الإثنين 2024-12-16 01:39 ص

المقـعــد الفــارغ فـي القـمــة العـربـيـة

06:19 ص

تُجازف القمة العربية إن جلست المعارضة السورية على مقاعد الجمهورية العربية السورية في الكويت , وتفقد القمة أكثر اذا بقي المقعد السوري فارغا , وهذه ليست اُحجية سياسية على الرغم من الاحجيات الكثيرة القابعة بين ظهراني القمة العربية , التي تُعقد للمرة الاولى وسط تباينات حادة في الموقف الخليجي مشفوعا بغيابات رئاسية ستؤثر على القرارات المنشودة .

الحديث عن المقعد الفارغ ازدادت توقعاته بعد تسريبات بأن الجربا سيلقي كلمة امام اجتماع القادة سرعان ما تلاشت او ضَعُف الحديث عنها , فلا جديد لدى المعارضة السورية بعد جنيف 2 , بعد جلوس اطراف عربية على المائدة الجنيفية , واغلاق الحوار مع القيادة السورية سيجعل الحل في جعبة الاطراف الدولية “ روسيا وحلفها وامريكا وحلفها “ وسيكون المقعد الفارغ تعبيرا سياسيا عن الحالة العربية برمتها وليس عن الحالة السورية فقط .
لأن الحالة السورية هي الاكثر ضغطا على العصب العربي وليس القضية الفلسطينية الخاسرة حكما بحالة التشتت وانعدام الامن في اقطار كثيرة بمعظمها اقطار الجوار الفلسطيني , مما سمح للكيان الصهيوني بالحركة النشطة استيطانا واغتيالا واعتقالا , وتراجعت القضية الفلسطينية وبات الطلوب من المفاوض الفلسطيني منح كيري وخطته دفعة من الحياة في اوردتها من الدم الفلسطيني بتمديد المهلة التفاوضية ولا اظن قمة عباس اوباما ستحقق غير ذلك .
الكويت على موعد مع النار العربية مجددا , ليس من فوهات المدافع ومضادات الطائرات بل من الحوارق السياسية المتناثرة على المقاعد الوثيرة ومن مفخخات سياسية تسير براحتها عبر الات التفتيش الحديثة دون مقدرة تلك الالات على رصد المفخخات , فكل دولة عربية تجلس على لغم وآتية من اجل نزع فتيل لغم , وبين هذه الالغام المطلوب من قمة الكويت ان تنجح وان تمنح المواطن العربي بصيص امل .
لا احد يستطيع تجاوز الحالة السورية الآن , ولا احد يملك اجلاس طرف معارض مكان سيادة الدولة السورية , ليس اعمالا للمقولة الخالدة لا حرب بدون مصر ولا سلام بدون سوريا بل لأن سوريا باتت لغما انشطاريا اذا انفجر بالتفكيك او التدخل الاجنبي سيحرق المحيط العربي كاملا , وما وصل الى لبنان سوى شظايا خفيفة حد اللحظة وهو ما مكّن الاردن من حماية حدوده رغم الاف المتسللين بإتجاه واحد .
ليس المطلوب من القمة الآن تحرير فلسطين بل عدم اضاعة سوريا , والحل السياسي لا يمكن ان يجد له منفذا والدول العربية تقاطع القيادة السورية وتستقبل المعارضة التي لا تملك على الارض شيئا حقيقيا , فالذين يملكون هم انصار النصرة وداعش وما نسمعه عن الجيش الحر مجرد خراريف جدات او احلام ورغبات من ينتظر سقوط الاسد بأي ثمن حتى لو على حساب سوريا الدولة وسوريا التاريخ والحضور والاثر .
على القمة ان تُثبت رغبتها في قطع منطقة الجليد المشتعل في العلاقة مع الحكومة السورية وتاليا مع الدولة السورية وان تتعامل على الاقل بعدالة مع طرفي المعادلة السياسية حتى تمتلك مشروعية طرح الحلول والمبادرات وعدم البقاء في خانة الاعتراف بمن لا يملك وعدم الاعتراف بمن يحكم في استنساخ لوعد بلفور مع فارق ان بلفور كان يمتلك تنفيذ وعده فيما تفتقد القمة العربية لادنى ادوات تنفيذ الوعد .
على قمة الكويت ان تراجع مواقف جامعة الدول العربية حيال سوريا بخصوص المقعد الفارغ او ذلك الممنوح لمن لا يملك , وعليها التعامل على الاقل مثل مجلس الامن الذي يستمع الى خطاب الدولة السورية ولا نريد اكثر من عودة الدولة السورية الى مقاعد القمة لان هذا بداية الحل السياسي.


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة