السبت 2024-09-21 17:44 م

انهيار حكم نتنياهو يدخل اسرائيل في عنف غير مسبوق

12:25 م

تحمل اشارات انهيار حكم نتنياهو في ثناياها خطر عنف داخلي غير مسبوق ولم يعرف المجتمع الاسرائيلي مثيلا له وفقا لما ذهب اليه البرفيسور 'دنيال بلاتمان' المختص في تاريخ اشعب اسرائيل واليهودية المعاصرة ضمن كلية العلوم الانسانية التابعة للجامعة العبرية في القدس في مقالته المنشورة اليوم 'السبت' على موقع 'هارتس' الالكتروني تحت عنوان 'خطر العنف الكامن في انهيار حكم نتنياهو' وجاء فيه:

'اجتاز المجتمع الاسرائيلي دون عنف يذكر الازمة الكبرى التي تمثلت باغتيال اسحاق رابين وذلك لان الحكومة في تلك الفترة كانت برئاسة شمعون بيرس وجهات مدنية ويسارية عرفت كيف توجه الغضب ورغبة الانتقام التي كانت لدى معسكر اليسار وتحويله الى رسالة للمصالحة الوطنية وبناء حالة وروح من الحزن الوطني العام'.
وفي المقابل من شأن انهيار حكم نتنياهو اخراج مؤيديه الى الشوارع وبينهم الكثير من المتطرفين والعنصريين وسفاحين وهمج اليمين مثل رجال منظمات 'لاهفا' ومنظمة 'هتسل' ومؤيدي الجدي القاتل 'اليؤر ازريا' اللذين سيحاولون منع ابعاد 'الزعيم' وبالنسبة لهم كل شيء جائز ومسموح لتحقيق هذه الغاية سواء كان مخالفا للقانون او الاخلاق والأعراف التي لا يعترفون بها اصلا وطبعا سيلعب نتنياهو دورا مركزيا في هذه الحركة بهدف وقف الاجراءات القضائية ضده ومنع محاكمته.
يمكن للنفي غير الرسمي الذي يمارسه مؤيدو نظام حكم في طريقه للانهيار ان يندمج مع عنف الدولة على اكثر من مستوى خاصة حين يكون الهدف المساس بقوى المعارضة المنظمة او المعارضة غير البرلمانية 'خارج البرلمان' التي تقف في مواجهة السلطة والزعيم.
هذه عنف يستند في الاساس على منظومات اقصاء وإبعاد متغلغلة في اجزاء واسعة من المجتمع لا تفهم او ترفض ان تدرك وتفهم حجم المخاطر التي تواجهنا.
يمكن لنظام الحكم ان يوجه اجهزة الدولة بأشكال مختلفة وفقا لطبيعة وشكل هذا النظام مثل تنظيم نشاطات عنيفة تستهدف الجهات التي تهدد بإسقاط الحكم ومنع احتجاجات بواسطة سن تشريعات او نظام الخوف والتخويف ونظام حكم نتنياهو قام حتى الان بالكثير من الخطوات والإجراءات الهامة والمؤثرة في هذا الاتجاه من خلال سن تشريعات مختلفة تم المصادقة على بعضها، فيما لازال البعض الاخر يسير ضمن اجراءات 'التشريع' وخطر الانهيار الذي تهدد حكمه قد يشكل رافعة لزيادة ورفع وتيرة هذا الاتجاه وانتاج دوائر وانظمة خوف وتخويف جديدة تستخدم في تهديد وتخويف الجهات التي ينظر اليها كمن يقف وراء عملية اسقاط 'الزعيم' مثل قوى اليسار، وسائل الاعلام، العرب، الجهاز القضائي' فيما يستغل الشارع المؤيد له كعادته دمه في تبرير وايجاد حالة من المصداقية لحملة الترهيب والتخويف تلك في اوساط الجمهور.
ان اجواء الخطر والحاجة لاتخاذ وسائل وإجراءات غير اعتيادية تنتج علاقة تفاعل حميمي النظام والشارع المؤيد له.
ويمكن لعنف الدولة ان يظهر ويتجلى في عدة اشكال من استخدام العنف الجسدي المباشر لمن يهددون وجود نظام الحكم وعبر الالاعيب السياسية التي ستحلق ضررا جسيما بأجهزة تطبيق القانون بما يمنعها من القيام بواجباتها وحين يضاف الى كل هذا حالة الاحباط المتراكمة بين صفوف مؤيدي النظام المترافقة والمعززة بالدعاية المعادية 'للطابور الخامس' ينتشر العنف في الشوارع وسيزداد هذا العنف قوة وانتشارا مع ازدياد تحريض النظام على مواجهة 'العدو' الامر الذي سيزيد من مستويات العنف الذي يمارسه مؤيدو النظام ورفع عدد المشاركين في هذا العنف الذي يجتاح الشوارع.
هذه العملية يمكنها ان تشحذ التوتر المجتمعي الداخلي وصولا الى اضطرار الجهات التي يتم استبعادها وإقصائها وحشرها في الزاوية الى ابداء ردة فعل قوية وحادة وهذا بالضبط ما ينتظره 'الزعيم' ومؤيدوه ففي لحظة ابداء المعارضة ردة فعل عنيفة ضد من يستخدمون العنف ضدها ترتفع وحشية عنف النظام درجة وتحين لحظة توجيه الضربة النهائية لقوى المعارضة بما يشل قدرتها على اداء دورها كمعارضة ونتنياهو ومؤيديه سيفعلون كل ما في وسعهم كي يصلوا الى هذه اللحظة وهذا الوضع بما يسمح لهم تحطيم قدرات الجهاز القضائي نهائيا وشل هذا اجهاز بما يمنعه من محاكمة 'الزعيم'.
تسعى الدول التي تعيش انظمتها الديمقراطية ازمة بسبب تنامي قدرات القوى غير الديمقراطية تعمل الانظمة على توتير وتصعيد العنف بهدف خلق اجواء طوارئ يتم تبريرها في العادة بمحاولة 'عدو داخلي' زعزعة شريعة النظام ونتنياهو وظف خلال السنوات الماضية جهودا كبيرة وعظيمة للوصول الى هذا الوضع فهو يعين مقربيه الموثوق بولائهم في وظائف رئيسية 'مفتاحية' في اجهزة تطبيق القانون ويحاول ان يسيطر على اكبر عدد ممكن من وسائل الاعلام سواء كان ذلك بطريقة قانونية او عبر اتفاقيات مريبة ومشكوك في صحتها ويعمل في الاساس على رسم حدود وخطوط واضحة للهوية الوطنية رابطا بينها 'الهوية' وبين الموالين له ولنهجه في الشارع اليهودي مستبعدا من يعارضه من اليهود وكامل المجتمع العربي.
gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة