الإثنين 2024-12-16 00:28 ص

السنديان

11:59 ص

كنت طوال عمري، أرى في شجرة السنديان، من الشموخ، والصلابة، ما لا أراه في الاشجار الأخرى، ربما لأنني من منطقة طرزها السنديان بالشموخ والظل، هي بلدة العالوك، الواقعة في المنتصف تماما من عمان وجرش والزرقاء، فصاغ بغاباته وارفة الظلال ايقاعها وطياتها وجبالها.

والسنديان، الذي هو رمز الاردن بنظري، منتشر في كل جبالنا، شمالا وغربا وجنوبا، وهو، دون الاشجار، لا يرمي أغصانه الى الارض فهو يشمخ ويشمخ ويشمخ، وهو يعلو ويمتد الى الأعلى دائما.
على فروعه يبني الحمام اعشاشه، فهو مثل الاردن، وطن الحمام المهاجر، وتحت ظلاله، يسمر الرعاة، لذلك ظل السنديان أحد رموزي الشعرية الأثيرة، قد لا أذكره كثيراً ولكنني أكتفي معه بعلاقة اشارية سريعة، ولا يقلل ايجازي في ذكره من قيمتي، فالبرق الذي يلمع في السماء بثانية واحدة يغمر الارض بالغيث الذي يصل الى العشب والبئر والشجرة، وكذلك السنديان.
من هذا الحب، سميت برنامجي الاذاعي، الذي تبثه اذاعة المملكة الاردنية الهاشمية ثلاث مرات في الاسبوع «السنديان» الذي يبث كل سبت واثنين وأربعاء، وستأخذ معي رمزية السنديان الى ابعد مدى، الى القصيدة واللوحة والأغنية والبئر والسفح والمقهى والشارع، فنحن نكتب ليكون لنا وطن، عابق بأسرارنا وابداعنا.
السين والنون والدال وألف المد والنون، تجانس موسيقي باذخ، ومثلما تتجانس هذه الحروف، سأسعى أنا وأسرة البرنامج، الى تحقيق هذا التطريز الاذاعي المدهش، الذي نتمنى ان يكون لائقا، سنكون معكم في السادسة والنصف وحتى الثامنة مساء في أيام السبت والاثنين والاربعاء.
الشعراء الذين سيكونون معنا، والنايات والأفكار والترانيم والضيوف قبس من نور الحبر، ونور محبة الاردن، وأعدكم أننا سنحلق أعلى وأبعد، مع سنديان الحبر، وسنديان الوطن، وسنديان الشعر، وسنديان الصحافة، وسنديان الابداع الاردني.


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة