الأحد 2025-01-19 13:26 م

بعد عام على حرق اسرته حتى الموت .. الطفل دوابشة يغادر المستشفى

05:53 م

الوكيل الاخباري - غادر صباح اليوم الجمعة مستشفى 'تل هشومير' وسط إسرائيل الطفل أحمد دوابشة، الذي أصيب بجروح خطيرة بعدما تعرضت عائلته للحرق في قرية دوما الفلسطينية على يد مستوطنين إسرائيليين قبل نحو عام.


وكانت جريمة إحراق منزل عائلة الدوابشة في قرية دوما التي وقعت قبل نحو عام راح ضحيتها الرضيع الفلسطيني علي دوابشة وهو نائم في سريره، فيما نقل باقي أفراد العائلة الى مستشفيات إسرائيلية في محاولة لإنقاذ حياتهم، إلا أن باقي أفراد العائلة رحلوا تباعا، بدءا من الأم ريهام، فالأب سعد ليبقى أحمد الذي احتفل يوم أمس بعيده ميلاده الخامس الشاهد الوحيد الذي لا يذكر شيئا عمّا حدث له لهذه الجريمة.

وأدت جريمة حرق دوابشة العام الفائت إلى هزة في أوساط الرأي العام العربي والعالمي، وأدت الى اندلاع مواجهات في الأراضي الفلسطينية، فيما شهدت بلدات وخاصة العربية داخل إسرائيل سلسلة مظاهرات احتجاجية.

وتعتبر ظاهرة احراق المنازل تطورا لعمليات إحراق المساجد التي تنفذها جماعات إسرائيلية متطرفة تنشط تحت اسم 'تدفيع الثمن'. فبينما احراق المساجد عند الفجر لا يعتبر تهديدا لحياة أحد نظرا لعدم وجود سكان في المساجد، فإن اضرام النار بالمنازل المأهولة يعتبر محاولة ارتكاب جريمة قتل بكل المقاييس. هكذا ينظرون في جهاز 'الشاباك' الى هذه الحالات وعليه فهم يستلمون هذه الملفات.

ووقع أول اعتداء لجماعات 'تدفيع الثمن' في شهر نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2013 في قرية سنجيل الفلسطينية. فقد كتب المعتدون على جدران منزل يقع بمحاذاة شارع رقم 60 وهو شارع محوري في الضفة الغربية عبارات عنصرية معادية للعرب ومن ثم أضرموا النار بالمنزل. ولحسن الحظ، أفاقت الام صدفة لترضع طفلها خلال الليل، ورأت النار تنتشر في المنزل فتمكنت من اجلاء اهل البيت بسرعة.

وحدث ذلك في مرتين أخريين وكان الحظ هو من حالف أهالي البيتين وحماهم من الاحتراق وهم نائمون في ساعات الليل. هذا ما وقع في عام 2014 في جبل الخليل وفي بلدة حوارة بعد ان تم اضرام النار في بيوت على من فيها في ساعات الفجر الأولى. وفي كل هذه الحالات المذكورة هنا لم تقدم لوائح اتهام ضد أي كان، مع انه تم اعتقال ثلاثة مشتبهين في حادثة الحرق التي وقعت في منطقة جبل الخليل، ولكن تم اخلاء سبيلهم وابعادهم عن الضفة الغربية والقدس بواسطة أوامر إدارية فقط.


وفي قرية دوما الفلسطينية، عاد المتطرفون وحرقوا بيت إبراهيم محمد دوابشة، الذي يعتبر الشاهد الوحيد على عملية إحراق عائلة دوابشة في قرية دوما. وفي حين قالت وسائل إعلام إسرائيلية ان ملابسات الحريق قيد التحقيق، إلا ان وسائل إعلام فلسطينية بالإضافة الى مسؤولين فلسطينيين يقولون ان مستوطنين أقدموا على إشعال النار في المنزل.

وفي جريمة عائلة دوابشة، إضافة إلى عشرات عمليات الاعتداء على الممتلكات أو إحراق البيوت، وهي الجرائم التي تنتهجها جماعات 'تدفيع الثمن'، لم يتم اتهام أي من المشتبه بهم الذين اعتقلوا على خلفية هذه الجرائم. وكانت السلطات الإسرائيلية قد اتخذت إجراءات بتطبيق قرارات 'الاعتقالات الإدارية' لأول مرة بحق مشتبه بهم في ارتكاب جرائم على خلفية قومية، إلا أن أي أحد منهم لم يتهم إدانته في هذه الجرائم لاحقا.

وكان وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي جلعاد أردان قد وصف 'عدم وجود الأدلة لاتهام المشتبه بهم في جماعات تدفيع الثمن' قائلا إن المشتبهين 'يتمتعون بصلابة كبيرة جدا، وذلك لأنهم نجحوا في بعض الأحيان من التهرب من عمليات التعقب التي كانت تقوم بها الدولة ورائهم'. وشرح الوزير قائلا: 'هؤلاء أشخاص لا يتجولون مع هواتف خلوية، وإنما أشخاص يعيشون على التلال، ولا تربطهم علاقات مع عائلاتهم'.

يذكر أن الطفل الفلسطيني أحمد دوابشة، حقق حلمه بلقاء نجمه المفضل في كرة القدم، حيث التقى النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو وعدد آخر من لاعبي فريق ريال مدريد لكرة القدم في شهر آذار/مارس الماضي، بعد أن وافق رونالدو على استقبال الطفل الذي عبّر مرارا وتكرارا على حلمه بلقائه.


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة