الأحد 2024-12-15 22:48 م

السياحة البيئية في الأردن: تجربة خصبة تجذب الزوار الأجانب للتمتع بالطبيعة

01:27 م

الوكيل - يعيش القطاع السياحي في المملكة تجربة جديدة بعد أن شرعت فعاليات سياحية محلية بالتركيز على مفاهيم السياحة البيئية لا سيما فيما يتعلق بالمحميات ومراقبة الحيوانات والطيور والنباتات النادرة.

ويشكل هذا النوع من السياحة بيئة خصبة تجذب السياح الأجانب الذين يبحثون عن السياحة البيئية حول بلدان العالم فيما تؤكد فعاليات سياحية أن الزوار الأجانب يقصدون الأردن لرؤية المحميات والتمتع بمقومات السياحة البيئية ومراقبة الطيور وتصنيفها كون المملكة تقع على مسارات هجرة الطيور وفيها أكثر من 420 نوعا من الطيور التي يرغب السياح بمشاهدتها وتصويرها.
ومصطلح السياحة البيئية حديث نسبيا وجاء ليعبر عن نوع جديد من النشاط السياحي الصديق للبيئة الذي يمارسه الإنسان محافظا على الميراث الفطري الطبيعي والحضاري للبيئة التي يعيش فيها ويمارس فيها نشاطه وحياته.
ويقول مدير عام هيئة تنشيط السياحة بالوكالة عبد الرزاق عربيات إن 'الهيئة تعمل على ترويج المنتج السياحي البيئي لدى المملكة في الخارج وهو جزء من خطتها السنوية كأي نوع منفصل من أنواع السياحة الأخرى في المملكة'.
ويبين عربيات أن الأجانب مهتمون جدا في السياحة البيئية في المملكة فيما أشار إلى أن إحدى المحطات الأجنبية تصور فيلما وثائقيا الشهر الحالي عن المحميات الأردنية وهو موجه للعائلات.
ويشير إلى أن الفيلم الذي يتم تصويره على فترتين؛ الأولى خلال الشهر الحالي والثانية في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل؛ سيساهم بشكل كبير في ترويج السياحة البيئية في المملكة.
ويؤكد أن هنالك منشورات إعلانية مخصصة للسياحة البيئية في المملكة وبعدة لغات يتم من خلالها الترويج للمنتج السياحي في المملكة في المعارض والمحافل السياحية الكبرى في الخارج.
ويوضح عربيات أن الهيئة تقوم بمقابلة المكاتب السياحية المختصة بالسياحة البيئية في الخارج للاتفاق معها على ترويج أماكن السياحة البيئية المنتشرة في المملكة.
ويلفت إلى أن الهيئة تدعو صحفيين مختصين في هذا النوع من السياحة للكتابة عنها.
من جانبها؛ تضطلع مديرية برية الأردن التابعة للجمعية الملكية لحماية الطبيعية بمسؤولية لتطوير السياحة البيئية في المحميات الطبيعة التي تديرها الجمعية.
وترى برية الأردن أن السياحة البيئية تشكل وسيلة لتحقيق أهداف حماية الطبيعة لهذه المحميات وتلتزم بمبادئ السياحة البيئية الواردة في تعريف منظمة السياحة البيئية العالمية.
وتقوم المديرية بحسب موقعها الإلكتروني بالزيارة الملتزمة للمناطق الطبيعية والتي تسعى إلى الحفاظ على البيئة وتنمية المجتمعات المحلية.
وتسعى برية الأردن من خلال عمليات السياحة البيئية في المحميات للوصول إلى تحقيق عائد مادي للمساهمة في تمويل برامج حماية الطبيعة؛ إضافة إلى توفير فرص عمل ومكاسب اقتصادية للمجتمع المحلي مما يحقق دعما أكبر من المجتمع المحلي للمحمية واستبدال نشاطاتهم التي تضر بالطبيعة كالرعي والصيد.
وتسعى المديرية للحصول على دعم أكبر من صناع القرار والأردنيين بشكل عام وذلك من خلال الربط بين حماية الطبيعة والمنافع الاقتصادية.
من جانبه يقول الخبير في القطاع السياحي عوني قعوار إن 'المنشآت الفندقية في المملكة أصبحت تولي أهمية خاصة بالسياحة البيئية واتباع أساليب متعددة للحفاظ على البيئة من أهمها تدوير المياه وتوفير الطاقة الكهربائية'.
ويضيف قعوار أن السياحة البيئية كما عرفتها منظمة السياحة العالمية؛ هي زيارة المناطق الطبيعية بهدف التعليم والدراسة ومن الأمثلة على السياحة البيئية؛ سياحة مراقبة الطيور المهاجرة خاصة في محمية الأزرق حيث الواحات الخلابة وجمال الطبيعة.
ويشير قعوار إلى سياحة المشي وتسلق الجبال على الأقدام والدراجات الهوائية (المخصصة للمناطق الوعرة) مع أدلاء سياحيين مؤهلين لتلك الغايات مزودين بخرائط ومستلزمات خاصة بتلك السياحة الفريدة من نوعها.
ويضيف أن من الأمثلة على السياحة البيئية الاشتراك في النشاطات التي لا تعكس أي تأثير سلبي على البيئة كاستخدام مسارات خاصة في المحميات والحفاظ على المجتمعات المحلية وتشجيع تلك المجتمعات على إنتاج المواد الطبيعية مثل؛ العسل والمربيات والصابون الخالي من الكيماويات.
ويشير قعوار إلى ما قامت به الجمعية الملكية لحماية الطبيعة في منطقة وادي فنان – ضانا إذ أقامت نزلا يتكون من عشر غرف فندقية وشجعت أبناءه على إنتاج المواد الطبيعية كما وقامت بتصميم مسارات للسياحة البيئية تضمن الحفاظ على طبيعة المكان والموارد الطبيعية فيه.
وقامت الجمعية الملكية لحماية البيئة بإنشاء وإدارة سبع محميات طبيعية في الأردن والهدف من وراء ذلك تشجيع السياحة البيئية والمحافظة على الثروة الحيوانية النادرة؛ (مثل المها والنعام والغزلان والايل) وهذه المحميات هي؛ محمية ضانا؛ محمية الأزرق؛ محمية زوبيا؛ محمية وادي رم؛ محمية الشومري؛ محمية الموجب ومحمية عجلون بالإضافة إلى محميات أخرى مقترحة (راجل، باير، جيل مسعدة، أبو ركبة) وغيرها من المحميات التي ما تزال قيد التأسيس.
إلى ذلك؛ يقول قعوار إن السياحة البيئية تلعب دورا رئيسا في إثراء السياحة المستدامة وتساهم في الدخل السياحي وتضمن استمرار تدفق الأفراد والمجموعات السياحية ذات الأعداد الصغيرة وتضمن الحفاظ على الموارد الطبيعية للأماكن التي تتم زيارتها والحد من تأثيراتها السلبية.
رئيس جمعية الأدلاء السياحيين محمد النوافلة يؤكد ازدياد السياح الأجانب الذين يطلبون مرافقة أدلاء سياحيين متخصصين بتصنيف الطيور وهو نوع من السياحة المهمة الواجب الاستثمار فيها خلال الفترة المقبلة.
ويشير نوافلة إلى دور الجمعية الملكية لحماية الطبيعة في بناء قدرات العاملين في هذا النوع من السياحة الواعدة.
ومن المشاريع السياحة البيئية التي نفذتها الجمعية تطوير مرافق السياحة البيئية في أربع محميات طبيعية وهي؛ ضانا والموجب وعجلون والأزرق إذ تتميز هذه المحميات بتنوع في البيئة والمناظر الجمالية من غابات السنديان في الشمال إلى سلسلة الجبال الوسطى والجنوبية المطلة على وادي الأردن إلى المناطق الصحراوية في وادي الأردن وفي شرق المملكة.
وتعد محمية ضانا للمحيط الحيوي الأكثر تطورا في مجال السياحة البيئية إذ تضم مخيما سياحيا وبيتاً للضيافة ونزلاً بيئياً كما تضم المحمية العديد من ممرات المشاة التي يستخدمها زوار المحمية كما يؤم المحمية العديد من الزوار للاستمتاع بالمناظر الطبيعية للمحمية والتفاعل مع الثقافة المحلية عن قرب.
أما محمية الموجب؛ التي تقع بالقرب من الشاطئ الشرقي للبحر الميت؛ فقد قامت الجمعية بتطوير أكثر الممرات المائية جمالا في الأردن إذ تأخذ هذه الممرات الزوار من خلال سيق بين الجبال الوردية الذي تنمو على سفوحه أشجار النخيل لتصل إلى شلال عميق لا يستطيع الزائر النزول إلا من خلال الحبال وبمساعدة أدلاء المحمية المدربين كما تم أخيرا في 2008 بناء عدة شاليهات على شاطئ البحر الميت.
وفي محمية غابات عجلون؛ تم بناء مرافق للزوار بطريقة توائم الطبيعة 'الغابوية' للمحمية ويتوفر للزوار نوعين من المرافق؛ شاليهات مغطاة بالخيم والشاليهات الخشبية، كما ترتبط المحمية مع العديد من المواقع الأثرية والثقافية في المنطقة.
وتقع محمية الأزرق المائية في الصحراء الشرقية وضمن واحة معروفة كمحطة عالمية لهجرة الطيور.
وقامت الجمعية ببناء نزل بالقرب من المحمية على أنقاض مستشفى ميداني بناه الإنجليز في الأربعينيات من القرن الماضي إذ يقدم النزل للزوار نقطة الانطلاق لزيارة المحمية المائية ومناطق الجذب السياحي الأخرى في الصحراء الشرقية.

الغد


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة