يشكل العالم العربي نحو 6 % من سكان العالم يعيشون على 10 % من مساحة العالم مع اقتصادات مفرطة في التفاوت بين الغنى والفقر، الجميع يتحدثون لغة واحدة تعد اللغة الرابعة انتشارا في العالم، أما التركيب العمري والنمو السكاني في العالم العربي فهو حالة تستحق النظر بعمق من منظور الفجوة الرقمية وتطوير المحتوى العربي على الشبكة. في كافة الدول العربية يميل التركيب السكاني لصالح فئة الشباب المبكر، كما يشير تطوير التركيب العمري إلى بداية العديد من المجتمعات العربية الانتقال نحو ما يسمى (النعمة السكانية)، أي التغيير الذي يحدث على هرم التركيب السكاني لصالح اتساع قاعدة الشباب القادرين على العمل والمنتجين بدل هيمنة فئة الأطفال والفتيان المعالين عادة. فبينما تشكل هذه الفئة نحو 25 % في اوروبا فإنها تشكل نحو 55 % من سكان العالم العربي وهؤلاء هم الاكثر استهلاكا وإنتاجا للرقمنة.
كما يعد استخدام التقنيات الجديدة عادة راسخة لدى الشباب، كما يعد إرسال المحتوى من خلال الشبكات الاجتماعية الطريقة المفضلة لهم للتواصل ويميل هؤلاء الشباب إلى إنفاق نسبة من دخلهم على الاستهلاك الإعلامي تفوق النسبة التي ينفقها من هم أكبر سنا، وهم أكثر قدرة على إنتاج محتوى جديد ومتنوع ومتعدد، وحيث إمكانيات الريادة والابتكار الاجتماعي والثقافي والسياسي لديهم أكثر من أي فئة سكانية أخرى. هذه النعمة السكانية التي يقبل عليها العالم العربي قابلة أن تتحول خلال السنوات العشر القادمة إذا ما أحسن التصرف والتعامل الحكيم والرشيد معها إلى نعمة رقمية توفر فرصة حقيقية لتنمية وتطوير المحتوى الرقمي العربي، فهي جاذبة لكافة أطراف سلسلة القيمة الاقتصادية (مُلاّك رأس المال، مطوّري المحتوى، المشغّلين...).
ماذا عن اللغة العربية؟! وهل تشكل موردا للتحول نحو الرقمنة ام عائقا ؟ الحقيقة ان التيارات التقليدية ما تزال غير قادرة على اكتشاف فرص اللغة العربية في هذا العالم الجديد، فثمة فرص متعددة لازدهار اللغة العربية ان تكون اداة للتحول الرقمي الذي سينعكس على مختلف مناحي حياة المجتمعات المتحدثة فيها. اللغة أحد أهم الجسور المتينة للعبور نحو التنمية والحداثة، بكل ما تحمله من مضامين اجتماعية وثقافية ذات قيمة مضافة للاقتصاد. ومن هنا، تبدو أهمية العناية بالمحتوى العربيّ الرقميّ الذي ما يزال يعاني ثنائية الوفرة والندرة؛ أي وفرة ما يمكن أن يكون، وندرة ما هو عليه فعلاً اليوم ؛ لكن اللغة العربية ما تزال حقل خام لم يستثمر ؛ ما يعني عمليا اننا امام مؤئل هائل لفرص الاستثمار في رقمنة اللغة العربية، وتطوير المحتوى العربي، وتطوير برمجيات وتكنولوجيا تدعم الحرف العربي وبرمجيات وتطبيقات تقدم المزيد من الحلول المرتبطة بالسياق الثقافي والاجتماعي.
التحول الرقمي لا يعني الحكومة الالكترونية بل إن أتمتة الخدمات الحكومية لا يعدو أكثر من جزء بسيط من هذا التحول الذي يفترض تدشين بنية تحتية من الأتمتة في كافة مؤسسات الدول وأعمالها، وأتمتة اعمال القطاع الخاص وبناء قواعد معلومات ونظم ادارة البيانات وربط ذلك في شبكات وطنية للمعلومات ؛ كل هذا التحول هو القادر على جعل البلاد موئلا لفرص جديدة لا تنضب.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو