مثل العديد من مكونات المجتمع او المجتمعات العربية دفعت المسيحية العربية ثمنا لما سمي بالربيع العربي بما حمل من مساحة ونفوذ متزايد للتطرف والارهاب والفوضى الناتجة عن ضعف او تفكك الدول والحكومات المركزية ، ولأن المسيحيين عنوان من عناوين هوية عالمنا العربي الثقافية والسكانية والدينية فان استهدافهم كان مقصودا ، ورأى فيهم اهل السوء والارهاب « حلقة ضعيفة « من السهل ان يترك استهدافها اثار سياسية واعلامية ، بل كان الحاق الاذى بالمسيحيين جزءا من حملات ترهيب المجتمعات وبث الرعب من الاسلام السياسي،
وربما كان مقصوداً استفزاز الغرب من خلال التهجير وكل عمليات الحاق الأذى بالمكون المسيحي في الاقليم.
والحكاية لم تبدأ وتنتهي في المجتمعات التي كان فيها الاستهداف بل امتدت حتى الى المجتمعات الآمنة الخالية من الاقتتال الديني او الاستهداف للطوائف والمذاهب، لهذا نجد قلقاً مسيحياً في العديد من الدول الآمنة ليس من واقعها الذي تعيش بل من اي احتمال لانتشار عدوى الفوضى والارهاب اليها.
وبعيداً عن اي خيال او مثاليات فاننا قد نجد تفسيراً لهجرات من اهلنا المسيحيين العرب داخل بلادهم المنكوبة او خارجها، لكن هذا يمكن ان يتم فهمه كردة فعل اولى، او سعياً للآمان وحفظ النفوس، ولا يغني عن مبادرة مطلوب من المسيحيين العرب كمكون اجتماعي عربي القيام بها، مبادرة صمود ومواجهة القلق بفعل وموقف عام، واصل المبادرة ان من يمسهم الأذى والاستهداف من الارهاب او الفوضى ليس فقط المسيحيين بل كل المجتمع، وان كان هذا لا يقلل من المعاناة الخاصة للمسيحيين العرب وتحديداً في سوريا والعراق.
والأمر الآخر، ان الرد على هذا الارهاب يكون بتعزيز صمود المسيحية العربية على ارضها ومقاومة خيار الهجرة هروباً من التهجير، ولعل من الضروري ان نتوقف عند بعض ما قاله جلالة الملك خلال زيارته الاخيرة لنيويورك بان المسيحية العربية مكون من مجتمعاتنا وجزء من الماضي والحاضر والمستقبل، والمستقبل يعني مقاومة القلق وخيار الهجرة وهو ما يريده اهل الارهاب واخرين واصبح بديهيا القول ان المسيحية مهدها ومنطلقها الارض العربية وليس الغرب ، فالمسيح عليه السلام وامه مريم العذارء عليها السلام ومولدهما وسيرتهما ورسالة المسيح هنا على ارضنا وليست في بلاد الغرب.
مطلوب من المسيحية العربية التي نقدر لها حسن انتمائها لعروبتها وحضارة الامة ان تنتقل الى مرحلة الفعل والرد على الارهاب والاستهداف والفوضى بتكوين حالة مقاومة لفكر القلق وخيار الهجرة والتهجير، وهذه المبادرة قد يكون فيها الكثير من التفاصيل حول دور الكنائس والشخصيات الوطنية والمؤسسات الاجتماعية والاقتصادية المسيحية، فالمسيحية العربية تتعرض للظلم لكن لا يجوز الاستكانة لدور الضحية والاستسلام للمخاوف والقلق وممارسة الهجرة ، فقوة المسيحية العربية قوة لدولنا ومجتمعنا وهي جزء من الحرب على الارهاب.. ننتظر هذا الفعل المبادر.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو