الخميس 2024-12-12 09:39 ص

المحللون

03:37 م

هل نبني على « كذب المنجمون ولو صدقوا» لنواجه هذا الكم اللافت من المحللين ، في مختلف القضايا وليس اخرها انقلاب تركيا.


فالعلم ابعد الخزعبلات عن التنجيم فجاء « الفلك » بقوانينه ، والطب والصيدلة اراح البشرية من المشعوذين ومخترعي الادوية من خلطات ووصفات ضررها أكثر من نفعها ، والعقل يجب ان يحتكم للمنطق والاسس العلمية والقوانين والنظريات في التحليل ، وليس قول ونشر ما يصعب تصديقه.

علم التحليل له معطياته العلمية وليس كل شخص مؤهلاً لذلك ، والقدرة على الاقناع بمنطق ثوابت التحليل وأدلته العلمية والمنطقية التي تحاكي العقل وليس العاطفة.

دائما إبتعد عن العاطفة والأمل حتى في أبسط الأمور ، كأن تأمل بفوز اخيك بالنيابة وكل المعطيات تدلل على صفرية احتمال فوزه ، فالقاعدة تقول أبتعد عن الامل والتخمين ولا تفترض ، ثم ادرس المعطيات المحيطة ، وقد يكون بينها الحالة الدينية والاقتصادية والاجتماعية والجغرافية والتاريخية سواء للجماعات وحتى للافراد.

ومن منطق التحليل ان تحاكي نقاط القوة والضعف والفرص والتحديات ، وكل ذلك بحيادية مطلقة حتى تحصل على تحليل يقبله العقل والمنطق ، ولا يجعلنا نعيش وهم النشوة والانقياد للاشاعات ، فلم يظهر أي زعيم عربي على القمر ، وعلم النفس فسر هذه الحالة ، ولم يؤكد أي شخص ان زعيما بلغ من الورع والتقوى ليقرأ صورة البقرة غيبا في امامته للصلاة.

كلنا أمل بالانتصار على قوى الشر وتحرير فلسطين ، ولكن المعطيات لا تؤهل لذلك ، بل لمزيد من المعاناة العربية.

اما تركيا فالمعطيات تؤشر لانقلاب عسكري ، والحكم على فشله ونجاحه لم يتضح للان ، وحبكة القصة متواصلة ، بهذا الكم من تجاوز القتلى المئتين ، والجرحى الالفين ، والمعتقلين بالالاف وتسريح الاف القضاة والموظفين.

في النهاية انقلاب تركيا حصل ، وايام حاسمة في الطريق ، لكن لا يعقل ان نقول انها مسرحية ، وتحليل الدوافع والواقع يحتاج لادراك اكثر دقة ووضوحا.

gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة