الأحد 2024-12-01 06:39 ص

أوروبا .. (القادم أعظم) !

02:16 م

كثيرون في بريطانيا وفي الغرب عموماً يرون أن شيئاً كبيراً بين أوضاع بدايات «ثلاثينات» القرن الماضي والأوضاع الحالية، فهناك الآن في أوروبا كلها وفي الولايات المتحدة وفي العالم بأسره توترات إجتماعية مرعبة وهناك إتساعٌ للهوة بين الأغنياء والفقراء بات يصل إلى الصراع الطبقي الذي كان يُعتبر الركيزة الأساسية للماركسية - اللينينية وهناك كرهٌ للغرباء الملونين وهناك تمزقٌ وعلى أساسٍ أثنيٍّ ودينيٍّ وطائفي بين أبناء البلد وهناك الإرهاب والحروب المتنقلة وهناك مشاكل البيئة والإنهيارات الإقتصادية وهناك وقبل هذا وذاك هذا الشرق الأوسط الذي أصبح بمثابة برميل بارود متفجر وهناك السباق النووي الذي إنْ هو «فلتتْ براغيه « فإنه سيهدد بل سيدمِّر العالم بأسره !!.


أشارت بعض المعلومات التي تداولتها الصحف البريطانية أنَّ بريطانيا شهدت خلال الشهور الأخيرة ستة آلاف حادث كراهية وعنصرية ضد «الغرباء».. وضد العرب والمسلمين تحديداً وهذا يعني أنَّ فرنسا وألمانيا والدول الأوروبية الغربية قد شهدت عشرات الألوف من هذه التصديات التي طالت بعض مواطني أوروبا الشرقية التي جرى إلحاقها بالإتحاد الأوروبي لغلق الأبواب أمام ما يعتبر موجات إسلامية وعربية من الشرق الأوسط وأفريقيا في إتجاه أوروبا التي باتت دولها تعاني من الشيخوخة وبخاصة في إيطاليا والعديد من الدول الإسكندنافية .

كانت توترات بدايات ثلاثينات القرن الماضي قد أوصلت أوروبا والعالم بأسره إلى الحرب العالمية الأولى ثم إلى الحرب العالمية الثانية .. وإلى إمتلاك الأسلحة النووية المدمرة والآن فإن هناك هذا التمزق الذي بات يهدد دولاً كانت لا تغيب عن أملاكها الشمس كـ «بريطانيا العظمى» وكفرنسا وهنا ألا يذكرنا هذا بإتفاق سايكس–بيكو سيءُ الصيت والسمعة، الذي يبدو، وعلى أساس كما تدين تدان ، سيضرب هذه الإمبراطورية العجوز وسيضرب دولاً أوروبية أخرى باتت تعاني من تفجر أوضاعها الداخلية على أُسسٍ عرقية ودينية وطائفية.

ثم إنه لا يمكن أنْ يشهد الشرق الأوسط كل هذا التمزق المتفاقم الذي يشهده دون أن تنتقل العدوى إلى بريطانيا وفرنسا وألمانيا وبخاصة وأن هذه الدول ستشهد المزيد من موجات النزوح التي شهدتها خلال الأعوام الخمسة الماضية وبخاصة وأنَّ هذا الإتحاد الأوروبي بدل أن يوحد أوروبا بات يهدد دولها بالتشظي والإنقسام فالإمبراطورية العجوز غدت مهددة بأن تصبح ثلاثة دول على الأقل .. الدول الأسكتلندية ودولة في إيرلندا الشمالية وبالطبع الدولة الإنجليزية .. وربما .. ربما أيضاً الدولة الـ «ويلزية» في إقليم ويلز المعروف .

والسؤال هو ألا يعني هذا أن العالم كله بات يقف على كفِّ عفريت وأنه عندما يصبح التمزق هو عنوان المجتمعات الغربية أيضاً فإن القادم سيكون أعظم.. وأنَّ من زرع الشوك في الشرق الأوسط ومنطقتنا العربية سوف يحصد العَوْسج لا محالة .

إنَّ هناك في دول الغرب عنصرية بغيضة متفشية وإن هناك «كراهية» بغيضة للعرب والمسلمين وأن هناك توترات إجتماعية طاحنة وأن هناك تمايزاً طبقياً متصاعداً وأن الفقراء يزدادون فقراً والأغنياء يزدادون غنى.. وأن ظاهرة الإحتراب على «المستعمرات « عادت مجدداً .. فماذا يعني هذا.. ألا يعني أن حروب الشرق الأوسط سوف تنتقل إلى الغرب وإنْ بصورٍ وأشكال مختلفة ؟!.

gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة