في نقاش طويل كيوم الدجن الشتائي كما يقول طرفة الشاعر, وصلنا الى نتيجة اساسية واحدة هي:
ان الدول العربية الحديثة الانشاء قامت على ارضية غير تاريخية.. بمعنى أنها لم تكن استمراراً لآخر خلافة عباسية, وانما قامت على قواعد وضعها الغرب ودوله المحتلة والمنتدبة, بعد أن جزأها, وتقاسمها مناطق نفوذ استعماري.
وحين تخلصنا من ربقة الانتداب وأخذنا الاستقلال, ابقينا على التراث الاستعماري وسمينا انفسنا قوميين, واسلاميين, واشتراكيين في حين أننا لم نكن الا نسخاً مشوهة لما كان خطط له دهاقنة الاستعمار وحمّموه لكل كيان من كيانات الوطن!!
كثيرون أملوا بثورة الربيع التي اجتاحت المنطقة العربية. لكننا لم نلاحظ رغم مرور سنتين على هذا الربيع أننا دخلنا حالة الفوضى الفكرية ونجحنا نجاحاً منقطع النظير في تدمير اقتصاداتنا, بل ووصلنا في سوريا الى تدمير ذاتي انتج كل هذا التهجير المريع لخمسة ملايين سوري خرجوا من بيوتهم الى امكنة في الوطن تصوروا انها آمنة, او قطعوا الحدود الى شتات لا طاقة لدول الجوار على ايوائهم واطعامهم وتدريسهم وتطبيبهم.. فتوزعت الكارثة السورية على دول الجوار!!
نستمع الى نوابنا الافاضل في تصورهم لدولتهم الاردنية, فلا نتفاجأ بهذا الحجم من الفوضى الفكرية. فالدولة كما فهموها, هي منتج لدولة الانتداب البريطاني والحكومة هي اساس الفقر والبطالة والفساد, والشعب جائع وعارٍ وضائع!!
هل هذا هو الربيع؟ هل صحيح ان الدولة التي ورثناها من الانتداب ما تزال هي الدولة رغم رحيل الانتداب؟!
بين تصور النائب لما يريده الشعب وما تستطيع الدولة تقديمه للشعب مسافة سنة ضوئية اذا بقي كل شيء كما وضعه الانتداب واقامت هياكله قوى الاستعمار واذا لم نصل الى تصور قومي يضع فيه المواطن كل طاقاته لينتج من الموجودات المحدودة غلالا وفكرا وثقافة وجندية وصناعة وزراعة، فالتفنن في مطالبة الدولة بما لا يستطيع الوطن تقديمه هو انتحار ذاتي.
هذا الحجم من الخواء الفكري والفوضى في حوار المواطن مع نفسه ومع اخيه المواطن هو الذي يقود الى الحالة المصرية لافلاس الدولة، والحالة السورية الى تدمير الدولة والحالة العراقية الى اقتسام الدولة وتفتيتها مذهبيا وعنصريا ودينيا، والحالة الليبية التي اقتربت كليا من برج بابل، والحالة التونسية التي نسمع فيها قعقعة الدولة الدينية الى جانب قعقعة الدولة المدنية ولا نرى في الحالين طحينا.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو
