الإثنين 2024-12-16 00:18 ص

المناطق الحدودية مع سورية: أصوات معارك وقلق من القذائف

12:10 ص

الوكيل – ما ان يخيم الليل على المناطق الحدودية مع سورية وينشر عتمته الموحشة، حتى تبدأ أصوات المعارك الضارية التي تحول سكون وهدوء المنطقة إلى أجيج ينشر القلق بين السكان الذين باتوا يتوقعون سقوط قذيفة سورية عشوائية على منازلهم بأي لحظة.


ويعيد بزوغ يوم جديد الهدوء الحذر إلى الساحة، إذ عادة ما يتوقف القتال الذي استمر طوال الليل بين الجيش السوري والمعارضة، وتهدأ معه نفوس سكان المدن والقرى المجاورة، وسط استعدادات ليلية جديدة قد تكون أكثر ضراوة من سابقتها.

هذا ما آلت إليه أوضاع المناطق الحدودية الأردنية مع سورية منذ بدء الأزمة قبل 5 سنوات، حسب ما يقول المواطن محمد الشبول من سكان بلدة الشجرة التابعة للواء الرمثا.

ويضيف الشبول، تبدأ عملية سماع أصوات الانفجارات ومشاهدة السنة النيران داخل الأراضي السورية بعد منتصف الليل، وتستمر حتى ساعات الفجر الأولى، وفي الصباح الباكر يعود الهدوء والتجهيز لمعركة جديدة.

في ساعات الليل، يمضي سكان المناطق الحدودية القريبة من سورية وخاصة مدينة الرمثا وقراها (الذنيبة، عمراوة، الطرة والشجرة) أوقاتهم بالسهر في فناء منازلهم على أصوات الانفجارات داخل الأراضي السورية.

ويقول الزعبي، إن الموت قضاء وقدرا وأصوات الانفجارات أمر طبيعي لمعظم السكان في الرمثا، مشيرا إلى أن غالبية السكان يمارسون حياتهم بشكل طبيعي بالرغم من الأحداث المؤسفة التي وقعت في اللواء وأدت إلى استشهاد شاب وإصابة 12 شخصا جراء سقوط قذائف سورية.

وأضاف ان المواطن في الرمثا في النهاية يريد أن يجني لقمة العيش له ولأسرته، فلا يعقل أن يقوم المواطنون بحبس أنفسهم في المنازل وعدم ذهابهم إلى أعمالهم خوفا من سقوط قذائف سورية عشوائية.

ويؤكد أنه وبالعكس من ذلك بات المواطن في الرمثا يتابع ويراقب ويشاهد ما يجري في سورية بالصعود على أسطح المنازل ومشاهدتهم ألسنة النيران داخل الأراضي السورية، مشيرا إلى أن السكان تعودوا على هذه الأحداث منذ 5 سنوات.

ويقول محمد الحوراني، إن الحكومة لم تتخذ أي إجراءات فعلية على ارض الواقع من اجل حماية سكان لواء الرمثا من القذائف العشوائية من خلال نشرها صفارات إنذار أو أي أجهزة تسهم بمنع سقوط القذائف.

وإزاء هذا الوضع، فإن السكان وبالرغم من حالة القلق التي يعيشونها منذ 5 سنوات، إلا أن الأوضاع تسير بشكل طبيعي وكذا الحركة الاقتصادية وبالرغم من تراجعها عما كانت علية في السابق، إلا أن الأمور مستقرة.

ويشير الحوراني أن الطلبة سيلتحقون بمدارسهم نهاية الشهر الحالي، وهناك قلق من قبل أولياء أمور الطلبة من إلحاق أبنائهم بالمدارس خوفا من سقوط قذائف سورية عشوائية على المدارس.

ويحمد الحوارني الله على انه وعلى مدار الخمس سنوات الماضية لم تسقط إلا قذائف محدودة في أوقات النهار على مدينة الرمثا، وإلا حدث ما لا يحمد عقباه وغالبية القذائف تسقط ليلا ويكون دوام المدارس قد انتهى.

ويزيد، ماذا فعلت الجهات الحكومة لحماية المدارس خلال الفصل الدراسي المقبل من تساقط قذائف سورية؟ مطالبا الجهات المعنية باتخاذ إجراءات على ارض الواقع للحيلولة دون وقوع مزيد من الإصابات. ويؤكد احمد السلمان أن قوات حرس الحدود تقوم بواجباتها على أكمل وجه في حماية الحدود على مدار الساعة، مبينا انه لا حل 'باعتقاده' للسيطرة على مسألة تساقط القذائف السورية.

وأوضح رب الأسرة التربوي عوض المخادمة انه أثناء تواجد الأسرة في باحة المنزل وإذ بالقذيفة تسقط على بعد مترين من تواجدهم وأن العناية الإلهية حالت دون إصابتهم بأضرار جسيمة.

وكان رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور اكد خلال اطمئنانه على صحة المصابين من أبناء مدينة الرمثا جراء سقوط قذيفة من الجانب السوري في باحة منزلهم خلال زيارته إلى مستشفى الملك المؤسس عبدالله الجامعي الجمعة، أن وجود الرمثا كمدينة حدودية لا تبعد سوى بضعة كيلو مترات قليلة عن منطقة صراع واقتتال لا بد أن تشهد مثل هذه الحوادث على الرغم من أحكام السيطرة واتخاذ الاحتياطات اللازمة.

ولفت إلى أن الأوضاع السورية وما تشهده حاليا يتطلب منا اليقظة والحذر وتوقع مثل هذه الحوادث التي لا يختلف اثنان على إدانتها ورفضها بغض النظر عن أي مصدر متسبب بها.

يشار إلى أن عدد القذائف التي سقطت على مدينة الرمثا من الجانب السوري خلال الشهرين الأخيرين بلغ قرابة 28 قذيفة هاون، انفجر منها ما يزيد على 6 قذائف، تسببت إحداها باستشهاد الشاب عبدالمنعم الحوراني (24 عاما) وإصابة آخرين، إضافة إلى خسائر مادية لحقت ببعض المنازل، وفق مصادر أمنية وشهود عيان.

وتساقطت معظم تلك القذائف في مناطق غير مأهولة بالسكان في أنحاء مختلفة بالرمثا والمناطق الحدودية (الذنيبة، الشجرة، الطرة وعمراوة)، فيما قدر عدد القذائف السورية التي سقطت منذ بداية الأزمة السورية قبل 5 سنوات بحوالي 58 قذيفة.

واتهم معارضون سوريون نظام بلادهم، بالوقوف وراء القذائف التي تسقط بين الحين والآخر على قرى أردنية مجاورة لمحافظة درعا (جنوب سورية)، مما يتسبب بأضرار بشرية ومادية للأردنيين.

وقال المنسق الإعلامي والمعارض في درعا، يوسف المحاميد في تصريح صحفي إن'القذيفة التي سقطت مساء أول من أمس على مدينة الرمثا الأردنية، هي من قوات النظام'.

واستند المحاميد في اتهاماته إلى أن 'النظام يحاول قصف قوات المعارضة التي تسيطر على الحدود مع الأردن، وتذهب بعض القذائف إلى المملكة'.

يشار إلى أن قوات المعارضة السورية تسيطر على جزء كبير من الحدود مع المملكة، ويشن النظام هجمات قوية في محاولة لاستعادة السيطرة عليها.

بدوره، قال رئيس بلدية الرمثا الجديدة إبراهيم الصقار إن مشكلة سقوط القذائف بلغت ذروتها خلال الـ7 أشهر الماضية بعكس بداية الأزمة السورية منذ 5 سنوات والتي كانت تشهد فيه الأراضي الأردنية ندرة في سقوط القذائف السورية.

وأكد الصقار انه لا يمكن لأي جهة السيطرة على مشكلة سقوط القذائف السورية العشوائية والتي تسقط في أنحاء مختلفة في لواء الرمثا، وبالتالي لا يمكن اتخاذ الاحتياطات الكفيلة للحيلولة دون وقوع إصابات أو أضرار مادية.

الغد


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة