الإثنين 2024-12-16 00:18 ص

«اقبلني هيك»

07:26 ص

تسحرني رائحة القهوة، حين أشمّها من بعيد. ولعل الذين «يحبونني» أو ما تبقّى منهم، يدرك بالخبرة والممارسة الإنسانية «سطوة» القهوة عليّ وخاصة في الصباح.

وهو ما تفعله زوجتي ـ أطال الله فترة رضاها عنّي ـ. حين تريد إيقاظي مبكّرا كي أقوم مثل السّبع لايصال أولادي الى جامعاتهم ومدارسهم. كل ما تفعله، أن تضع «صينية القهوة» الى جواري، على «الطاولة الصغيرة» التي عادة ما أضع فوقها كتابي الذي أُطالعه طوال اليوم.. وتمضي.
فتأتيني رائحة القهوة، وتتسلل عبر «خياشيمي»، وتنسلّ الى الرئتين والبلعوم والمريء، لتداعب القلب بتحية الصباح.
وهو ما يمنحني باكورة التفاؤل، وشيئا من الأمل.
اشعر ان ثمة حوارًا بيني وبين طعم البُنّ ورائحة «الهيل».
هذا ما كان منذ سنوات، وأمس زاد عليه، اغنية ماجدة الرومي «اقبلني هيْك»، التي انتشرت أنغامها في ردهات البيت، وجذبتني كلماتها، ولحنها الهادىء وبالتأكيد صوت «الماجدة» المُدهش.
كانت القهوة وكان صوت فيروز رفيقي حياتي. وكان يمكن لمن يرغب بـ»اغتيالي»، أن يهديني شريطا لفيروز ويضع بداخله «قنبلة». فيخلص مني.
لكن كلمات «اقبلني هيْك» لماجدة الرومي انتزعتني من «صحوي» واعادتني الى «أحلامي»، بان أجد من يتقبلني كما أنا.مع التعهد بعدم إزعاجه.
كلهم يريدون «كائنات» بحسب مواصفات الخيّاطين، «تفصيل وع المقاس بالزبط».
طيّب، منين! أنا بشر، وبسيط مثل نملة، لي أحلامي ولي حماقاتي. ولكني «أجبن من عصفور». وإن اشتركتُ معه بحب التحليق.
ترى، هل ثمة من يرضى بي كما أنا.
وبالتالي، أغنّي له»اقبلني هيك متل ما انا هيك..قلبي عمره ما غِلي يوم عليك».
ياريت!!.


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة