الأحد 2024-12-15 11:37 ص

بلدية الكرك في عهدها الجديد

07:04 ص

قبل أكثر من عشرين عاما قامت وزارة السياحة وبالتعاون مع بلدية الكرك بإنشاء متنزه جميل جدا في منطقة سيل عين سارة وقد كلف إنشاء هذا المتنزه أكثر من مائتي ألف دينار حيث أقيمت به بركة سباحة لا تحتاج إلى معالجة لأنها تتغذى من مياه الينابيع الصافية التي تدخل من جهة وتخرج من الجهة الأخرى وقد تم إحالة عطاء تشغيل هذا المتنزه على أحد المتعهدين الذي ليس له خبرة لا في إدارة المتنزهات ولا في إدارة المطاعم وكان هذا المتنزه يشهد إقبالا كبيرا من المواطنين لكن هذا الإقبال بدأ يخف شيئا فشيئا بسبب سوء الخدمات ورداءة الطعام الذي كان يقدم لهم وقد تقلب على إدارة هذا المتنزه عدة متعهدين لكنهم جميعا لا يملكون أدنى خبرة في هذا المجال إلى أن أصبح هذا المتنزه الآن بدون طعام أو شراب أو زبائن.

وقبل عدة سنوات أيضا قامت وزارة السياحة بعمل مشروع سياحي استمر لمدة سنتين في منطقة سيل عين سارة حيث أقيمت عدة مصاطب على جانبي السيل وفوقها مظلات عليها ألواح خشبية حتى تتسع المنطقة لأكبر مجموعة من العائلات التي تذهب إلى المياه الجارية النقية للتنزه وبعد الإنتهاء من هذا المشروع تم تسليمه إلى بلدية الكرك لكن هذه البلدية لم تقم بأي إجراء لحماية هذه المنطقة السياحية الجميلة فقام الأولاد بتكسير الخشب الموجود فوق المظلات وأخذ بعض المتنزهين يتركون نفاياتهم على الأرض حتى أصبحت الرائحة النتنة تزكم أنوف الناس الذين يفكرون بالذهاب إلى هناك وأخذ رواد هذا الموقع الجميل يتناقصون شيئا فشيئا حتى أصبحوا يعدون على أصابع اليد.
هذا عن منطقة السيل أما عن مدينة الكرك نفسها فقد جاءت الطامة الكبرى بالمشروع السياحي الذي قزم هذه المدينة وقتل التجارة فيها وجعل سكانها يهربون منها لأنها أصبحت مدينة لا تطاق بسبب ضيق شوارعها وأزمات السير الخانقة والبسطات التي تمددت بسبب إهمال المسؤولين وعدم مخالفة تجار الخضار الذين إحتل بعضهم نصف الشارع ومن يمر في شارع الخضر سيشاهد بنفسه أن ما نقوله صحيح مئة بالمئة.
وما ينطبق على متنزه عين سارة وعلى منطقة السيل مع الأسف الشديد ينطبق على منطقة اليوبيل فهذه المنطقة بها غابة صنوبرية جميلة جدا وهي من أجمل مناطق التنزه في فصل الربيع وقد قامت وزارة السياحة قبل حوالي عشرين عاما أو أكثر بإقامة بناء دائري جميل عند طرف هذه الغابة يطل على منطقة السيل ومنطقة الأغوار والبحر الميت ليكون مطعما لخدمة المتنزهين لكن مع الأسف الشديد فقد أصبح هذا البناء عبارة عن خرابة ومأوى للجرذان والأفاعي والحشرات لأن بلدية الكرك لم تهتم بهذا المطعم أو تحاول تشغيله.
الآن أصبح المهندس محمد المعايطه رئيسا لبلدية الكرك وهو ليس جديدا على هذا المنصب لأنه أشغله قبل عدة سنوات وهو يعرف تماما مواقع الخلل التي تحدثنا عنها كما أنه يتمتع بالخبرة الهندسية اللازمة لهذا المنصب ومعروف عنه حسن التعامل مع الجميع لذلك فإننا نأمل أن يعالج كل الأخطاء السابقة وأن يعيد الأمور إلى نصابها وأن يعيد للمدينة التاريخية وجهها الحضاري الجميل ويكون عند حسن ظن ناخبيه به.


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة