الإثنين 2024-12-16 05:39 ص

الإصلاح منبعه الفضلاء الذين ينتمون للوطن ويؤمنون بالمشاركة

04:56 م

كتب: محمد المستريحي
التاريخ لا يعرف غير الحق والحقيقة، ولا يذكر إلا الرجال العظماء الذين شاركوا في تطوره وتقدمه بحروف من الأعمال والإنجازات. والأردن بفضلٍ من سداد الرؤية واستراتيجية القرار من لدن مقام الحنكة والحكمة، دولة مؤثرة في التاريخ الإنساني الحديث، منذ عهد الملك المؤسس عبدالله الأول -طيب الله ثراه- حتى تاريخنا الحالي بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني الذي تحمّل أعباء المسؤولية بكل حنكة واقتدار وقدرة على القيادة الحازمة والمدركة بمقدرات الوطن ومكانته على الخريطة العربية والاقليمية والدولية بكل ثقة وثبات. فمنذ بداية انطلاق المشروع الإصلاحي وبناء الدولة في ظل المنظومة الحديثة للديموقراطية يسير الاردن نحو تحقيق متطلبات الدولة الحديثة في كافة المجالات، ولا شك أن الاستراتيجيات التي وضعها جلالة الملك لهذا الهدف كانت مدروسة بإمتياز والنهج الذي اتبعه بحكمة أيضا كان مدروساً بعناية. خاصة وأنه في مثل هذه الأمور لا تنفع الهرولة لأن نهايتها السقوط، وهذه الحكمة هي استراتيجية القائد الحكيم في ادارة شؤون البلاد.

إن الانتماء الحقيقي للأردن يعني الحرص على استقراره سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، ومهما كان الإنسان يشعر بعدم الرضا أو لديه وجهة مغايرة لا يمكن أن يكون انتهازياً أو مسبباً لأي إشكال طالما هو في دائرة الانتماء ويؤمن بأن إصلاح البيت لا يعني هدمه. والإيمان بالمملكة يعني أنه مهما بلغ الاختلاف مع الدولة مبلغه لا يعني أبداً الاختلاف على الدولة، قد يكون هناك خلاف عميق لكن المؤمن بالدولة لا يقبل تأخير ركبها وعرقلة سيره. وهنا يأتي السؤال الموجه لمن يريدون استنساخ تجارب الآخرين، متجاهلين الوطن والمواطن.. السؤال لهؤلاء: هل تنتمون للأردن؟!، هل تؤمنون بالمملكة؟!.
نعتقد أن 'الإصلاحي' لا يخون ولا يكذب ولا يبحث عن مصالحه الشخصية.. لا يؤلب ولا يختلق المشكلات، ولغة التحريض المستفزة لا تخدم الإصلاح الذي تزعمون حرصكم عليه. لذا نتمنى أن يعي الجميع بأن العربات التي تسير على سكة الديمقراطية الصحيحة هي التي ستصل، وأما مَن يركب العربات التي هي خارج الخط إستناداً الى حسابات هلامية لا تُحسب بدقة، فستتوقف مكانها ولن يلتفت لها أحد.
نجزم أننا في الأردن لسنا مثاليين ولكن آمنون متوحدون، أما رفع الشعارات الطنانة ورفع الصوت، وتعكير الحياة العامة، خدمة لمصالح حزبية وغايات سياسية، فإنها إنتهازية، فالإصلاح منبعه الفضلاء الذين يلمسون الغد المشرق الجميل وينتمون للوطن ويؤمنون بالمشاركة في بنائه ودعم مسيرته الى الأمام.
سجل الوطن حافل بالخير والعطاء.. وسيبقى ركب البناء والتطور شامخاً سريعاً نحو ما فيه مصلحة المواطن والوطن.. لهذا فنحن متفائلون أن الأردن بخير وأن المستقبل مضيىء لا ريب في هذا.. وهنيئاً لنا ملك بحجم الوطن.

محمد المستريحي

mr111@maktoob.com


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة