الخميس 2024-12-12 05:28 ص

القدس والإرهاب يتصدران أجندة الملك في نيويورك

03:52 م

الوكيل - تصدرت قضايا الدفاع عن القدس والحرم القدسي الشريف، وجهود محاربة الإرهاب والتطرف، فضلا عن تطورات الأزمة السورية، وسبل دعم الأردن في تحمل أعباء استضافة اللاجئين السوريين أجندة زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني، إلى مدينة نيويورك، والتي اختتمها يوم أمس الخميس، حيث ترأس الوفد الأردني المشارك في اجتماعات الدورة السبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة.


وألقى جلالته، بحضور سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، خطابا في الجلسة العامة للجمعية العامة للأمم المتحدة، سلط فيه الضوء على جهود محاربة الإرهاب والتطرف، وما يتعرض العالم له من تهديد بسبب الخارجين عن الإسلام وقيمه الإنسانية النبيلة.

وقال جلالته إن 'مستقبل العالم، كما نتطلع إليه جميعا، يتعرض لتهديد خطير من الخوارج، أولئك الخارجين عن الإسلام وقيمه الإنسانية النبيلة، والذين وصل بهم الأمر اليوم إلى تهديد المجتمع العالمي بأسره. فهم يستغلون الاختلافات الدينية لتقويض أسس التعاون والتراحم بين بلايين الناس، من جميع الأديان والطوائف، ممن يعيشون متجاورين في العديد من بلداننا'.

وأضاف جلالة الملك في خطابه 'لقد وصفتُ من قبل ما يشهده عالمنا اليوم بأنه حرب عالمية ثالثة، ويجب أن تكون استجابتنا لها بحجم التحدي، الأمر الذي يتطلب عملا دوليا وجهدا جماعيا على مختلف الجبهات'.

وأكد جلالته أنه 'يجب أن نكون جميعا على يقين بأن الجبهة الأكثر أهمية في هذه الحرب تدور رحاها في ميادين الفكر، ومبتغاها كسب العقول والقلوب. وعلينا جميعا أن نوحد الصفوف كمجتمع إنساني في هذه الحرب'.

وأعرب جلالة الملك عن فخر الأردن 'بالعمل لإطلاق مبادرات تبرز أهمية التسامح والحوار على مستوى العالم. وتجسيدا لذلك، أطلق الأردن مبادرات رسالة عمان، وكلمة سواء، والأسبوع العالمي للوئام بين الأديان، والأخيرة اعتمدتها الأمم المتحدة، قبل أربع سنوات، كحدث سنوي يهدف إلى تشجيع الناس عموما، والشباب على وجه الخصوص، لتبني المبادئ النبيلة للتسامح والتعايش'.

وطرح جلالة الملك في خطابه، الذي حظي بأصداء واسعة، سبع خطوات لمحاربة الإرهاب والتطرف والفكر الخارج عن الدين وتكريس مبادئ التسامح والتعايش النبيلة، تتضمن العودة للأصول والجوهر والروح المشتركة بين الأديان وبين المعتقدات، وتغيير 'لهجة خطابنا' كون العالم عرضة للتهديد عندما يسيطر العنف والغضب على هذا الخطاب، وكذلك، ترجمة المعتقدات إلى أفعال، وتعظيم صوت الاعتدال، وكشف زيف وخداع الخارجين عن الإسلام، وترسيخ قيم التسامح والاعتدال التي تمثلها الأديان والمعتقدات واتخاذ موقف واضح ضد التطرف مهما كان نوعه أو شكله، وتعزيز التواصل، خصوصا من خلال شبكة التواصل الإلكتروني.

وشدد جلالة الملك، في خطابه، على أن مدينة القدس الأكثر تجسيدا للاحترام والتعايش، وقال 'لا مكان أهم وأكثر تأثيرا لتجسيد الاحترام والتعايش من مدينة القدس، حيث الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية واجب مقدس، وهنا نضم صوتنا إلى المسلمين والمسيحيين في كل مكان رافضين التهديدات التي تتعرض لها الأماكن المقدسة والهوية العربية لهذه المدينة'.

وتناول الخطاب الملكي الجهود التي يبذلها الأردن لاستضافة اللاجئين السوريين، وتحمله جزءا كبيرا من عبء هذه الكارثة الإنسانية، وقال جلالته، في هذا السياق، 'من واجب العالم أيضاً إيجاد الحلول وتقديم الإغاثة للملايين من اللاجئين في الشرق الأوسط، إذ نواجه اليوم نقصا هائلا تتعرض له برامج ومنظمات الأمم المتحدة الحيوية، بما فيها الأونروا، والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وبرنامج الغذاء العالمي'.

كما شارك جلالة الملك، إلى جانب عدد من قادة الدول ورؤساء الوفود، في القمة التي استضافها الرئيس الأميركي باراك أوباما لبحث جهود التحالف الدولي لمواجهة التطرف والإرهاب وعصاباته في العالم.

وقال جلالته، في كلمة ألقاها خلال القمة، إنه 'على امتداد العام الماضي، نجحت إرادتنا المجتمعة في الحد من إمكانيات عصابة داعش الإرهابية. ومن أهم الإنجازات أيضاً، نجاحنا في الحيلولة دون وصول هذه العصابة المجرمة إلى أهم مصادرها المالية الحيوية'.

وشدد جلالة الملك على ضرورة وجود نهج 'شمولي بنظرة أوسع وخطة عملية للقضاء على هذا التهديد بشكل نهائي، بالإضافة إلى الحاجة إلى حلول سياسية جامعة تشمل كل المكونات لمعالجة التحديات التي نواجهها'.

وقال جلالته 'من المهم أيضا تعزيز قدرة الأطراف المحلية على محاربة عصابة داعش، وإدارة الجهود العسكرية بطريقة تضمن تخفيف معاناتهم'.

وأكد جلالته، في كلمته، أن 'هذه المعركة هي معركتنا بالدرجة الأولى. وعلى الأمة الإسلامية جمعاء أن تقود هذه المعركة ترسيخا لحقيقة ديننا الحنيف وحمايته، مشددا على أنه بالرغم 'من أن هذه الحرب تدور رحاها في ميادين القتال، إلا أنها لن تحسم إلا في ميادين الفكر'.

كما أكد جلالته بأن 'السماح للصراع الفلسطيني الإسرائيلي بالابتعاد أكثر فأكثر عن حل الدولتين يغذي قدرة المتطرفين على التجنيد. وعلى العالم بأسره آلا يصمت على انتهاكات حرمة المسجد الأقصى، والتي تؤدي بالضرورة إلى تقوية من يسعون لإشعال فتيل الصراعات الدينية'.

ولفت جلالته، في كلمته، إلى أنه مع إيجاد فرص عمل للشباب وتوفير التعليم، وتحقيق الاستقرار في المنطقة بأسرها، ومنح الناس الأمل بدلا من الخوف والدمار، 'يمكن لنا أن نعالج مختلف التحديات، بما فيها مشكلة تدفق اللاجئين، أولئك الهاربين من بطش الإرهاب سعيا نحو حياة كريمة بعيدا عن أوطانهم'.

كما شارك جلالته، بحضور الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون وعدد من قيادات الأعمال الأميركية والدولية، في اجتماع ضمن مبادرة كلينتون العالمية، تم تخصيصه لبحث دعم الأردن في مواجهة أعباء استضافة اللاجئين السوريين.

وعقد جلالته، على هامش المشاركة في اجتماعات الدورة السبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، العديد من اللقاءات مع ملوك وقادة الدول، ورؤساء الوفود المشاركين في هذه الاجتماعات.

وتناولت لقاءات جلالة الملك تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط، وآليات التعامل مع التحديات التي تواجه المنطقة، وفي مقدمتها الأزمة السورية وأهمية التوصل إلى حل سياسي شامل لها، وتحدي الإرهاب والتطرف وأهمية التنسيق والتعاون الإقليمي والدولي للتصدي له بمنظور شمولي، ونشر رسالة الإسلام السمحة التي تمثل قيم الاعتدال والتسامح والوسطية.

كما ركزت لقاءات جلالته على الاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية في المسجد الأقصى والحرم القدسي الشريف، وضرورة التصدي لها ومواجهتها بكل حزم كونها تهدد الأمن والاستقرار، وتقوض الجهود الدولية لدفع مفاوضات السلام المتوقفة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وأكد جلالة الملك، خلال اللقاءات، ضرورة تقديم المنظمات الدولية والدول المانحة المزيد من الدعم لتمكين الأردن من توفير الخدمات الاغاثية والإنسانية للاجئين السوريين.

وتطرقت اللقاءات أيضا لعلاقات التعاون التي تربط المملكة مع هذه الدول في المجالات الاقتصادية والاستثمارية.

وكان جلالته التقى العاهل الإسباني الملك فيليب السادس، والعاهل الهولندي الملك وليم ألـكسندر، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، والرئيس الصومالي حسن شيخ محمد، ورئيس بنما خوان كارلوس فاريلا، ورئيس الغابون علي بونغو أونديمبا، والرئيس النمساوي هاينز فيشر، ورئيس البوسنة دراغان كوفيتش، والرئيس المالي إبراهيم أبو بكر كيتا، ورئيسة جمهورية كوسوفو عاطفة يحي آغا، والرئيس البولندي أندري دودا، ورئيس السنغال ماكي سال.


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة