الوكيل - أجمع عدد من الأدباء والكتاب العراقيين على أن الاحتلال الأميركي لبلدهم عام 2003 ساهم في إبعاد المثقف وتهميشه وإقصائه عن القرار السياسي، إضافة إلى أن ترسيخ نظام المحاصصة بوزارة الثقافة أبعدها عن تجسيد دورها الحقيقي في دعم الثقافة العراقية وتطويرها.
وقال رئيس اتحاد الأدباء والكتاب فاضل ثامر بحديث للجزيرة نت إن المثقف العراقي اصطدم خلال السنوات العشر الماضية بمجموعة من الثقافات والكوابيس بوجود عدد من الأحزاب والمليشيات الدينية والتكفيرية التي هددت نشاطه الثقافي والفني، ومنعه من إقامة حفلات الموسيقى والرسم باعتبارها أعمالا محرمة إسلاميا.
وأضاف ثامر أن الاحتلال الأميركي جعل الثقافة العراقية بالعراء بعد أن تخلت الدولة عنها بحجج نابعة من اتجاهات إسلامية، واعتماد المؤسسة الثقافية الرسمية على نظام المحاصصة، وأصبح المثقف دون رعاية ليجد نفسه وحيدا بالساحة، رغم مواصلته لنشاطه الثقافي بغياب العاملين المادي والمعنوي.
وأوضح أن الوضع الثقافي أصبح أكثر التباسا بسبب ثقافة الاحتلال التي رسخها بالمجتمع السياسي، والتي تتضمن الصراع الطائفي وانتشار مظاهر العنف التي تهدد الحياة المدنية، إلا أن المثقف يناضل من أجل القضاء على هذه الثقافة لإبعاد البلد من شبح الطائفية وتكريس دكتاتورية جديدة.
وأكد أن المشهد الثقافي يرتبط ارتباطا وثيقا بالمشهد السياسي، مما يؤكد أنه بحاجة إلى ترميم البيت العراقي على أسس جديدة بعيدة عن مؤثرات الاحتلال وبقاياه، وخلق مجتمع تعددي ديمقراطي يحترم الجميع من خلال التعاون بين السياسي والمثقف.
وأشار الى أن من مساوئ الاحتلال الأميركي نظام المحاصصة الذي أدى إلى شلل الثقافة بسبب تولي وزارة الثقافة بعض الشخصيات السياسية البعيدة عن الهم الثقافي.
تحول مرعب
من جانبه قال الناقد علي الفواز إن السنوات العشر الماضية التي شهدت احتلال العراق، أدت إلى غياب قيم الثقافة المدنية وبروز الثقافة الطائفية والإسلام السياسي، إضافة إلى تغييب صوت المثقف وصعود قوى قبل الدولة وهي رجل الدين والعشيرة.
وأضاف أن ما حدث بعد عام 2003 يُعد عملية تحول مرعبة ومقلقة لاتجاه الثقافة العراقية، ونقلتها من السيطرة المركزية إلى فوضى تحمل في معطياتها الإيجاب والسلب، مما يدعو للحاجة إلى فحص ومراجعة كل الملفات التي بدأت تشكل أزمة.
وأشار إلى أن المعطيات والظواهر التي رافقت بناء المشروع السياسي الجديد أصبحت عاملا مهددا لنشوء ثقافة تتناسب مع قيم التعدد والديمقراطية والعدالة الاجتماعية 'لأن الثقافة العراقية أصبحت مهددة من الخارج وليس من الداخل بصراع بين مكونات الشعب العراقي، على الرغم من أنها ثقافة تسامح وحوار لكن ما يفككها ويزج بها إلى الخنادق هو قوى ما قبل الدولة والتي بدأ يعلو صوتها'.
وأردف الفواز قائلا إن الثقافة العراقية شهدت جرعة الحرية التي حظي بها المثقف وغياب الرقابة وتفكك العلاقة التقليدية ما بين المؤسسة الرسمية والمثقفين، إضافة إلى تطور آلية صناعة الكتاب العراقي من خلال مجموعة من دور الطباعة والنشر التي يديرها الشباب.
تهميش الأدباء
من جهته قال الروائي حميد الربيعي إن الثقافة العراقية بعد عشرة أعوام من الاحتلال حدثت فيها العديد من المتغيرات الأساسية التي جعلت الدولة العراقية غير مهتمة بها، وهذه جزء من ثقافة الاحتلال الذي كرسها لجعل دور المثقف غائبا في قضايا البلد.
وأضاف الربيعي أنه بمرور الأيام بدأت حرية الكتابة تضيق على الرغم من انشغال السياسي بالأزمات الحالية، وأن الثقافة العراقية خلال عشر سنوات لم تستطع أن تفيد بشكل مثمر خصوصا أن هذه المدة كافية بأن تحدث فيها تغييرات كبيرة إلا أن حركتها بطيئة.
وأكد أنه بعد زوال الاحتلال الأميركي لم تحل قضية تهميش اتحاد الأدباء من قبل السلطات الرسمية، لعدم إشراكه بالعملية السياسية على أساس أنه مثقف تنويري ومتجاوز لموضوعة الطائفية، إضافة إلى عدم وجود منابر ثقافية حقيقية للمثقف العراقي وقوانين من قبل الدولة تدعمه وتحميه.
وأشار إلى أن المشاحنات الطائفية التي تركها الاحتلال أصبحت تشكل عبئا كبيرا على المثقف سواء في حياته اليومية أو همه الفكري مما ألقت على عاتقه مسؤولية البحث عن سبل معالجة هذا الشرخ الذي وُجِد في تركيبة المجتمع العراقي.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو