الأحد 2024-12-15 23:28 م

المعتقلون والعيد: لغز العناد؟!

12:31 ص

خ?بة أمل كب?رة أصابتنا بعدم وجود إرھاصات وبوادر ل?فراج عن معتقلي الحراك (حتى مساء أمس)، بالرغم من الدعوات المتتال?ة لذلك من

قبل س?اس??ن ونواب وإع?م??ن ومثقف?ن؛ وبالرغم كذلك من الب?ان المھم الذي أصدره المركز الوطني لحقوق ا?نسان، وحمل لھجة نقد?ة
حادة ضد ا?جراءات التعسف?ة التي رافقت ا?عتقال، وضد تحو?ل ھؤ?ء النشطاء إلى محكمة أمن الدولة، مطالباً با?فراج الفوري عنھم.
المفارقة التي تث?ر ا?ستغراب وتساؤل النخب الس?اس?ة، وحتى المراقب?ن في الخارج، تتمثّل في د?لة ا?عتقا?ت، والرسالة الثاو?ة وراءھا.
فھي تأتي بعد أن أوعز الملك إلى رئ?س الحكومة، د. عبد? النسور، بتعد?ل قانون محكمة أمن الدولة ل?ت?ءم مع التعد??ت الدستور?ة التي
جرت بخصوصھ، وفي جوھرھا عدم تحو?ل النشطاء والس?اس??ن إلى القضاء العسكري بسبب قضا?ا تمس الحق في التعب?ر والحر?ات
العامة والمواقف الس?اس?ة، وأن ?قتصر دور المحكمة على القضا?ا المتعلقة فع?ً باختصاصات استثنائ?ة؛ مثل تزو?ر العملة والمخدرات
وا?رھاب وغسل ا?موال وما شابھ.
مثل ھذا التوجھ الملكي لقي ترح?باً كب?راً في ا?وساط الس?اس?ة المحل?ة والخارج?ة، ثم لنتفاجأ با?عتقا?ت التي حدثت، وتحو?ل النشطاء إلى
محكمة أمن الدولة من دون مبررات مقنعة. و?تسع حجم المفارقة وما تطرحھ من أسئلة باعتقال عدد من أعضاء جماعة ا?خوان المسلم?ن،
في الوقت الذي كانت ف?ھ أوساط رسم?ة ووز?ر التنم?ة الس?اس?ة خالد ك?لدة، ?تحدثون عن انفراج س?اسي وحوار ?شمل القوى وا?حزاب
الس?اس?ة، بما ف?ھا جماعة ا?خوان المسلم?ن!
إذا نظرنا إلى خلف?ات المعتقل?ن وأسباب ا?عتقال، فسنجد أنفسنا أمام ث?ث مجموعات رئ?سة: ا?ولى تشمل مجموعة حي الطفا?لة، وبصورة
خاصة منذر ومع?ن الحراس?س؛ والثان?ة نشطاء شباب ا?خوان الفاعل?ن، وأبرزھم ثابت عساف وھشام الح?صة وباسم الروابدة؛ والثالثة
'مجموعة رابعة' التي اعتقل أفرادھا على خلف?ة التفاعل مع الحدث المصري!
ربما ?تمثّل القاسم المشترك ب?ن ھذه المجموعات، وتحد?داً ا?ولى والثان?ة، في أّن نشطاءھا ?مثّلون الق?ادات المفتاح?ة في الحراك؛ على صع?د
حي الطفا?لة، الفاعل منذ بدا?ة ا?حتجاجات الداخل?ة، وا?خوان المسلم?ن، ما ?عني أنّنا أمام احتمال?ن: إّما معاقبة ھؤ?ء على المرحلة الماض?ة،
وتحد?داً مسؤول?تھم عن رفع سقف خطاب الحراك، وإّما ھو إجراء وقائي لضمان الحّد من دورھم وتأث?رھم مستقب?ً، في ظل استمرار
الھواجس الحكوم?ة من التداع?ات الشعب?ة للقرارات ا?قتصاد?ة وا?زمة المال?ة.
المشكلة أّن مثل ھذه الخ?ارات تّمت تجربتھا سابقاً، وجاءت بنتائج عكس?ة تماماً. مع ذلك، ?صّر بعض ا?طراف في مراكز القرار على
التمّسك بھا بوصفھا 'العصا السحر?ة' لمواجھة 'بقا?ا' الحراك الس?اسي، ف?ما تكون النت?جة ھي على النق?ض من ذلك؛ 'إح?اء' روح الحراك
ومبّرراتھ!
أمام ھذا الواقع، ?بدو من الطب?عي، بل من الضروري، أن نطرح سؤا?ً مشروعاً بشأن تحد?د 'ا?طراف' التي تقف وراء اتخاذ قرار
ا?عتقا?ت المتتال?ة، وھو قرار س?اسي بامت?از، في الوقت الذي ?عارض ھذه ا?جراءات وزراء فاعلون في الفر?ق الحكومي، في مقدمتھم
وز?ر التنم?ة الس?اس?ة خالد ك?لدة، ومعھ وز?ر الداخل?ة حس?ن المجالي، وعدد من الوزراء المحسوب?ن (ولو نظر?اً) على ت?ار ا?ص?ح،
مثل وزراء التخط?ط والبلد?ات والم?اه والزراعة، لكّن مواقفھم الس?اس?ة ا?ص?ح?ة تكاد تختفي وتت?شى مع الحكومة الراھنة، و?توارون
تماماً في ملف مثل المعتقل?ن أو الحر?ات العامة!
الخ?بة الكبرى تكمن في رئ?س الوزراء الذي لم ?كّل ولم ?مّل، وھو في مقعد المعارضة، متحدثاً عن الحر?ات العامة والس?اس?ة، ثم ?غادرنا
إلى الحج، وھو ?ترك 'أ?بك' الصغ?ر (ابن مع?ن الحراس?س) ?تشوق لرؤ?ة والده قبل الع?د، ب? نت?جة، مثل باقي المعتقل?ن! فھل أكبر من ھذا
الذنب الكب?ر ل??قي وجھ ? بھ؟!


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة