يجب ألاَّ نشكك بنوايا وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ،الذي أضفى على الدبلوماسية الإيرانية ملمساً ناعماً بإبتسامته العذبة التي لا تفارق محياه الجميل، عندما يقول إن بلاده مستعدة للتعاون مع الأردن في مكافحة الإرهاب فالمعروف أن إيران «مستقتلة» منذ ظهور «داعش» و»النصرة» و»خراسان» على إقحام نفسها في الحرب على هذه التنظيمات والهدف أولاً هو إخراج نفسها من العزلة التي تعيشها الآن والهدف ثانياً هو «تصميد» نظام بشار الأسد وإعتبار إن كل فصائل المعارضة السورية هي تنظيمات إرهابية لابد من القضاء عليها كأولوية لا غيرها أولوية!!.
لكن ما نستميح العذر من وزير خارجية دولة ،من المفترض أنها دولة شقيقة لا تشكل بتطلعاتها وتدخلاتها أي تهديد لأي دولة عربية، لقوله هو أن في حديثه عن «مكافحة التطرف والفتن الطائفية» شكوكاً كثيرة ولعل ما لا يعرفه هذا الدبلوماسي البارع هو أنَّ مثلاً شعبياً عربياً يقول :»لا تنظر إلى دموع عينيه بل أنظر إلى فعل يديه».. ويا ليت أ
ربما أن هذا الدبلوماسي البارع ،الذي لعَّب الأميركيين والأوروبيين في مفاوضات النووي على رؤوس أصابعه، لا يعرف بحكم الفترة الطويلة التي عاشها في الولايات المتحدة أن المشكلة الطائفية في إيران وفي هذه المنطقة قد بدأت بعد إنتصار الثورة الإيرانية في شباط (فبراير) 1979 بفترة قصيرة وذلك عندما نصَّ القانون الأساسي (الدستور) الجديد على أنَّ دين الدولة الإيرانية هو الإسلام على المذهب الجعفري الإثني عشري.. وذلك رغم أن «مرجعيات» عليا حاولت الإكتفاء بتثبيت إن دين الدولة الإسلام وفقط أولاً حفاظاً على وحدة المسلمين وثانياً لأن هناك مواطنين إيرانيين من أهل السنة على المذاهب الأربعة المذهب الحنفي والمذهب الجنبلي والمذهب الشافعي والمذهب المالكي.
ثم وربما أن وزير الخارجية محمد جواد ظريف لا يتذكر أو لا يعرف ان النظام الجديد بعد إنتصار الثورة الإيرانية ،التي كنت أنا من أول من قبَّل جبينها الوضاح وراهن عليها، قد رفع ومنذ اللحظة الأولى شعار :»تحرير المقدسات الشيعية» في العراق مع أنَّ الفلسطينيين كانوا يهتفون ومعهم غالبية العرب والمسلمين :»هبَّت رياح الخميني» وكانوا ينتظرون أن ترفع «قمْ» راية تحرير المقدسات الإسلامية في فلسطين وفي مقدمتها المسجد الأقصى وقبة الصخرة المشرفة وليس راية تحرير النجف وكربلاء وسامراء.. والكاظمية.. لأنها لم تكن محتلة ولأن وجود نظام يقال أنه نظام سني في العراق يجب ألاَّ يعني أنها محتلة فالكل مسلمون ويجب ألاَّ يعتبر أي مقام لأهل السنة في إيران محتلا وبأي شكل من الأشكال.
إن المفترض أن هذا الدبلوماسي البارع فعلاً يعرف أن نظام العراق السابق كان قبل أن يسقطه الأميركيون نظاماً بعثياً على غرار نظام بشار الأسد الذي يعتبر تجاوزاً نظاماً بعثياً والسؤال هنا هو هل ليس غير الطائفية هو ما جعل إيران تناصب النظام الأول العداء وتعتبره محتلاً للأماكن الشيعية المقدسة «التي يجب تحريرها»!! وتحتضن النظام الثاني وتدافع عنه وتعتبر إسقاطه حتى من قبل شعبه كارثة الكوارث وطامة ما بعدها طامة.
يا وزير الخارجية البارع ماذا تسمي هذا الذي يجري في العراق على أيدي حراس الثورة بقيادة الجنرال قاسم سليماني؟!.. ماذا تسمي إصطفاف إيران المعممة بالعمامة السوداء المقدسة إلى جانب الحوثيين في اليمن..؟ ماذا تسمي إرسال ميليشيات مذهبية عراقية وإيرانية وأفغانية إلى سوريا بحجة الدفاع عن مقام ومرقد السيدة زينب بنت علي بن أبي طالب؟ ماذا تسمي السعي لتحويل الشيعة في لبنان والشيعة العرب عموماً إلى جاليات إيرانية؟! لماذا إرسال قوات حزب الله وميليشيات (أبو فضل العباس) إلى قريتي الزهراء ونبل الشيعيتين الحلبيتين... أليس هذا طائفية ما بعدها طائفية؟! أليس طائفية ومذهبية أن ترعى إيران كل هذا الإصطفاف المذهبي بين أتباع المذهب الجعفري الإثني عشري والعلويين والزيديين والإسماعيليين؟؟! لماذا لا يوجد ولو مسجد سني واحد في طهران.. أليس هذه هي الطائفية؟!.. إنها أسئلة لابد من أن نسألها ولكن بدون إنتظار أي إجابة.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو