المؤكد أن من ب?ن الزعماء والقادة الذ?ن ?شاركون في الوداع ا?خ?ر للزع?م ا?فر?قي الراحل نلسون ماند??، مستبد?ن وفاسد?ن. ومن ب?ن
.الذ?ن نعوه بأجمل العبارات، حكام ?حكمون شعوبھم بالحد?د والنار. لكن ھذا ھو حال الطغاة على مدى التار?خ
قضى ماند?? في السجن 27 عاما، وغادره زع?ما ?مة انتصرت على أبشع أشكال الحكم العنصري، وتوجتھ رئ?سا ب? منازع لھا. لكن
.الزع?م لم ?لبث أن غادر كرسي السلطة بعد خمس سنوات على تول?ھا، تاركا لغ?ره إكمال المشوار
كان بوسع ماند?? أن ?ُنصّب نفسھ زع?ما لجنوب أفر?ق?ا مدى الح?اة، ولن ?جد من أبناء شعبھ الذ?ن قاد معركتھم من أجل الحر?ة من ?قف
في وجھھ أو ?عترض على زعامتھ ا?بد?ة؛ ماند?? كان في نظرھم قد?سا بحق. لكن الزع?م الملھم لكل الطامح?ن إلى الحر?ة في العالم، بدا
زاھدا بالسلطة، وقدم النموذج في التواضع وا??ثار. لم ?ُحمّل شعبھ جم?ل معاناتھ وسنوات سجنھ؛ كان ذلك في نظره واجباً أداه تجاه
.وطنھ وشعبھ، ? ?عط?ھ م?زة استثنائ?ة عن غ?ره من أبناء أمتھ
رحل عن السلطة بعد أن قاد جنوب أفر?ق?ا في أصعب مراحلھا ا?نتقال?ة، جنّب الب?د خ?لھا شرور ا?نتقام وا?قتتال ا?ھلي، وكرس
.نموذجا فر?دا للتسامح والمغفرة
المؤسف حقا أن أنموذج ماند?? لم ?جد صدى لھ ? في أفر?ق?ا و? في آس?ا، ح?ث توجد أنظمة استبداد?ة، وحكام طغاة. لم ?تعلم ھؤ?ء من
إرث ماند??؛ استقبلوه بحفاوة، وأشادوا بنضالھ من أجل حر?ة شعبھ، وبعضھم قلده ا?وسمة، لكن أحدا لم ?فكر في الس?ر على خطاه.
.ظلوا ممسك?ن بالسلطة، جاثم?ن على صدور شعوبھم. ومن ترجل منھم كان با?كراه والثورات الشعب?ة
لم ?تعلموا الدرس؛ درس ماند?? في الحكم والزعامة. ولم ?فكروا في ساعة الرح?ل عن الدن?ا ولحظة الوداع العظ?مة لماند??، والتي لن
،?شھد زع?م راحل مثلھا. استبسلوا في الدفاع عن كرسي الحكم، فكانت النھا?ات البائسة؛ أن جُرّ بعضھم في الشوارع
.أو حوصر في قصره، وھرب ذل??، أو انتھى بھ المقام في سجن صحراوي
وا?خرون ل?سوا بأفضل حا?؛ ما ?زالون في السلطة، ?سفكون دماء شعوبھم. بعضھم لم ?عد ?قوى على الحركة، وما ?زال ?طمح بو??ة
جد?دة، وآخر من العرب ا?فارقة، أضاع ربع أراضي دولتھ، وحول نصف شعبھ إلى مھاجر?ن، وأفقر نصفھم الثاني، وما ?زال الزع?م
.الشرعي، ?رقص بالعصاة فوق جماجمھم
مؤسف حقا أن نماذج الطغاة على مر التار?خ تملك حظوظا وإرثا ?فوق إرث زع?م مثل ماند??. تلك ھي الحق?قة. ألم ?كن ب?ننا زعماء
!?جھدون في استنساخ تجارب ھتلر وستال?ن، و?جدون من بعض شعوبھم التقد?ر والتبج?ل على ھكذا مسلك؟
العالم كلھ في وداع ماند??. لقد نال من التكر?م ما لم ?نلھ زع?م من قبل. ?ستحق ذلك وأكثر من دون شك، فھو بحق أ?قونة عصره. لكني
.أجزم أن إرث ماند?? س?ُدفن معھ
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو