الأحد 2024-12-15 23:38 م

الصحفي والصحيفة!

10:38 ص

نشعر بالوجع، ونحن نتابع اعتصام الزملاء أمام مبنى صحيفة «العرب اليوم»، وأمام الرئاسة. فقد لا يعرف الكثيرون انني كنت أول رئيس تحرير للصحيفة، وأن أكثر الوجوه العاملة أعرفها شخصياً. ففقد صحيفة يومية هو بالنسبة لصحفي عمل طيلة نصف قرن في جميع الصحف.. فقدها كارثة!!. لكنها عادية في زمن تكثر فيه المطبوعات، والتلفزيونات والإذاعات وغيرها.

لم تتوقف «العرب اليوم» بسبب الحريات الصحفية، بمعنى لم تغلقها الحكومة، ولم تضيّق عليها. وكانت الصحيفة بعد أشهر من ظهورها تخسر شهرياً عشرات آلاف الدنانير، وحين اشتراها الناشر الأخير اذهلنا الرقم الذي دفعه. فالصحيفة لا تملك البناء.. وورثت مطبعة لا تطبع. وكنا نسأل فيما إذا كان شراء الاسم يبرر دفع الملايين.
.. مرتان حاول فيهما «الداعي بياع الأواعي» كما يقول الشوام أن نؤسس صديق العمر المرحوم مريود التل وأنا مجلة!!. وفي المرتين وقعنا على أنوفنا!!
-المرة الأولى تمَّ إغلاقنا بقرار مجلس الوزراء حسب قانون المطبوعات السيء الذكر لعام 1973.وينص على إغلاق المطبوعة دون إبداء الأسباب، وعلى منع أصحاب المطبوعة من إقامة دعوى والطعن ضد القرار الجائر. أي أن القانون محصّن!!.
-والمرة الثانية افلاس المشروع. فتوقفنا عن الصدور، وانسحبنا بصمت، دون أن نتهم الدولة بقمع الحريات. لأننا هذه المرة اسأنا إدارة المشروع الصحفي، ولم نحسبه مالياً!!.
.. زملاؤنا لا يحتجون على الناشر بل على الدولة. وليس لديهم الجرأة على دعوة الجمهور الأردني إلى تأسيس دار نشر كشركة مساهمة عامة تصدر عنها صحيفة «العرب اليوم». فصحافتنا ما تزال رغم الشركة المساهمة العامة.. يملكها أفراد، أو مؤسسات مستثمرة كالضمان الاجتماعي أو البنك العربي تملك أكثرية الأسهم وتستمع إلى الوشوشات .
ندعو زملاءنا بدل الاعتصام طرح قضية الصحافة التي يملكها الجمهور، ويكتبها الصحفيون بحرية، ويديرها أصحاب الخبرة في المال والإعلان والتوزيع. فالصحيفة يجب أن تكون مُلك الشعب.
من الخطأ أن يعمل الصحفي عند شخص. يجب أن يعمل في مؤسسة!!. ففي مؤسسة تتحقق الحرية ضمن الدائرة – النواة، ومنها تتحقق حرية الفكر في الوطن كله!!.
gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة