يرى محللون ان المنطقة على مشارف حرب كبرى، وهذا الرأي يعود الى عدة عوامل، لكنها كلها تشترك في عنوان واحد يقول ان عواصم دولية واقليمية وعربية، باتت محشورة في الزاوية في وضع صعب، ولامخرج لها، من هذه الحالة الا بتفجير حرب شاملة.
مغزى الكلام ينطبق مثلا على الروس الذي يواجهون مخططا لتدمير اقتصادهم عبر خفض اسعار النفط، والامر ذاته ينطبق على ايران التي تواجه حربا غير مسبوقة لتدميرها داخليا بعد خفض اسعار النفط، بما يؤدي الى شللها داخليا، وعدم قدرتها على مساندة حزب الله ودمشق الرسمية، والامر ذاته ينطبق على الاسرائيليين الذين يريدون ايضا خلع شوكة حزب الله من ظهره، بعد ما يرونه نجاحا بإنهاء حماس، وفقا لمنطوقهم، ولايكون هذا الا بحرب، وذات الرؤية تنطبق على السوريين الذين وصلوا ومعسكرهم الى مرحلة صعبة، لابد ان يتم حسم فصولها، بعد اربع سنوات من المواجهات.
واشنطن وسلسلة حلفائها قد تكون بحاجة الى حرب ايضا، لعدة اسباب من بينها، فتح سقف المواجهة عاليا ضد «داعش» والتنظيمات السنية المتشددة من جهة، والمعسكر الايراني وحلفائه من جهة آخرى، خاصة، ان مواصلة الشد والجذب في المنطقة تؤشر على كلف ومخاطر كبيرة، ولابد من حسم هذه المشاهد كلياً، وتثبيت حدود المنطقة وشكلها.
الحاجة الى الحرب هنا، مثل الحاجة الى الدواء، لأزمات المنطقة، وكل هذه الاطراف وغيرها تعبت من جدولة المواجهات، وانتاج الازمات، واذا كانت الحرب مخرج نجاة لبعض الدول، فهي حل لدول اخرى.
الغريب هنا ان سياسة تجنب الحروب التي تم اعتمادها لفترة طويلة، قد لا تستمر طويلا، هذا على الرغم من عدم رغبة بعض العواصم العربية بها، جراء كلفتها، وعدم ضمان وقفها عند حد معين، غير أن قرار تفجير الحرب، ليس بيد العرب فرادى.
غير ان السؤال الذي يطرح نفسه، هل يختلف هذا التوقيت حقا، عن مواقيت أخرى، واي حرب سنشهد وماذا ستكون مبرراتها؟!.
الارجح ان التوقيت مختلف تماما لأن آبار الازمات باتت ممتلئة وفاضت بما فيها، ولايمكن الاستمرار دون حسم هذه الازمات، خاصة ان تشعب الازمات وزيادتها في كل الاقليم، يقول ان سياسة تجنب الحروب الكبرى المفتوحة، أمر يؤدي الى زيادة رقعة الصراعات، لا حصرها، والنتيجة اكثر كلفة على كل الجبهات.
كما ان الحروب الدائرة فعليا بين عواصم ودول واتجاهات، ستنفجر الى حرب علنية واحدة كبيرة، ستبدأ تحت اي عنوان، ولأي سبب كان، وقد تميل كل الاطراف الى اشعال المنطقة، لحساباتها، التي تخصها، والمثير هنا، ان العالم النافذ ودول الإقليم، وحتى التنظيمات المتشددة تنتظر هذه الحرب، ولكل طرف اسبابه.
هذا ليس ضربا في الغيب، لكن علينا أن نتأمل حال دول عظمى مثل روسيا، ودول اقليمية مثل ايران، ودول اقل شأنا مثل سورية، وتنظيمات محاصرة مثل حماس، واخرى تريد الخروج من حال الانجماد الاقليمي والتورط في ازمات صغيرة، مثل حزب الله، لنعرف ان الكل يبحث عن مخرج نجاة.
المؤسف ان مخرج النجاة الوحيد المتاح، هو المواجهة بعنف ومباشرة، بعد فشل المواجهات الصغيرة، وانتهاء القدرة على جدولة الازمات.
علينا ان ننتظر المقبل، واشتعال الحرب، بحاجة فقط، الى شرارة اشعال، والارجح ان سياسة تجنبها، لن تصمد طويلا اما سخونة الازمات وتضرر اطراف كثيرة منها، خاصة ان « الدُّمل « تورَّم وانتفخ، ولا علاج له بشقِّه أياً كانت النتيجة.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو