الجدل الذي أطل برأسه على صفحات التواصل الاجتماعي إثر فوز الأردنية «المحجبة» نداء شرارة بمسابقة أجمل صوت , يستحق التوقف عنده , ليس فيمن مع أو ضد , بل في جرأة التعليقات التي ترفض التزمت وهي تابوهات كانت حتى وقت قريب محرما الاقتراب منها , فتسكت الألسنة في مواجهة تهمة سهلة يلقيها متزمت أو رجل دين « أنت كافر».
على صفحته في الفيسبوك كتب أحدهم يقول «يكفيها عورة صوتها فقد باعت اخرتها ببرنامج تافه من صنع أعداء الاسلام...و أصبحت متحضرة مبارك «عليكي» الدنيا و شراكة الأعداء وسرعان ما رد عليه آخر «الفن والالتزام الديني لا يتعارضان».
قلة أوكثرة ليس مهما، أولئك الذين يدفعون بالدين لمواجهة المظاهر المدنية في تلاقيها مع الفضيلة إن كان فيها إلتزام بتقديم كل ما هو مفيد للإنسانية , في الفنون والآداب وبدلا من تشجيع هذا المسار كما في حالة «شرارة» ملأ السؤال مواقع التواصل وغيرها عن «الحجاب» وكأن الفن كقيمة إنسانية يجب أن يترافق مع الإنحلال كما يروج البعض صورة الدين في قناعاته مثل خندق للعزلة.
سنقرأ إصرار شرارة على المشاركة في برنامج غنائي وتمسكها بزيها الملتزم «دينيا» على نحو مختلف أو كما قالت «الحجاب لا يعيق وتمسكها بحجابها، هو نشر للسلام والحجاب نقطة قوة وليس نقطة ضعف».
لن يتوقف الجدل بل لقد بدا , لكن أسوأ صوره هو في إقحام الدين عند كل منعطف , وكأن الدين يجب أن يكون عائقا أمام الإبداع مهما كانت صوره فنا أم صناعة أو تجارة وسياحة أو علوما وغيرها من مجالات قدمت فيها الأمم نماذج رائعة للبشرية دون أن تترك لقيود القيم المحافظة وجزء كبير منها كان إختراعا بشريا محضا أو هو إستباحة للفكر والعقل عندما غاب الفكر والعقل وأغلق باب الإجتهاد والتجديد في صندوق مغلق منذ سقوط بغداد على يد المغول.
يجدر بالمعترضين على ظاهرة «شرارة» أن يحددوا موقفهم أولا من شيوع مفهوم الدولة المدنية وأن يوضحوا مقاصدهم من وراء هذا الدفق من الكلمات القاسية والجافة على مواقع التواصل وغيرها ليس عن شكل المجتمع الذي يريدون بل مدى قربهم أو بعدهم عن التطرف والتشدد الذي تمثل « داعش» أبرز عناوينه.
تكريس الدين كأداة إنغلاق وتكميم أفواه وحظر حريات وتعليب مفاهيم ومبادئ , ووضعه في قالب عنيف لا يخدم الدين بشيء , وقد كانت حجتهم التي أريد بها باطل , ليس لهدف سوى توسيع رقعة الشقاق والتناحر فكان التطرف هو الفائز الوحيد.
نجحت شرارة بأصوات الأردنيين من مؤيدي «المجتمع المدني» لكن هل لو كانت «شرارة» فتاة غير محجبة تغني لما كان في ذلك مشكلة , أم أن على مرتدية الحجاب أن تعتزل كل شيء وتبقى أسيرة لصورة الوجه القبيح للمرأة المسلمة التي يريد البعض أن تكون عليه ؟.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو