الإثنين 2024-12-16 00:28 ص

التوجيهات الملكية المتكررة

09:24 م

خلال اجتماعه بمجلس الوزراء يوم الأحد الماضي دعا جلالة الملك عبدالله الثاني الوزراء إلى النزول إلى الميدان والتواصل على أرض الواقع مع المواطنين للوقوف على إحتياجاتهم وتلبيتها وتحسين نوعية الخدمات المقدمة لهم خصوصا في شهر رمضان المبارك.


دعوة جلالة الملك هذه للوزراء للنزول إلى الميدان لم تكن الدعوة الأولى بل هي دعوات متكررة باستمرار لكل حكومة جديدة لكن مع الأسف يصر معظم الوزراء إن لم يكونوا كلهم على البقاء داخل مكاتبهم المبردة صيفا والمدفأة شتاء حتى أن بعض المواطنين الذين يضطرون أحيانا إلى مراجعة أحد الوزراء لعرض قضية ما عليه لا يستطيع مقابلة هذا الوزير لأن هناك حواجز تقف في وجهه من مدير مكتب إلى سكرتيرة والحجة دائما أن الوزير مشغول أو لديه إجتماعات المهم ألا يدخل المواطن إلى مكتب الوزير.

وما ينطبق على الوزراء ينطبق أيضا على معظم الأمناء العامين والمدراء فهم أيضا يغلقون مكاتبهم ولا يسمحون للمواطنين بمراجعتهم.

جلالة الملك قبل أن يلتقي مجلس الوزراء زار سوق الحسين الشعبي والتقى المواطنين وتحدث إليهم وأطلع على أسعار الخضار والفواكه وكان المواطنون الذين إلتفوا حوله فخورين بهذه الزيارة ومبتهجين لذلك فإن هذا النهج الذي اتبعه الهاشميون وهو التواصل مع شعبهم والإلتقاء معهم في مواقعهم هو الذي قرّبهم من أبناء شعبهم وجعل للقيادة معنى آخر يختلف عن معناها في باقي الدول فجلالة الملك عندما يلتقي مع أبناء شعبه في أي موقع كان لا تحوطه الدبابات والحراسات المشددة بل يحوطه إخوته وأبناؤه برموش أعينهم وبالحب الذي يكنونه له من أعماقهم بدون نفاق أو رياء لأنه هو يبادلهم هذا الحب ولا يعيش في برجه العاجي بعيدا عنهم يتلقى التقارير من الأجهزة المعنية وهو داخل مكتبه.

إن على الوزراء والمسؤولين أن يكون قائدهم قدوة لهم وأن يتركوا مكاتبهم الوثيرة وينتقلوا إلى الميدان ليطلعوا على الأوضاع المعيشية لإخوانهم المواطنين وأن يسألونهم عن مشاكلهم وما يعانونه من إشكالات ويحاولون حل هذه الإشكالات.

قبل عدة أيام كتبنا عن مواطن في بلدة المزار الجنوبي يعاني من وجود مستودع للغاز بجانب بيته ورغم الشكاوى التي قدمها إلى متصرف لواء المزار وإلى محافظ الكرك إلا أنهم لم يتنازلوا حتى بالرد على هذه الشكاوى كما ان تعليمات وزير الداخلية التي اصدرها لمحافظ الكرك بضرورة نقل المستودع لم تنفذ ولم يتنازل أحدهما حتى بالكشف على الموقع.

المسؤولون الذين يعيشون داخل مكاتبهم يجب أن يخرجوا من هذه المكاتب وأن يلتقوا مع المواطنين لأنهم موجودون في مواقعهم من أجل هذه الغاية ومن لا يعجبه ذلك ويصر على البقاء داخل مكتبه فليذهب إلى بيته لأن أي موقع حكومي وجد من أجل خدمة المواطن وعليهم جميعا أن يتمثلوا بما يفعله قائد الوطن الذي لم يترك موقعا في الأردن لم يزره ويلتقي مع المواطنين هناك.


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة