها نتفهم شعور الأردنيين.

وتضيف قرب المنزل النقال الذي تقطنه إن «الأردنيين استقبلوا مئات آلاف اللاجئين رغم ظروفهم التي نعرفها جيداً، فالأردن ليس بلداً غنياً ولا يملك نفطاً، وموارده محدودة جداً بالكاد تكفي شعبه، ورغم ذلك لم يبخل على السوريين».

وتابعت فيما التف أطفالها حول صندوق كبير مليء بالألعاب التي زودتهم بها إدارة المخيم إن «هذا العدد الكبير جداً من السوريين يقاسم الأردنيين لقمة العيش والمشرب والمسكن والعمل، وهذا قد يضايقني لو كنت مكانهم».

وتوافقها حاجة (43 سنة)، التي لجأت إلى الأردن قبل أيام مع أبنائها الأربعة الرأي، وتقول «نتفهم أن السوريين يشكلون عبئاً كبيراً على المملكة لأننا نعرف أوضاعها، ذلك ذنب دول العالم التي خذلتنا وخذلت الأردن». وتبتسم مؤكدة «سيسقط نظام الرئيس بشار الأسد وسنعود يوماً إلى بلدنا».

ويقول الطالب الجامعي احمد (23 سنة) «نشعر وكأننا لاجئون في بلدنا. أتعاطف مع السوريين لكن لماذا يجب أن نعاني بهذه الطريقة؟». (أ.ف.ب)


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة