الإثنين 2024-12-16 01:49 ص

النزعة الفردية في مجتمعنا ..

12:36 م

عبدالله حسين العزام - في مجتمعنا الأردني الكل يطالب بالإصلاح السياسي والإقتصادي والكل يطالب بالعدالة الإجتماعية والكل يطالب بالحقوق المسلوبة وحفظ الكرامة والكل يطالب بتحقيق ذلك عبر النظام ليس إلا.


في البداية أود ان ألفت النظر الى أنني مواطن عادي متعب بأردنيتي لكنني مظطر الى الوقوف الى جانب الدولة والوطن في ظل الظروف القاسية والتحديات التي تواجهه أي أنني لست مفكراً ولست عالماً ولا سياسياً ولا إقتصادياً لكنني متخصص في فن من الفنون ومرجعي التعليمي وأستاذي محترم كل الإحترام أعطاني علماً نافعاً ولم يبخل في تعليمي قواعد الحياة الإنسانية والإجتماعية.

الى هنا وبكل تأكيد فإن دولتنا الأردنية لم تتغير ومحافظاتنا لم تتبدل وسهولنا وجبالنا ثابتة لم تتحرك لكن مشكلتنا تنحصر في ذواتنا كأردنيين وبالتحديد في النزعة الفردية والتصادم وبالتالي جلد الذات والإستخفاف والإستهزاء بقدراتنا أي أن المجتمع الأردني يسوده حاله من الإنحلال الإجتماعي والسياسي وربما إنحطاط فكري وثقافي وبالتالي تراكم الأضرار وتردي الأوضاع وربما الوصول الى الهاوية إن استمر الحال كما هو عليه الآن ..

المجتمع الأردني بحاجة الى إصلاح إجتماعي ومن بعده إصلاح فكري وتنظيمي وبالتالي يتحقق الإصلاح السياسي والإقتصادي أي ان على الاردنيين ان يشعروا قليلاً بانهم مكلفين في تحقيق الإصلاح المراد كلاً حسب موقعه على الأردني أن يسمع رأي غير رأيه ويصغي لمن يفوقه علماً وخبره دون اللجوء الى نزعته الفردية التي شب عليها منذ الصغر،على الأردني الحفاظ على تماسك مجتمعه المحلي وتقوية الاواصر الاجتماعية والدفاع عن الوطن بفكره وعلمه لا بالتعنت وممارسة الأفعال القبيحة ومخالفة كل ما ذكر.

الى هنا قد يجول في خاطر القراء أن هذه الظاهرة من طبيعة الأردنيين كما هي الكشرة وجميعاً بنوا على هذا الإستنتاج تشاؤهم ويأسهم حتى أصبح الكل ينادي برأيه ويحشد لنفسه المؤيدين ويسفه برأي غيره من اجل تحقيق الشهرة أو المكانة الإجتماعية ضمن دائرة مجتمعه المحلي او منطقته من اجل بلوغ العلا ما دام الطاسة ضايعه.

ان النزعة الفردية ظاهرة سلبية متفشية في مجتمعنا الأردني وتحتاج الى مكافحة قوية من المتنورين لها لأن خطرها على المجتمع من الداخل وخيمة جداً،فهي مرض عام فينا تغلغل وأنتشر وليس الاعتراف بوجوده عاراً على احد ولكن العار في تركه يتمكن من القضاء على مجتمعنا وتفكيكه وتمزيق نسيجه الإجتماعي.

لا أريد الإطاله ولكن كل من يعطي نفسه شهادة خلو من هذا المرض هو من الذين يعترف بوجود المرض ولا يتقبل علاجه،دعونا نعترف بالمرض جميعاً وتقبل علاجه مرا او حلوا او حامضاً او زعق فالفوائد جليلة جداً جداً للأردنيين والدولة معاً ..


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة