الأحد 2024-12-15 22:18 م

المقاومة بالشجاعة الأخلاقية !

09:02 ص

يتقاسم المستوطنون مع الحكومة الاسرائيلية مهمة ترويع الفلسطينيين في قراهم، ودفعهم الى مغادرتها حيث «الامن» في المدينة او في مناطق الحكم الذاتي.

.. من تصانيف الترويع والتهجير، حرق حقول القمح، وقطع اشجار الزيتون، واشعال النار في البيوت، والمساجد والكنائس!!. ومع ان التجربة الفلسطينية في مقاومة هذا النمط من الاحتلال والاستيطان والارهاب تجربة طويلة تمتد الى قرن من الزمان، إلا انهم لم يستخدموا «السلاح المشابه» الا في التظاهرة، ورمي الحجارة على سيارات المستوطنين.. وما نسميه بالانتفاضة. اي ان المواجهة مع الجيش والاستيطان لم يأخذ شكلا ممنهجا قابلا للاستمرار!
فالاعتماد على العمل السياسي، وعلى عرض المظلومية التاريخية, وعلى التشكي للعرب وعليهم بقي السائد مع الاسف!
الان ظهرت في اجواء قرى الفلسطينيين تشكيلات دفاعية تأخذ شكلاً مؤثراً.. يقوم على دوريات من السكان, ترابط في مفاصل القرية, وتكمن وتظهر في وجه المستوطنين الذين يقومون بدور الترويع والارهاب بالعصي والشجاعة!! فالجيش الاسرائيلي يحمي الاحتلال, ويفرض قوانينه.. لكن الذي يتولى ترحيل الفلسطينيين وجعل الحياة صعبة في وجوههم, وايصالهم الى حافة اليأس.. فهو الاستيطان وقطعان المستوطنين!
.. حراسات الحياة في القرية الفلسطينية ليست من مهام السلطة الوطنية المقيدة باتفاقات مجحفة لا يحترمها الاحتلال, ولا يحترمها العالم. وانما هي من مهام الردع المدني الذي يعتمد الشجاعة ومعرفة كعب آخيل في قوة الاحتلال، وإرهاب المستوطنين:
- وما نعنيه هنا هي دوريات الحماية القروية في الليل.
- وما نعنيه هو حرب الجوع.. فالاضراب عن الطعام، كسر إرادة الخصم في حالين، ونحن بانتظار 800 موقوف اداري ليعلنوا حرب الجوع.
- وما نعنيه هو تشجيع قوى التخالف في المجتمع الصهيوني، فقد قرر الكنيست اطعام المضربين بالقوة، لكن نقابة الاطباء الاسرائيليين رفضت القيام بهذه المهمة الدنيئة من الارهاب.
- وما نعنيه هو المقاطعة الحقيقية لاقتصاد الاحتلال، وذلك بالعودة الى الارض والزراعة، فاكبر سوق للصادرات الاسرائيلية هو: الارض المحتلة والشعب في الضفة والقطاع، والحل ليس مقاطعة رغيف الخبز، وإنما انتاج القمح، مقاطعة الرغيف الاسرائيلي بانتاج القمح الفلسطيني.
مع الاحترام لرجال القانون، فان ما يحتاجه الشعب الفلسطيني الان هو استراتيجيات المقاومة المدنية، فقد اقتصر جهدنا على المقاومة المسلحة وهي مع كل التقدير مقاطعة الكف للمخرز.
ولنتعلم كيف نحوّل تَمْرة الاحتلال الى صهره كيف نحوله من مكاسب الى مخاسر في اكثر الاشياء بساطة ودقة، فتحويل الشوارع القديمة الى ميدان الطعن بالمدي، يعني افراغها من الذين يريدون قدساً صهيونية.


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة