الأحد 2024-12-15 12:27 م

الوالدان .. في القرآن

10:43 ص

الوكيل - «ووصينا الانسان بوالديه حسناً» هذه التوصية جاءت توجيها الهيا، حين تقع الحالة الخاصة جدا لتصدم العلاقة بين الوالدين والاولاد، عندما يدفع الوالدان باتجاه اكراه الولد للخروج عن التوحيد، والميل نحو الشرك لاسباب كانت واضحة حين تعلق الامر بالاسباب المباشرة التي دعت الى نزول هذه الاية، حين كان يتنزل الوحي، الا ان هذه الاسباب لم تنقطع بعد ذلك بل بقيت قائمة وان باشكال غير الشكل الذي جاءت عليه بداية، وهناك العديد من المواقف التي تطرأ على العلاقة بين الطرفين ويكون مناطها دفع الاولاد باتجاه مخالفة العقيدة.. او معطيات الشريعة التي حددت اوامر ونواهي الله تعالى.

لماذا جاءت «حسناً» ولم تأت «احساناً»؟
نتفحص الموقف هنا فنجد ان الاية نزلت في سعد بن ابي وقاص انه قال «كنت بارا بامي وحين اسلمت قالت: لتدعن دينك او لا آكل ولا اشرب حتى اموت فتعير بي ويقال يا قاتل امه، فقلت يا اماه لو كانت لك مئة نفس فخرجت نفسا نفسا ما تركت ديني هذا فان شئت فكلي وان شئت فلا تأكلي فلما رأت ذلك أكلت، ونزلت هذه الاية اذا الموقف هنا يقوم على دعوة لمخالفة الخالق عز وجل والرسول الذي بلغ رسالة السماء وهو موقف لا يحتاج الى احسان يقدمه الولد ليستجيب الى متطلب معالجة الموقف، فالاحسان موقف يأتي به «المحسن» في مواجهة حاجة يحتاجها من احسنت اليه، في حين ان «التعامل الحسن» يأتي لمواجهة سلوك او موقف جاءت ممن اساء اليك بشكل او باخر، وهنا قصدت ام سعد بن ابي وقاص ان تسيء الى ابنها بان تكرهه على العودة عن الايمان بالدين الحنيف الذي جاء به النبي محمد عليه الصلاة والسلام، وحين جاء رد سعد بن ابي وقاص على ما قدمناه جاءت هذه الاية لتبين ان «حسن المعاملة» الذي اشارت اليه «حسناً» مطلوب وبتوصية من الخالق عز وجل، تأكيد لما جاءت به آيات بينات تحدثت عن «احسان» يستجيب لموقف.. كما جاءت باية تتحدث عن «حسن» المعاملة في مواقف اخرى.


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة