الأحد 2024-12-15 09:37 ص

«أنا عبد الله بن الحسين مستمر على هذا النهج» ..

11:12 ص

لقد تأثرت بالكلمات الملكية العميقة الدلالة فقد تخلل الخطاب الصارم في بعض أجزائه بعداً عاطفياً قوياً، أكد على شرعية الهاشميين وامتدادهم في الحكم واعتبارهم دائماً أن العدل أساس الحكم فقد ظلوا دائماً وعبر أجيالهم يقبلون القسمة على الجميع ورأت فيهم مذاهب أهل السنة وحتى أهل البيت قادة يقدمون ورواداً لا يكذبون أهلهم..

في المحطة الأردنية على امتداد وطننا العربي توقف الركاب الهاشمي أكثر من مرة..في التوجه الى دمشق حين أقام فيصل الأول المملكة العربية من (1918-1920) قبل معركة ميسلون..
وفي شرق الأردن حين وصل الأمير عبدالله المؤسس الى معان ومنها الى عمان لاقامة الإمارة ثم المملكة 1946 التي كانت من جناحين شرق الأردن والقسم الذي بقي من فلسطين بعد النكبة (الضفة الغربية وشرق القدس) في وحدة عام 1950..
الحكم عند الهاشميين كما قال الملك عبد الله الثاني أمس (ليس مغنماً وانما مسؤولية) وعلى طريق المسؤولية هذه نُفي الشريف حسين بن علي الى قبرص وعاد ليدفن في ساحة المسجد الأقصى وما زال رفاته شاهداً على دوره في سبيل الأمة كما قضى الملك المؤسس شهيداً في ساحة الاقصى وقريباً من ضريح والده لينقل ويدفن في عمان..
الملك ردّ على دعاة اسقاط النظام الذي اعتقده بعض السذج والمستعجلين نظاماً جاء على دبابة أو عبر انقلاب أو بيان دون أن يدركوا معنى كلمة النظام ودلالتها في المصطلح السياسي وامتداد الدلالة في الدولة والمؤسسات والتكوينات الاجتماعية وحتى الشعب..النظام الأردني هنا عميق الجذور..شجرة باسقة جذرها في الأرض وفرعها في السماء تؤتي أكلها عبر تاريخ الهاشميين ولم يخرج منها الا الطيب هكذا قال الشاميون لفيصل الأول والعراقيون واليوم الأردنيون..
اذن النظام الذي يدافع عنه الأردنيون بالعمل والانجاز ويحمونه لمصالحهم المرتبطة به تاريخياً ومستقبلاً ويوالونه بكل امكانياتهم واخلاصهم رمزه الملك الذي يقابل ولاءهم له نهوض بالمسؤولية والتضحية والدفاع عن الأردن ومصالحه وقضاياه..لقد ترسخ عقد الأردنيين مع الهاشميين وهو عهد كتب عميقاً وفيه مسيرة وشهداء وولاء وانجازات..لم يكن الهاشميون انقلابيين ولم يغتصبوا السلطة ولم يختبئوا وراء الحزب الواحد..وقد رفض الحسين الباني ان ينصب له تمثال في ساحة رئاسة الوزراء أو ميدانها وقال لممدوح العبادي الذي كان أميناً لعمان «لا أريد ذلك».. لقد كان جدي محطم الأوثان وأنا على طريقه..أقوم بواجبي..نفس الكلمات التي قالها عبد الله المؤسس يوم الخميس 2/3/1921 الساعة العاشرة حين وصل الى عمان وتوقف في المحطة ودخل الى مكتب المأمور والتقى (60) شخصية اردنية بعد أن خاطب الجمهور المحتشد لاستقباله بقوله (ابقوا لي وجهاءكم) وقد خطب فيهم قائلاً: والله ما جاء بي إلا حميّتي ولو أن لي سبعين نفساً لبذلتها في سبيلكم) ,,إذن هذا هو مفهوم الحكم عند الهاشميين وهو ما اكده الملك عبد الله الثاني أمس بقوله (أنا عبد الله بن الحسين مستمر على هذا النهج والملك بالنسبة لي ليس مغنماً وإنما مسؤولية، فالملك لله وحده والذي أعتز به هو أولاً شرف النسب لسيدنا وجدنا الأكبر محمد (صلى الله عليه وسلم) ومن بعد النسب الشريف..
وأتشرف أن أكون اردنياً وأن أشارك هذا الشعب النبيل والأصيل مواقفه وتضحياته الجسيمة.. والأردنيون أمس من خلال من امّوا القصر ووراءهم الشعب صفقوا معتزين وقائلين أن الشرف أن يكون عبد الله منهم.. فهذا الانتساب لحكمهم ونظام حكمهم والشرعية الدينية والتاريخية وشرعية الانجاز وحماية الوطن كلها تلتقي في هذه القيادة الأردنية الفذة قيادة عبد الله الثاني بن الحسين ومن بعده ممن يواصل حمل راية الهاشميين..
الكلمات كانت مؤثرة..فالحسين الراحل الذي بادل الأردنيين حباً بحب كما قال يوم توليه سلطاته في 2/5/1952 يعود ليتمثل في قول الملك عبد الله الثاني «أنا عبد الله بن الحسين مستمر على هذا النهج.. وقد ردّ الأردنيون أمس بما يليق بالاخلاص والولاء والوطنية..


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة