الأحد 2025-01-19 13:16 م

إشادة عربية بجهود الملك لحل أزمة «الأقصى»

01:23 ص

اشاد وزراء الخارجية العرب خلال اجتماعهم الطارئ الذي عقد امس الخميس في القاهرة بناءً على طلب الاردن لبحث الانتهاكات الاسرائيلية في الحرم القدسي الشريف بالقدس المحتلة، بجهود جلالة الملك عبد الله الثاني صاحب الوصاية على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس، لإنهاء الإجراءات وتثمين التصعيدية الخطيرة التي تمس بالوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى المبارك / الحرم القدسي الشريف.


واكد الوزراء في بيان على مركزية القضية الفلسطينية للأمة العربية، وأن القدس الشرقية هي عاصمة دولة فلسطين، وعن رفضهم وإدانتهم لكافة الإجراءات التي تقوم بها سلطات الاحتلال للانتقاص من حق السيادة الفلسطينية عليها.

ودان البيان بأشد العبارات «الخطط والسياسات الإسرائيلية الهادفة إلى تهويد مدينة القدس المحتلة وتشويه طابعها العربي الإسلامي، وتغيير تركيبتها السكانية، وفرض السيادة الإسرائيلية عليها، وإغلاق المؤسسات الفلسطينية فيها، وعزلها عن محيطها الفلسطيني، وحذر من أن التصعيد الإسرائيلي غير المسبوق في القدس المحتلة، والحرم القدسي وقيام سلطات الاحتلال بفرض حقائق جديدة على الأرض تستهدف تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى/ الحرم القدسي الشريف، مع استمرار الاقتحامات المتكررة من قبل المسؤولين والمستوطنين المتطرفين الإسرائيليين للمسجد الأقصى المبارك، بدعم وحماية الشرطة الإسرائيلية، وإعاقة عمل إدارة الأوقاف الإسلامية الأردنية في القدس، وإعاقة مشاريع الإعمار الهاشمي في المسجد الأقصى المبارك، الأمر الذي من شأنه أن يكون له تبعات وانعكاسات خطيرة على مستقبل السلام في المنطقة ويهدد السلم والأمن الدوليين، ويشعل صراعاً دينياً في المنطقة، تتحمل إسرائيل (القوة القائمة بالاحتلال) المسؤولية الكاملة عنه».

واكد البيان على «أن جميع التدابير والإجراءات التي قامت بها إسرائيل (القوة القائمة بالاحتلال) والتي تهدف إلى المساس بالوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس والمسجد الأقصى/ الحرم القدسي الشريف باطلة ويجب إلغاؤها وفقاً للقرارات والمواثيق الدولية ذات الصلة».

واكد المجتمعون على الإبقاء على مجلس الجامعة في حالة انعقاد لمتابعة التطورات والانتهاكات الإسرائيلية بحق الأقصى ومراقبة مدى التزام إسرائيل ( القوة القائمة بالاحتلال) بعدم تكرار القيام بأية إجراءات تصعيدية من شأنها أن تهدد الأمن والاستقرار في المدينة المقدسة وبعدم المساس بالوضع التاريخي والقانوني القائم في الحرم القدسي الشريف.

من جهته، قال وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي ان الأردن بالتنسيق مع السلطة الوطنية الفلسطينية تمكن من تطويق الأزمة التي اختلقتها سلطات الاحتلال في القدس من خلال انتهاكاتها وممارساتها الأحادية لتغيير الوقائع على الأرض.

لكنه حذر في كلمته التي القاها في اجتماع القاهرة، من تفجّر أزمات جديدة تظل قائمةً ما بقيت جذور التوتر واسبابه: احتلالٌ غاشم، ومحاولاتٌ إسرائيلية مستمرة لفرض حقائق جديدة على الأرض، تستهدف تغيير هوية المقدسات العربية الإسلامية والمسيحية، وتقويض فرص قيام الدولة الفلسطينية المستقلة.

وأكد الصفدي، امام الوزراء المجتمعين ان تحقيق الأمن والسلام والاستقرار يتطلب إزالة أسباب حرمان شعوب المنطقة منها: وهي أساسا رفض إسرائيل إنهاء احتلالها ورفضُها احترام حق الشعب الفلسطيني في الدولة والحرية والعيش بكرامة، من دون خوف أو عوز أو قهر.

وعرض الصفدي الجهود التي بذلها جلالة الملك عبدالله الثاني منذ تفجر الأزمة لإعادة الوضع في المسجد الأقصى ومحيطه والقدس الشريف على ما كان عليه قبل الرابع عشر من تموز.

وقال الصفدي إن إسرائيل ألغت إجراءاتها الأحادية، التي حاولت عبرها فرض حقائق جديدة على الأرض المقدسة، وأزالت البوابات الإلكترونية والكاميرات التي وضعتها على أبواب الأقصى وأعادت الوضع إلى ما كان عليه قبل تفجر الأزمة قبل حوالي اسبوعين، وان عودة إسرائيل عن إجراءاتها هذه فرضه الموقف الثابت المشرف، والصمود التاريخي للشعب الفلسطيني الشقيق، في الدفاع عن مقدسات الأمة الإسلامية والمسيحية.

وأضاف في الاجتماع أن التراجع الاسرائيلي جاء أيضا بعد تحركات لم تتوقف، واتصالات وجهود لم تنقطع، قامت بها المملكة بقيادة جلالة الملك، والسلطة الوطنية الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس في إطار شراكة وتنسيق كاملين، وبالتشاور والمتابعة مع الدول العربية والإسلامية لحماية المقدسات واستعادة الهدوء، على أسس تضمن احترام إسرائيل الوضع التاريخي والقانوني في المسجد الأقصى / الحرم الشريف، وفتح الأقصى كلياً وفوريا أمام المصلين، وإلغاء كل الإجراءات الأحادية التي اتخذتها منذ 14 تموز الجاري، في خرق واضح لالتزاماتها الدولية، بصفتها القوة القائمة بالاحتلال.

وقال «تجاوزنا أزمة كانت تهدد بعواقب كارثية، فمحاولة العبث بالقدس استفزازٌ لمشاعر مئات الملايين من المسلمين على امتداد العالم، وقفت المنطقة كلها على حافة تفجّر موجةٍ جديدةٍ من العنف كانت ستهز الأمن والإستقرار، وتؤزم الأوضاع في منطقتنا التي تعصف بها الأزمات والصراعات من كل جنب».

وبين أن هذه الازمة ذكرت العالم كله أن لا أمن ولا استقرار في الشرق الأوسط من دون حل عادل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي وبعثت رسالة واضحة أن هذا الصراع هو أساس التوتر، وأن حله هو شرط الوصول إلى السلام الشامل والدائم، الذي تتبناه دولنا العربية خيارا استراتيجيا لن يتحقق إلا على اساس حل الدولتين، الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، على خطوط الرابع من حزيران للعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، لتعيش بأمن وسلام إلى جانب دولة إسرائيل.

ولفت إلى ان تحقيق الأمن والسلام والاستقرار يتطلب إزالة أسباب حرمان شعوب المنطقة منهم، وهي أساسا رفض إسرائيل إنهاء احتلالها ورفضُها احترام حق الشعب الفلسطيني في الدولة والحرية والعيش بكرامة، من دون خوف أو عوز أو قهر، نحقق الأمن والإستقرار ونحول دون إعادة تفجر الأزمات، ونضمن أن تبقى القدس مدينة المحبة والسلام، إن انتهى الاحتلال، وتحقق السلام، ونُفذت مبادرة السلام العربية.

وأشار إلى أن الولايات المتحدة بذلت جهودا مكثفة ومشكورة لحل أزمة الأقصى، ونثمن التزام الرئيس الأميركي دونالد ترمب العمل من أجل إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ونؤكد أننا سندعم جهود إدارته تحقيق السلام، تنفيذا لخيارنا العربي الاستراتيجي، وتمشيا مع مبادرة السلام العربية، التي أعادت قمة عمان في آذار الماضي إطلاقها.

وأكد أن على إسرائيل ان تختار السلام وعليها أن تتوقف عن انتهاكاتها، وأن تدخل في مفاوضات جادة وفاعلة وفورية، تؤدي إلى انتهاء الاحتلال وتحقيق السلام وفق الشروط التي يقرها العالم أجمع سبيلا وحيدا لإنهاء الصراع وحل الدولتين من دون ذلك، سيتجذر اليأس وسيتمدد التطرف وسيزداد الغضب، وستبقى الأوضاع قابلة للإنفجار في أي لحظة.

ونبه الصفدي الى أن على رئيس الوزراء الإسرائيلي أن يدرك أن الغطرسة، والعبثية وخرق القانون وتزوير الحقائق سعيا وراء الشعبوية لن يسهم إلا في زيادة التوتر، وتأزيم الأجواء، وبدلا من التقوقع في مآرب سياسية آنية أنانية مُستهجنة مدانة ورعناء تستهدف رفع الشعبية في استطلاعات الرأي على حساب الحقيقة، وعلى حساب حقوق الآخرين، وبما يقامر بحق الشعوب في العيش بسلام وأمن وحرية، عليه أن يلتزم القانون الدولي، وأن يتبع السياسات التي تحق الحقوق، وتوجد البيئة الكفيلة بالتقدم نحو الأمن والسلام اللذين تستحقهما كل شعوب المنطقة. وبين ان المملكة ستستمر في جهودها التي لا تتوقف لإحقاق الحق الفلسطيني، وسيبقى الحفاظ على الأقصى والحرم القدسي أولوية في مقدم أولويات الوصي على المقدسات، جلالة الملك، الذي ما انفك يبذل كل جهد ممكن، ويكرس كل الطاقات لتحقيقها، وللحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني في مقدساتنا.

وأشار إلى أن أزمة تطوقت ولكن أزماتٍ جديدة ستتفجر إن لم يتحقق السلام وإن لم تنعم القدس بالحرية والاستقلال كعاصمة لدولة فلسطين لتقام الصلاة في الأقصى وليسبح الناس فيه بحمد ربهم كل يوم بحرية ومن دون اية إعاقات، ولتعيش كل المنطقة وشعوبها بأمن وسلام واستقرار.

الى ذلك وضع الصفدي عدداً من وزراء الخارجية العرب بصورة الجهود التي بذلها جلالة الملك عبدالله الثاني خلال الفترة الماضية لثني اسرائيل عن المضي قدماً في اجراءاتها المرفوضة ضد الحرم القدسي.

جاء ذلك خلال لقاءات منفردة أجراها الصفدي مع كل من عبد القادر مساهل وزير الخارجية الجزائري، وسامح شكري وزير الخارجية المصري ووزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الاحمد الصباح ووزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي.

وكان وزير الخارجية وشؤون المغتربين ايمن الصفدي التقى أمين عام الجامعة العربية احمد ابو الغيط ، ووضعه أيضاً بصورة الجهود الحثيثة التي قام بها جلالة الملك عبد الله الثاني لمواجهة المحاولات الإسرائيلية الاخيرة لتغيير الوضع القائم في الحرم القدسي.

من جانبه، أثنى أبو الغيط على الجهود والاتصالات التى اجراها جلالة الملك عبدالله الثاني بهدف إنهاء الازمة واستعادة الهدوء في القدس الشريف.

كما طالب الصفدي الصفدي، في مؤتمر صحفي في ختام الجلسة الطارئة لوزراء الخارجية العرب رئيس الوزراء الاسرائيلي أن لا يستغل التوظيف السياسي لرفع شعبيته بهذه الإجراءات والغطرسة على حساب الآخرين ؛ حتى لا يدفع المنطقة نحو كارثة جديدة مؤكدا ان اسرائيل تتحمل المسؤولية كقوة قائمة بالاحتلال.

كما طالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته ليجنب المنطقة الدخول في أتون أزمة جديدة، مؤكداً أن الأمن لا يأتي الا بضمان حق الشعب الفلسطيني واحترام مقدساته.

وأكد الصفدي أن التصعيد والعبث بالمقدسات يعد استفزازا لكل المسلمين بل يدخل المنطقة في موجة جديدة من العنف، مشيراً إلى استمرار الاْردن في جهوده لوقف التصعيد لانه يريد السلام والامن للمنطقة.

وأشار إلى الاتصالات المكثفة مع المجتمع الدولي والاشقاء العرب التي أفضت إلى قرار إسرائيلي فرضه الشعب الفلسطيني بثباته وصموده.


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة