الإثنين 2024-12-16 01:39 ص

الذكرى السابعة والعشرون للانتفاضة الفلسطينية الاولى .. عندما واجه الحجر المدافع

06:31 م

الوكيل - علي عبيدات - كان يوم 8 ديسمبر 1987 يوم اشتعال فتيل الرفض والثوران في قلوب الفلسطينيين عندما جعلوا من صدروهم دروعا بشرية تصد القذائف والرصاص وحتى الصواريخ التي أمطرها الكيان الصهيوني على أجساد أبناء فلسطين الأشاوس، رداً على سياسات الإستطيان البغيضة التي مست -وتمس- كل عربي شريف منذ قرن إلا قليلا.


انطلقت شرارة الثورة صبيحة يوم 8 ديسمبر/ كانون الأول 1987، وكان ذلك في جباليا، في قطاع غزة. ثمّ انتقلت إلى كل مدن وقرى ومخيّمات فلسطين، وكان السبب الرئيس هو قيام سائق شاحنة إسرائيلي بدهس مجموعة من العمّال الفلسطينيّين على حاجز إريز، الذي يفصل قطاع غزة عن بقية الأراضي فلسطين منذ سنة 1948.


وكانت أهم المطالب التي طالب بها الفلسطينيون لإيقاف انتفاتهم وعصيانهم المدني هي إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس وتمكين الفلسطينيين من تقرير مصيرهم، تفكيك المستوطنات،
عودة اللاجئين دون قيد أو شرط، تقوية الاقتصاد الفلسطيني تمهيدا للانفصال عن الاقتصاد الإسرائيلي، إخلاء سبيل الأسرى الفلسطينيين والعرب من السجون الإسرائيلية، وقف المحاكمات العسكرية الصورية والاعتقالات الإدارية السياسية والإبعاد والترحيل الفردي والجماعي للمواطنين والنشطاء الفلسطينيين، لم شمل العائلات الفلسطينية من الداخل والخارج، وقف فرض الضرائب الباهظة على المواطنين والتجار الفلسطينيين، وقف حل هيئات الحكم المحلي المنتخبة من مجالس بلدية وقروية ولجان مخيمات، إتاحة المجال أمام تنظيم انتخابات محلية ديموقراطية للمؤسسات في البلاد، وقف ارتكاب ما يتعارض مع العادات الفلسطينية.


ولعبت النساء الفلسطينيات دوراً بارزاً خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى، إذ لم يكن يخشين مواجهة الجيش الإسرائيلي أو دعم القضية الفلسطينية، وكان هذا الدعم ملموسا في الواقع إذ كن يمثلن ثلث ضحايا الانتفاضة، وكان دورهم في المدن أكبر من دور النساء في القرى، يعود هذا إلى التأثير الكبير للسلطة الأبوية في القرى والتي تقوم بإبقاء النساء في قراهن، وبدأت الانتفاضة بالسماح للنساء بتأكيد وجدهن على الصعيد الاجتماعي والسياسي مما شكل قطيعة مع الماضي ففي السابق كانت النساء الناشطات هن فقط اللواتي يشاركن في السياسة الوطنية.


وظل إوار الانتفاضة يعلو حتى هدأت في عام 1991، وتوقفت نهائياً مع توقيع اتفاقية أوسلو بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية عام 1993، ويُقدّر أن 1300 فلسطيني قتلوا أثناء أحداث الانتفاضة الأولى على يد الجيش الإسرائيلي، كما قتل 160 إسرائيليّا على يد الفلسطينين، وبالإضافة لذلك يُقدّر أن 1,000 فلسطيني يُزعم أنهم متعاونين مع السلطات الإسرائيلية قتلوا على يد فلسطينين بتهمة الخيانة العظمة للقضية الأم.

وبعد هذه الإنتفاضة جاءت انتفضات أخرى قام بها الفلسطينيون ليواظبوا مسيرة النضال التي أقسموا أن لا يحيدوا عنها حتى استعادة الحق المغتصب.


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة