الأحد 2024-12-15 23:48 م

الأسئلة الحرجة عن الأمن الغائب

06:24 ص

ساهمنا جميعا -دون استثناء- بتحفيز التطاول على الأمن، وباركنا تحت راية الربيع العربي المَسروق كل تطاول على الأمن والقوانين وحتى الدستور، وفردنا المساحات والشاشات والهواء لكل صاحب صوت مرتفع دون تنخيل الأقوال، وركضنا خلف شعبية مؤقتة استخدمت السقف المخروق سُلّما للوصول الى الكاميرات والمنتديات، ثم نبكي حالة التراجع الأمني، ونُلقي اللوم على الأجهزة الأمنية وقياداتها التي تتحمل حصتها فقط من الأزمة ولا تتحمل كل تبعات الأزمة .

وللخلاص من الحالة يجب الإجابة على الأسئلة الحرجة التي تطال الجميع في هذا الوطن دون استثناء :
ألم يكسر النواب هيبة القانون وتطاولوا على الأمن وهم يحوّلون القبة الى ساحة عراك مشابهة لساحة سقف السيل الذي نشكو تراجع الأمن فيها؟
ألم يكسروا القانون وهم يمتنعون عن التوقف لإشارة شرطي السير، بل اعتدى بعضهم عليه لفظا ويدا؟
ألم يكسروه وهم يمنعون الأمن من جلب متهم أو فار ليقوموا هم بجلبه بسياراتهم كي يحصلوا على شعبية زائفة؟
ألم يكسروه وهم يمنعون الأمن من دخول مناطق نفوذهم الانتخابي تحت راية الحصانة المختلة وأشياء اخرى ؟ .
ألم تكسر الأحزاب صورة الأمن ومفهومه وهي تصفق لمن يعتدي على الأمن وتصفه بالحراكي او المناضل؟
ألم تُناكف الأحزاب الأمن بدعمها لحراكات مُسيئة واعتصامات ابتزازية ومظاهرات ممولة من اولها الى اخرها؟
ألم تكسر الأحزاب هيبة الأمن وصورته وهي تُغلق الشوارع والساحات وتوجد ازمات كي تتغلب على ضعف الحشد والحضور ؟
ألم تكسر الحكومات المُتعاقبة صورة الأمن وهي ترعى الفاسدين والمُفسدين وتسكت عن مخالفات عميقة بحجة ان مُرتكبها من جماعة الفزعات والولاء الممجوج؟
ألم تستنسخ الحكومات المُتعاقبة سلوك الاحزاب في الحشد والحضور واغلاق الشوارع والساحات لأنصارها؟
ألم تكسر الحكومة هيبة الأمن وصورة رجاله وهي تسمح لهذا وتمنع ذاك، لأن هذا قريب أو نسيب أو حبيب وذاك مواطن بلا ظهر كما تقول اللفظة الشعبية ؟
ألم نشارك جميعنا بمفهوم كسر الأمن وهيبته بصمتنا وعدم دعمنا لرجل الأمن كي يقوم بواجبه بتنفيذ القانون، واستحلينا قطع الاشارة والسير بالعكس والوقوف كما يحلو لنا؟
ألم نسهم نحن بكسر هيبة رجل الأمن ونحن نصفق لهتاف سخيف أو موتور كل همه أن يقول انا هنا، ثم ننقله الى خانة الأبطال الشعبيين؟
ألم نخرق كل منظومة الأمن ونحن نمنح صوتنا وتأييدنا لسياسي أو برلماني رأينا منه العجب العُجاب وهو في المنصب ثم نقلناه الى خانة القديسين لمجرد معارضته للدولة و حكومة ما دون تمحيص اسباب معارضته او تحليل ظاهرة حنجرته المقلوبة ؟
ألم نصفق لمفاهيم الاعتداء على منظومة الأمن تارة بالأمن الناعم وتارة بالأمن الخشن وتارة بالأمن الاحتياطي وتارة بأسماء لم تدخل يوما قواميس منظومة الأمن؟
ألم نسهم بتكسير مفهوم الأمن وهيبته ونحن نقبل الواسطة والمحسوبية ومناصرة ابن عمنا أو عشيرتنا أو حيّنا لمجرد رابطة دم او جيرة او نسب ؟ .
أسئلة كثيرة تجب الإجابة عليها كي نخرج من مرحلة العبث ونُعيد للامن مفهومه الأمني الشامل الذي يحافظ على هيبة رجل الامن ومكانته، وكذلك على الأمن أن يراجع خططه ومفاهيمه، من حوافز الدقائق الخلوية التي جعلتنا لا نرى رجل امن لا يتحدث بالهاتف الى آخر سلسلة وضع الرجل المناسب في المكان المناسب دون حسابات المسؤول الشخصية، حتى احبطنا رجل الأمن وجعلناه يتحسس مستقبله الوظيفي قبل اي خطوة، واخيرا علينا مراجعة مفهوم الأمن السياسي والأمن الامني لإزالة التشوهات التي علقت بالمفهومين، فلا حياة لنا دون الامن وهيبته وكرامته حتى لو كانت غليظة نسبيا .


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة