ي محاربة الفقر، طالما كان ا?فتقاد إلى قاعدة ب?انات مت?نة ومتكاملة، أحد أھم أسباب فشل الس?اسات الرسم?ة والمجتمع?ة للتخف?ف من حجم
المشكلة؛ بحكم تشتت الجھود، وعدم توج?ھھا لمن ?ستحق تبعا ?ولو?ات تحددھا ا?رقام.
كث?ر من الجھود ارتطمت بعدم القدرة على الوصول إلى الفقراء لمساعدتھم، أو أُحبطت نت?جة ازدواج?ة المساعدة لذات الفق?ر الذي ?ُطرح
اسمھ من قبل أكثر من جھة تُعنى بالفقر.
إذ ?وجد لد?نا عشرات الجھات المعن?ة بمكافحة الفقر، لكل منھا قاعدة الب?انات الخاصة بھا، ف?ما التنس?ق والعمل المشترك ب?نھا بالكاد
موجودان! وكل ھذه الجھات، ل?سف، تعاني من أزمة ثقة مع المجتمعات المحل?ة التي تشك دوما في مصداق?تھا وس?اساتھا.
البطالة وحلولھا كانت أ?ضا ضح?ة من ضحا?ا نقص الب?انات. فالمعلومات المتوفرة حول عدد العاطل?ن عن العمل متأرجحة، ونسب البطالة
المعلنة موضع تشك?ك دائم، ?س?ما مع ازد?اد أعداد خر?جي الجامعات، وضعف قدرة ا?قتصاد، وبالتحد?د القطاع الخاص، على تول?د فرص
العمل.
أما دقة ما ھو متوفر من إفصاحات وتصر?حات حول العمالة الوافدة، من مختلف الجنس?ات، ف?مثل قصة أخرى! وكل التشوھات التي تعاني
منھا سوق العمل، وضعفھا عن است?عاب العمالة الوطن?ة، مرتبطة بعدم توفر ب?انات دق?قة حول ظاھرة العمالة الوافدة، والتي صارت عابرة
للحكومات لدرجة تُشعر المرء بغ?اب سلطة الحكومات عل?ھا، واستس?مھا أمامھا.
تكشف الب?انات الرسم?ة أن مئات ا??ف من العمال الوافد?ن غ?ر مرخص?ن؛ ف? ?حملون تصار?ح عمل، و?عملون بصورة غ?ر شرع?ة.
غالب?ة ھؤ?ء من المصر??ن الذ?ن ?ز?د عدد غ?ر المسجل?ن منھم على نصف مل?ون شخص، إضافة إلى عشرات ا??ف من عمالة المنازل
الھاربة، أمام أع?ن ا?جھزة المعن?ة.
تبعات غ?اب قاعدة الب?انات، والتقص?ر في توف?رھا، كانا أساساً لتفاقم العد?د من المشك?ت وعدم إطباق الس?طرة عل?ھا، ما خلق فجوة ب?ن
وضع الخطط والتطب?ق. وھو ا?مر الذي نجني خسائره ال?وم؛ إذ ? تتوفر المعلومات المطلوبة ?ي قطاع أو مشكلة بحاجة إلى حل.
غ?اب المعلومة وعدم توفرھا إنما ?عكسان ضعَف الرغبة في العمل، أو عدَم الجد?ة في إنجاز المھام، وتدن?ا في ا?نتاج?ة. وذلك ?رتبط بشكل
وث?ق بكثرة تغ??ر الحكومات، والنظرة إلى الموقع العام كتشر?ف ? كتكل?ف. ولذلك ترى كث?را من مسؤول?نا حلّوا ورحلوا من دون أن
?ُحدثوا فرقا.
النقص أ?ضا ل?س في الكفاءات البشر?ة، بل في استثمارھا بشكل علمي وعملي، وتوح?د الجھود من أجل تجم?ع الب?انات المشرذمة، بما ?ؤدي
إلى إ?جاد قاعدة ب?انات وطن?ة، تكون أساسا مت?نا للبدء في عمل جاد ?أتي بنتائج إ?جاب?ة ?لمسھا الناس.
كذلك، فإن المشكلة ل?ست في نقص ا?سترات?ج?ات، بل في كثرتھا! لكْن بق?ت الحلول المطروحة لكل المشاكل في إطار التنظ?ر، بع?دا عن
العمل الحق?قي. إذ ?توفر لكل عنوان سابق خطط وحلول كث?رة، غ?ر أن تطب?قھا لم ?كن ل?نجح في ظل افتقاد قاعدة ب?انات تؤشر إلى الخلل
وتحدد موقعھ.
فوضع الخطط بع?دا عن ربطھا بمعلومات دق?قة، ?بقي الشك مح?طا بكل ما ?تم فعلھ.
لتوف?ر المعلومات أھم?ة كب?رة؛ فھي أساس الحل، والحام?ة من ا?خطاء، والرادة للفساد. لكن ?بدو أن الحكومات، بكل وزرائھا وطواقمھا، لم
تدرك بعد ھذه ا?ھم?ة.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو