يبدو أن المنطقة تدخل مرحلة أشد خطورة وتوتراً والتهاباً في الأيام الأخيرة، حيث شكل الهجوم الكيماوي في خان شيخون بوابة للشرور، والتي أعقبتها الضربة الصاروخية الأميركية على المطار العسكري السوري قرب حمص، ثم حدثت تفجيرات متعاقبة في مخيم الركبان على الحدود الأردنية السورية، ثم جاءت تفجيرات الكنائس في مصر لتشكل متوالية من الأحداث الخطيرة والمتتابعة المتمثلة بإشعال الحرائق وزيادة صب الزيت على النار، فهناك خيط رفيع يربط بينها، فهل نحن على أبواب تصعيد جديد، ورغبة متجددة لدى الأطراف الدولية والإقليمية بتغيير بعض عناصر المعادلة قبل الشروع بالتسوية.
تحولت أقطارنا إلى ملعب دولي، وكل اللاعبين الكبار يتسابقون في تحقيق أهدافهم وتسديد حساباتهم على أرضنا، وشعوبنا العربية هي التي تدفع الكلفة والثمن كله، فالضربة الأميركية جاءت بين يدي لقاء ترامب مع الرئيس الصيني حيث كان ملف كوريا الشمالية أكثر حضوراً على جدول أعمال اللقاء، بينما اعتبرت روسيا أن الضربة الأمريكية تعد تجاوزاً للخطوط الحمراء التي تعبر عن التفاهمات المسبقة فيما يخص التعامل مع سوريا والمنطقة، مما يفتح المجال أمام سيل من التكهنات حول تطورات الأحداث ومآلاتها، وما هي التوقعات من اندلاع الحرائق الكبيرة على هذا النحو وأين موقعنا نحن في أتون هذا الواقع الملتهب في ظل غياب مشاريع سياسية سلمية تحمل في طياتها بعض بذور الأمل.
قراءة المشهد والنظر في حجم التوقعات يحتم علينا بذل جهود كبرى في الاستعداد للمستقبل، ويبدو أن أفضل ما يمكن تقديمه في هذا السياق إنجاز المشروع السياسي الوطني الذي يملك رؤية واضحة ورسالة محددة تتمثل في امتلاك القدرة على بناء الجبهة الداخلية المتماسكة التي تستطيع الصمود أمام الأمواج والعواصف بأقل قدر من الخسائر.
الأردن بوصفه رئيساً للقمة العربية، وبما يتمتع به من قدر نسبي من الاستقرار والأمن الداخلي يؤهله إلى لعب دور ايجابي فاعل على صعيد العرب والإقليم، وربما تكون البداية بضرورة إنجاز مصالحات كبرى على صعيد البلدان العربية التي تتعرض إلى فتنة واقتتال داخلي، ترتكز أولاً على قناعة الأطراف كلها بضرورة التخلي عن فكرة الحسم العسكري وإبداء قدر معقول من المرونة في قبول الآخر من أجل التوجه إلى صياغة مرحلة انتقالية ترفع شعار تقديم المصلحة الوطنية العليا على المصالح الجزئية سواء على مستوى الأنظمة أو على مستوى المعارضة، وربما مرور خمس سنوات عجاف من القتل والتدمير يستحق منا جميعاً أن نقول كفى، وفكرة المصالحة الناجحة ينبغي أن تتحقق في مصر أولاً، بحيث يعلن النظام عن مبادرة للمصالحة في هذا الشأن، وعلى الحركة الإسلامية أن تستجيب من أجل تجاوز جراح الماضي وإعلان شأن المصلحة المصرية العليا فوق كل اعتبار، وهذا ما حدث في الجزائر سابقاً، حيث استطاعت أن تتجاوز منعطفها الخطر الذي تعرضت له قبل جميع الدول العربية.
النجاح في مصر سوف يفتح الطريق أمام تحقيق نجاحات أخرى في الأقطار العربية المهمشة.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو