الخميس 2024-12-12 06:48 ص

إعلام

08:40 ص

في الوقت الذي يسلم فيه الملك الراية الهاشمية للجيش ولهذا الأمر مدلولات مهمة أكثر مما يكتب في الوقت الذي تأسس فيه جيش ينتقل من حالة الدفاع لحالة الردع جيش متماسك قوي في الوقت الذي يزداد فيه الناس وعيا ويشدون على بطونهم , ويحتملون الفقر والجوع في سبيل سلامة البلد وسلامة شعبها في الوقت الذي نتصدى فيه للدفاع عن الإسلام وشرح معانيه ونوظف مؤسساتنا الدينية لنشر رسالة عمان في الوقت الذي نرفع من قيمة العقل الأردني في المحافل العربية والدولية ونصل لمستوى يؤهلنا لقيادة أهم المؤسسات الرياضية في العالم على الإطلاق .

في الوقت الذي يفشل فيه من يعملون تحت الطاولة في زج بلدنا إلى أتون التطرف والإرهاب ويفشل معهم من يفتعلون ألف مشكلة والف صدام في الوقت الذي يدير العرب لهم ظهرك , وتصبر وتسير وحدك بكل ثقة الدنيا وبكل إقتدار الرجال .
في الوقت الذي ننجز فيه كل هذا علينا أن ننتبه قليلا للداخل فالحرب على التطرف لا تعني فتح هذا الكم الهائل من الإذاعات لمجموعات من المأزومين عاطفيا كي يبثوا برامج مرتبطة بالخلاعة والحب .
الحرب على التطرف لاتعني أن نفتح أثير الإذاعة لمراهقة تتحدث مع مذيع لبناني في اخر الليل ويسألها كيف تعرفت على عشيقها , وهل خانها أم لا ؟
الحرب على التطرف لا تعني أن نسمح لكل عربي بأن يمتلك أثير الإعلام الأردني , ونصل لمرحلة تنتج هذه الإذاعات أغنية يتحدث فيها مطرب عن خيانة الحبيبة والإدمان على الخمر .
الحرب على الإرهاب لا تعني أبدا أن يكون هذا الإعلام مشاعا والمادة الرئيسية فيه هي الحب والتفاصيل تتعلق بالإنحطاط وجميع البرامج ترتبط بتغذية المرأة وكيفية حصولها على جسم مثالي وكيفية التخلص من الدهون على الأرداف .
الحرب على الإرهاب والتطرف لا تعني أبدا أن يفتح اثير الإذاعات لمجموعات هائلة من المراهقين ويرسلون عبر الهواء تحيات غرامية وقصائد حب لعشيقاتهم ويذكرون الأسماء , والعائلات وحتى أماكن السكن .
إن الأثير الأردني مهزوز , لدرجة أن أي غريب أو أي عربي ضاقت به , زوايا الترانزيت في مطار عمان يجرؤ أن يمتلك جزءا من البث ويسرق منا سوق الإعلان , ويمتلك أدمغة وعقول شبابنا .
تلك المرة (العشرين) والتي أكتب فيها عن انحطاط الأثير عن الإبتذال الذي يمارس عن تلويث جيل كامل عن سيدة لبنانية تتحكم بنصف محطاتنا وتنتج ما تشاء وتقرر ما تشاء وتتحدث باسم الدولة أحيانا وفي اخر حديث لها عرجت على مفاهيم الإنتماء .
الإنتصار على داعش لا يعني شرعنة (الخلاعة) والسماح لهذه الإذاعات أن تبث كيفما تشاء فقوة الدولة لا تعني أن تفتح أثيرك لكل عابر سبيل كي يتملك فيه .
الأردن ليس محطة عبور ولا مكان لتجريب أنواع من الإعلام ولا خلاعة تسجل تحت بند استثمار نحتاج لتحصين جبهتنا الداخلية ..
وأعرف أني تناولت هذا الموضوع ألف مرة وسأظل أتحدث فيه إلى أن يتم إيجاد حل .


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة