ربما أن الرئيس حسن روحاني لم يتذكر أوْ لم يأخذ بعين الاعتبار, وهو يزف البشرى إلى الشعب الإيراني بالانتصار المبهر الذي تحقق برفع العقوبات التي كانت مفروضة على بلاده, أنَّ لعبة السعي للحصول على القنبلة النووية قد كلفت إيران أكثر من مائتين وخمسين مليار دولارٍ وهذا غير مبيعات النفط التي توقفت خلال فترة طويلة معظمها كان عندما كانت أسعار البترول تلامس سقف السماء ووصلت إلى نحو «140» دولاراً للبرميل الواحد .
كان على السيد حسن روحاني أنْ يصمت وأن يقابل رفع بعض العقوبات وليس كلها بالحزن والكآبة مثله مثل غالبية الشعب الإيراني الذي قاسى شظف العيش خلال أعوام طويلة لأن «الكبرياء» الفارغة قد استبدت بمجموعة المعممين وجعلتهم ينفقون كل هذه الأموال الطائلة التي تقدر بأكثر من 250 مليار دولار على لعبة كان عليهم أن يدركوا أنها ستكون فاشلة وكان الأحرى بهم أن يوفروا هذه المبالغ الفلكية لتطوير بلدهم ولتحسين أوضاع شعبهم .
والآن, وقد حصل ما حصل ورُفعت العقوبات الاقتصادية وإنْ جزئياً بعد موافقة طهران على تدمير كل المنشآت النووية الرئيسية التي كلفت الشعب الإيراني وعلى حساب قوته وحساب حليب أطفاله كل هذه المليارات أليْس المفترض, بدل كل هذه الاحتفالات المفتعلة والمفروضة بقوة هِراوات «الباسيج» وفوهات بنادقهم, أن يكون هناك من يتحلى بالشجاعة ويطالب بنصب أعواد المشانق للذين أخذوا إيران إلى هذه اللعبة المكلفة الفاشلة والخاسرة ؟!
لقد هبطت أسعار النفط الآن إلى هذه المستويات المرعبة والواضح أنها ستواصل الهبوط إلى أن تصل إلى ما كانت عليه قبل أن تصل إلى تلك المستويات الخيالية وهذا يعني أن ذوي الرؤوس الحامية, الذين قادوا بلادهم إلى اللهاث وراء أمجادٍ لم يدركوها, قد أضاعوا على إيران وعلى الشعب الإيراني فرصاً ربما هي لن تتكرر وعلى الإطلاق وذلك لأن هناك على طريق ما يسمى «الطاقة البديلة»..
والمأساة هنا أن الواضح أن هؤلاء لا زالوا يصرون على استعادة أمجاد الإمبراطورية الفارسية القديمة وعلى تحويل جمهوريتهم البائسة هذه إلى دولة عظمى وعلى قدم المساواة مع فرنسا وبريطانيا وروسيا والولايات المتحدة .
إن المفترض بدل كل هذه الأوهام وبدل هذه العنجهيات الفارغة أن يستفيد الذين يحكمون إيران, بالأكاذيب التاريخية وبالخرافات والأوهام وبالطبع وبالحديد والنار وأعواد المشانق وزنازين السجون التي غدت تضيق بنزلائها, من هذا الدرس المكلف وأن يضعوا حداً وبسرعة لسياسات التطلع إلى ما وراء حدود بلدهم وللتدخل في شؤون الدول العربية التي من المفترض أنها شقيقة وصديقة وأن يمدوا أيديهم لـ»إخوانهم» العرب لفتح صفحة جديدة في العلاقات وعلى أساس المصالح المشتركة والتكامل الاقتصادي والمستقبل الواعد واستقرار الأمن والسلام .
فهل سيحدث هذا ؟!.. إن الواضح أنه لن يحدث والدليل هو أن قائد حراس الثورة محمد علي جعفري بدل أن يستقبل رفع بعض العقوبات عن بلاده بزف البشرى للشعب الإيراني بأنه وداعاً للحروب والتوترات والإنفاق العسكري المكلف بادر إلى الإعلان عن تدريب وتأهيل 200 ألف انتحاريٍّ وإرسالهم إلى العراق وسوريا واليمن وأفغانستان وباكستان وأن أتباع قاسم سليماني مما يسمى «الحشد الشعبي» قد بادروا إلى ارتكاب المجازر التي ارتكبوها ضد العرب السنة في المقدادية وديالى وأنَّ وكيل الولي الفقيه في دمشق قد أعلن عن أن الاستعدادات تجري على قدم وساق لخوض المعركة الكبرى لإعادة احتلال حلب !!
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو