ها هو رئيس الوزراء يعلن أن الحكومة تتجه لإعلان المفرق منطقة خاصة على غرار العقبة، لتكون نقطة انطلاق لإعمار الجوار، والمقصود هو إعادة إعمار سوريا نتيجة الدمار الذي لحق بها من الحرب الدائرة هناك.
يبدو أن الحكومة نسيت أو تناست أنه تم قبل أعوام قليلة تأسيس شركة المفرق التنموية، لتكون على غرار إربد وعجلون التنمويتين، وكان الهدف من ذلك استغلال الميزة التنافسية في كل محافظة لاستثمارها وجذب رجال الأعمال إليها.
بالنسبة للمفرق، كانت النتيجة عندما أعلنت الحكومة عن المنطقة التنموية هناك، هو أن عمليات بيع الأراضي هناك أصبحت نشطة، وبات 'الدونم' الواحد بآلاف الدنيانير نتيجة الإشاعات التي أطلقها متنفذون عن وجود حزمة مشاريع استراتيجية كبيرة سيتم اطلاقها بالمفرق في القريب العاجل، وكانوا قبلها اشتروا اراضي المفرق بثمن بخس، ليبيعوها بعد إطلاق الاشاعات بالاف الدنانير للدونم الواحد.
الان؛ تجمدت عملية بيع الاراضي في المفرق مثل بقية انحاء المملكة، ولا عجب في ذلك، فالاقتصاد الوطني يمر بظروف اقتصادية صعبة للغاية، ادت الى توقف مرحلة تحول الاصول الى سيولة كما كان سابقا.
والمفرق اليوم هي ذات المفرق قبل اعلانها تنموية، فالمشاريع التي عرضت في المخططات اثناء تدشين المشروع قبل سنوات لم تتحقق، ولم يصل منها سوى بعض المنشآت الهامشية التي تشكل مستودعات لبعض الشركات الكبرى.
يشعر البعض أن ما حدث في المفرق التنموية هو عملية اعادة توزيع الثروات بين الاردنيين باسلوب جديد، حيث يتم الاعلان عن مشاريع في المفرق، ثم تبدأ عمليات بيع الاراضي من سكان المفرق لمتنفذين الذي يبيعونها لاهل عمان باسعار خيالية، وهكذا تستمر العملية.
قد يتكرر مشهد المفرق التنموية مع المفرق الخاصة التي تنوي الحكومة الاعلان عنها، ولا بد على الحكومة ان توضح للرأي العام إنجازات المفرق التنموية قبل الشروع بالمفرق الخاصة، وهل هي مؤهلة لاستقطاب الشركات التي ستشارك في إعمار سوريا، على اعتبار أن الأزمة قاربت على الانتهاء حسب توجه الحكومة، رغم اعتقادي ان الازمة دخلت في نفق مظلم ومن المرجح ان تطول.
اعلان المفرق منطقة خاصة لا يمكن ان يعود بالنفع التنموي على اهلها اذا لم يكن هناك مشاريع حيوية تدعم هذه المبادرة، واذا لم تقم الحكومة فعلا بازالة التشوهات الاستثمارية القائمة في بيئة الاستثمار المحلية، والا فإن الحكومة مضطرة لان تعلن كل محافظة منطقة خاصة لارضاء اهاليها دون اي يكون هناك اي بعد تنموي حقيقي في العملية.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو
