الإثنين 2024-12-16 04:29 ص

"أمن الدولة" تحقق مع مجموعة "11/9 الثانية" وتكشف استهدافهم لمواقع حساسة ونشر الفوضى

01:18 م

الوكيل- باشر مدعي عام محكمة امن الدولة أول من أمس، تحقيقاته مع المجموعة الإرهابية المفترضة (11/9 الثانية)، وجاء في اعترافات أفرادها، نيتهم تنفيذ اعمال تفجيرية، تستهدف المولات والبعثات الدبلوماسية، بقصد خلق حالة فوضى في الاردن بحسب مصدر رفيع المستوى.


ولفت مصدر، فضل عدم ذكر اسمه الى أن كافة المتهمين ممن يجري التحقيق معهم، هم من البالغين وليس بينهم أي حدث، كما يزعم حامل ملف معتقلي التيار السلفي ابو سياف.

وبين التحقيق، انه سيتم الكشف عن أسماء المولات والمراكز التجارية والبعثات الدبلوماسية التي كانت المجموعة الارهابية تخطط لاستهدافها.

ورفض المصدر الكشف عن أي تفاصيل اخرى لها صلة بالتحقيق، بيد انه قال ان 'التهم التي من المرجح ان توجه لهم بعد انتهاء التحقيق، هي تصنيع وحيازة مواد مفرقعة، بقصد القيام بأعمال ارهابية، وتصل عقوبتها الى الإعدام، والمؤامرة بقصد القيام بأعمال إرهابية'.

في الوقت ذاته، اعتبر المحلل السياسي المتخصص بالحركات السلفية الجهادية حسن ابوهنية أن 'ضبط هذا التنظيم، هو عبارة عن ضربة استباقية للسلفيين الجهاديين في الاردن، لايصال رسالة لهم، بأنهم تحت النظر والملاحظة من قبل الاجهزة الامنية، وبالتالي، منع أي ارتدادات للأزمة السورية على الساحة الاردنية، كما حدث في افغانستان والعراق'.

وقال ابو هنية ان 'السلفية الجهادية في الاردن، كانت وما تزال ترتبط بقضايا محلية ودولية وإقليمية'، مشيرا الى انه بعد عودتهم من ميادين القتال في افغانستان، وانهيار الاتحاد السوفييتي مطلع التسعينيات، شكلوا مجموعات تنظيمية عديدة، احداها التي أعلن عنها اول من أمس.

ولفت الى ان من بين هذه المجموعات ايضا: جيش محمد والأفغان الاردنيين، موضحا أن 'الامر تكرر بعد سقوط النظام العراقي، وعودة بعضهم من ميادين القتال في العراق، بحيث تشكل تنظيم القاعدة بقيادة الزرقاوي هناك، وظهرت خلال هذه الفترة مجموعة تنظيمات على الساحة الاردنية، من أبرزها كتائب التوحيد عام 2004، والتي خطط عناصرها بقيادة المحكوم عزمي الجيوسي، لتفجير مبنى المخابرات العامة، وربطت هذه الارتدادات التي نجمت عنها تفجيرات عمان في 11/9/2005 بالأزمة العراقية'.

وحينها، جمد تنظيم القاعدة نشاطه المسلح في الاردن بعد مقتل زعيم تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين ابو مصعب الزرقاوي، المخطط الفعلي لتفجيرات عمان، اذ ارسل فريقا انتحاريا، استهدفت ثلاثة فنادق في عمان، أدت الى استشهاد 57 مواطنا وجرح اكثر من 100.

واضاف ابو هنية ان 'المشهد يحاول ان يتكرر للمرة الثالثة بعد الأحداث في سورية التي تحولت الى نقطة جذب للجهاديين من مختلف الجنسيات، وهناك اكثر من 200 مقاتل جهادي من الاردن في سورية'.

وامس، وجه ابو سياف نصيحة الى منتسبي التيار بعدم الذهاب الى سورية لغايات الجهاد، كون الطريق للوصول الى نقاط القتال هناك غير آمن، وكذلك بسبب تأزم الاحداث في مدينة درعا.

وبالرغم من توقف تنظيم القاعدة عن عملياته المسلحة في الأردن بعد مقتل الزرقاوي، الا ان هناك مجموعات من التيار السلفي، تقيم في الاردن حاولت تنفيذ عمليات مسلحة، وتم تفكيكها قبل تحقيق اهدافها وفق قرارات أحكام صادرة عن محكمة امن الدولة، واعتقل آخرون لمحاولتهم التسلل عبر الحدود الاردنية للمشاركة في عمليات قتالية، في دول تشهد نزاعات مسلحة.

وكانت قضية حبس منظر التيار السلفي عصام البرقاوي الملقب ابو محمد لمقدسي لخمسة اعوام، آخر القضايا التي تدخل في إطار العمل الارهابي التي نظرتها محكمة أمن الدولة قبل عامين، بعد ان ثبتت بحقه تهمة القيام بأعمال لم تجزها الحكومة، من شأنها تعكير صفو علاقة المملكة مع دولة أجنبية، وتعريض سلامة البلاد للخطر.

وبالرغم من تراجع مؤشر القضايا التي تدخل في اطار العمل الارهابي لدى محكمة أمن الدولة في الأعوام الاربع الاخيرة، الا ان نشاط التيار السلفي خلال الربيع العربي بدا ملحوظا، وبخاصة بعد اعلانه الجهاد في سورية ضد النظام هناك، تحت ذريعة 'نصرة اهل السنة'، وفق الخطاب السلفي، وأرسل السلفيون اكثر من 150 مقاتلا، لكن بعضهم عاد الى الاردن.

وكانت الاجهزة الامنية اعتقلت في الفترة الماضية نحو 15 من منتسبي التيار على فترات متلاحقة، بعد محاولتهم التسلل من الاردن الى الاراضي السورية، ومنهم من تم تحويله الى محكمة امن الدولة، وبعضهم رهن التحقيق، وآخرون افرج عنهم، في وقت استطاع فيه التيار كسب مؤيدين وزيادة عدد منتسبيه، والتخفيف من اعداد معتقليه خلال هذه المرحلة في مراكز الاصلاح والتأهيل.

وكانت الاجهزة الامنية أيضا قامت قبل أشهر بحملة اعتقالات بين صفوف التيار في مدينة الرصيفة، أحد معاقل الجهاديين الرئيسية في الاردن، ومحل إقامة منظر التيار ابو محمد المقدسي.

وتبين ان سبعة من تنظيم (11/9 الثانية) الذي تمكنت المخابرات العامة من القبض عليه ليلة أول من أمس، هم من سكان الرصيفة، واثنان منهم يسكنان مدينة الزرقاء وواحد في اربد وآخر في عمان.

وبالرغم من ان ذوي المقبوض عليهم، يؤكدون انه لم يتم ضبط ما يخالف القانون في منازلهم خلال عملية اعتقال ابنائهم قبل 20 يوما، الا ان التصريحات الرسمية، أكدت العثور على مواد أولية لتصنيع متفجرات، وأن افراد المجموعة الإرهابية، رسموا خططا متكاملة لتنفيذ عملياتهم الإجرامية، وحددوا أهدافهم المنشودة، وقاموا بعمليات استطلاع ومعاينة لتلك الأهداف، ووضعوا آلية للتنفيذ، باستخدام المتفجرات والسيارات المفخخة والأسلحة الرشاشة وقذائف الهاون.

وقد بدأت المجموعة التخطيط لتنفيذ اعمالها منذ بداية حزيران (يونيو) الماضي، والموجهة أساسا لاستهداف مراكز تجارية ومواقع حيوية وحساسة ومقيمين أجانب، لخلق حالة هلع وترويع وإشاعة البلبلة والفوضى في البلاد.

وتعتقد المجموعة، أن المناخ الارهابي الذي كانت تسعى لخلقه في المملكة، سيؤدي إلى انفلات أمني، ما سيساعدها على تنفيذ عمليات ارهابية اخرى ومتكررة؛ مستغلين بذلك انشغال الأجهزة الأمنية بملفات عدة، لتنفيذ مخططاتهم الإجرامية، لكن المخابرات العامة كانت تتابع خطواتهم، وتمكنت من القبض عليهم قبل تنفيذ جرائمهم.

ووفق ما نشر عند القبض على المجموعة امس، فإن أفرادها استشاروا كبار خبراء المتفجرات في تنظيم القاعدة بالعراق عن طريق المواقع الإرهابية والمتطرفة على شبكة الإنترنت.

كما تركزت تجاربهم قبل بدء ساعة التنفيذ، على تجهيز وتصنيع متفجرات ذات أثر تدميري عال، بهدف إيقاع أكبر عدد من الخسائر في الأرواح والمنشآت، والتخطيط لإحضار متفجرات (TNT) وقذائف هاون من سورية، مستغلين أوضاعها الراهنة.
كذلك، تمكنت المجموعة من إنتاج متفجرات تستخدم لأول مرة، وخططت لإضافة مادة (TNT) عالية التفجير لزيادة قوتها التفجيرية، وتم تعميم هذه التجارب على المواقع الإرهابية للاستفادة منها من قبل متطرفين آخرين، وبدأوا باختيار عناصر لتنفيذ مخططهم، ومن بينها عناصر انتحارية.

وتركزت مخططات المجموعة في البداية على استهداف دبلوماسيين أجانب من الفنادق والأماكن العامة، وصولا الى منطقة عبدون (غرب عمان)، ليتم تنفيذ المخطط الإجرامي الرئيسي فيها؛ كونها منطقة حيوية وحساسة، ويوجد فيها مصالح وطنية عديدة وبعثات أجنبية.

واستقرت المجموعة على بدء تنفيذ عمليات تفجير، تستهدف اثنين من المراكز التجارية (المولات) للفت انتباه الأجهزة الأمنية وإشغالها؛ ليهاجموا بعدها بفارق زمني بسيط، أهدافا ومواقع حيوية وحساسة أخرى، بينها مواقع محلية ودبلوماسية، عبر عناصر انتحارية، تستخدم أحزمة ناسفة وعبوات متفجرة وسيارات مفخخة وأسلحة رشاشة، ثم يتم إطلاق قذائف هاون على كامل المنطقة المحيطة.

وبعد ضبط أسلحة رشاشة وعتاد ومواد أولية، تدخل في صناعة المتفجرات، وأدوات مخبرية لتصنيعها، وأجهزة حاسوب وكاميرات ووثائق مزورة بحوزة المجموعة، تم تحويل القضية الى مدعي عام محكمة أمن الدولة وبدأ تحقيقاته فيها.



gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة