الأحد 2024-12-15 21:48 م

المنشار الأمريكي !!

11:33 ص

من يقرأ الأدبيات السياسية الامريكية منذ القرن التاسع عشر، يجد انها اضافة الى البراغماتية، تسعى الى ان تكون استراتيجياتها خصوصا مع الضحايا رابحة او رابحة، فالخسارة خارج المدار وخارج نطاق الجاذبية الانجلوساكسونية، لهذا كان المنشار الامريكي في كل المراحل يأكل اشجار العرب صاعدا وهابطا وحليفا وعدوا، ومن اعتقدوا ذات يوم انهم الاذكى اكتشفوا عكس ذلك لكن بعد فوات الاوان، ويشهد على ذلك شاهات وبينوشيهات اسيا وامريكا اللاتينية اضافة الى اباطرة القارة السوداء!

لقد اعلن روزفلت صراحة ان قدر بلاده امركة العالم، وطالب من ورِثَة من تلك القارة ان تكون القاضي والخصم معا، فهي لا تحالف الا نفسها ولا تلعب الا بشروطها، بحيث يكون الهداف هو حارس المرمى في الوقت ذاته!
ومنذ تأسست شركة الهند الشرقية عام 1620 حتى الشقيقات السبع في ثمانينات القرن الماضي وليس انتهاء بالشركات العابرة للجنسيات والقارات والعملات لم تزعم الولايات المتحدة ذات يوم انها وريثة الفروسية في القرون الوسطى ولم تحالف او تشارك طرفا الا وتخلت عنه عندما ازفت اللحظة المناسبة.
وكان معظم ضحاياها ممن صدقوها وراهنوا عليها، وهي بالفعل المنشار الذي لا يعنيه ما اذا كان صاعدا الشجرة نحو العناقيد او هابطا نحو الجذوع والجذور وقد صنعت من الاسلحة اضعاف ما صنعت من السلام، رغم ان اكثر من رئيس لها نال جائزة نوبل، وحين سئل جيري روبين احد زعماء اليبيز الذي وقفوا ضد الحرب على فيتنام عن احلامه اجاب بانه يحلم ان يتحول الى دودة عملاقة تقضم الولايات المتحدة من احشائها.
وما قاله السادات عن امتلاك امريكا لتسعة وتسعين بالمئة من الاوراق في اية لعبة سياسية خصوصا في الشرق الاوسط ابقى واحدا بالمئة على سبيل الاحتياط ، فهل كان هذا الواحد بالمئة من نصيب موسكو ام بكين ام العرب؟ سؤال نطرحه على الضليعين في فقه سياسة ينخرها السوس !!
gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة