الخميس 2024-12-12 17:46 م

النّور مع الظّلام

12:19 م

مع بريق الشّعاع المتوهّج الذي يغمرنا بالدفء والحنان ، ويبعث الرّاحة والطمأنينة في النّفس البشريّة ، جئت مهرولا على قدماي محدّقا بالأفق لعلّي أبلغ الأسباب ، حيث النّجاة من منحدر سحيق ، والبعد عن تيار الظّلمات الذّي اجتاح نفسي الأمّارة بالسّوء ، فجعلها تسير دون وعي وتدبّر فانحرفت عن مسارها في طريق الورود الفوّاحة ، والأفعال المعطاءة ، والنجاحات التي بها سبيل اللذة وتحقيق الذّات .

واجتازت النّفس عوائق الوصول إلى طريق السّوء بسرعة دون حواجز وباعتراض لوجود العوائق ، عندها مضت في خيال لا يجوز أن يمضي فيه عاقل فطين صاحب الحكمة والتّدبير ، فعواقبه وخيمة ، وأهدافه سقيمة ، فهو بحر يغرق فيه السّباح ، وماؤهُ لا يروي الظمأ والغلّة ، بل يزيد الجواد ويثبّط الأحلام ، وينتزع التخطيط ويأتيك بالتّهديد والوعيد ، لا ينذرك وقادر على أن يحطّمك ، لا يعارضك وقادر على أن يسايرك .

إنّه طريق معلوم عند القويم، مجهول عند المتسرّع الأثيم ، طريق غير معلوم البداية وغير منظور النّهاية ، ما تلبث إلّا وترى نفسك فيه ، تتصارع مع معيقاته ، وتتضارب مع ذرّاته المترامية في المدى البعيد ، إنّه السّوء والجهل الذّي يسير بك إلى حافة الهاوية ، فإمّا أن ترضخ أو أن تستقيم ، فتدارك الموقف حيث طريق الإستقامة والرّشاد هو الشّفاء من العلّة، والدّواء لهذا الدّاء العُضال .

الخير موجود إن بحثنا عنه ، والشّر متوفّر إن أردنا الوصول إليه ، فلا ترضى بأن تنغمس في الظّلمات ، واخرج إلى النّور المبين ، حيث الحقّ والإعتدال ،والوصول إلى الخير والمبتغى العظيم ، فلا تقل للخطأ صواب ؛ لأنّ في العاقبة مثوى وعقاب.

حافظ على نفسك وكن حريصا على من حولك ، فلا أجمل من أن تحبّ للآخرين ما تحبّه لنفسك ، واعلم أنّ مهما اقترب النّور من الظّلام فلن يأتي يوما يجتمعان فيه ، فإمّا الهزيمة أو الإنتصار ، فاختر ما تريد ، واعلم أنّ المردّ للأصل هو الملجأ والمأوى ، فمن وجد النّور في قلبه لن يستمر في داخله ظّلام وطغيان .


بقلم : أحمد نضال عوّاد

ahmadawwad93@hotmail.com


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة