بناء مرجعية عربية وإسلامية للقدس الشريف بعيدا عن عقدة 'الدور'
العرب مشغولون، حكاما وشعوبا.. والقدس تضيع كل يوم. العرب مشغولون بالمناكفات والبحث عن الأدوار وفك وتركيب الأنظمة و'تقييفها' على مقاسات خاصة، العرب شغوفون بالسباب والعتاب والتكفير، فهل نبقى نصيح بأن القدس عربية وإسلامية إلى أن نصحو فلا نجدها؟
بالأمس أعادت دولة فلسطين ومنظمة التحرير الفلسطينية بوصفهما الممثل الشرعي والقانوني الوحيد للشعب الفلسطيني تجديد البيعة للهاشميين على القدس الشريف ليكون الملك الأردني 'صاحب وصاية وخادما للأماكن المقدسة ورعايتها والحفاظ عليها'، وهي ولاية ممتدة منذ البيعة الأولى عام 1924 للشريف الحسين على حماية وإعمار 'الأماكن المقدسة '.
وتأتي عملية التجديد كقرار سياسي بين دولتين من أجل بناء مظلة حماية لوقف حالة التردي والانحدار والتشتت في عمليات الحفاظ على الأماكن المقدسة في القدس الشريف بحثا عن إطار قانوني حقيقي قادر على إدارة شؤونها وتشكيل عنوان رئيسي ليكون مَصبًا لكل الجهود العربية والاسلامية المخلصة للمحافظة على المقدسات وإعمارها والحفاظ عليها ودعم أهلها حتى تحريرها من الاحتلال الصهيوني البغيض.
وهذا ليس بجديد على الهاشميين والأردن، كدولة وشعب قدم ويقدم للقضية الفلسطينية والقدس بالتحديد كل الدعم بالأرواح والأموال ولم يقصر يوما في التضحية من أجلها. فالهاشميون والأردن ليس لهما أطماع في الأراضي الفلسطينية المحتلة ومن ضمنها القدس الشريف، والأردن لن يفاوض نيابة عن الفلسطينيين ولن يفاوض إلى جانبهم، لكنه حتما يمتلك حق معارضة أي اتفاق لا يتوافق ومصالحه الوطنية.
إذًا؛ الجديد في الأمرهو بناء مرجعية عربية وإسلامية للقدس الشريف، بعيدا عن عقدة 'الدور'. فبعض الدول مثل الأفراد تصاب بمرض الغرور فتتوهم أدوارا أكبر من حجمها، وتحاول تجاوز أدوار الآخرين التاريخية والشرعية. لكن؛ القضية أسهل من كل هذا وذاك، فالدور الأردني لا ينكر على الآخرين حقوقهم أو أدوارهم، لكن التنظيم الدقيق هو مفتاح نجاح القضايا العادلة.
فالقدس أولا؛ هي ملك الشعب الفلسطيني صاحب الأرض، وثانيا؛ للعرب أصحاب عصبة الدم، وثالثا؛ للمسلمين أصحاب العقيدة. لكنها مدينة مفتوحة لكل الأديان وامتلاك طرف لها لا ينهي حقوق الآخرين في مقدساتهم وقيام طرف برعاية الأماكن المقدسة لا يمنع آخرين من تقديم واجباتهم، وتجديد البيعة للهاشميين يضفي حملا كبيرا ودورا خطيرا في وقت دقيق وحرج وصلت فيه الأمور لدى العرب والمسلمين إلى حد الاستسلام والوقوف في صفوف المتفرجين.
القدس بأرضها وبيوتها ومدارسها ومقدساتها المسيحية والإسلامية بحاجة إلى دعم مادي فعلي يقف سدا منيعا أمام محاولات تهويدها، فالصراع في القدس الشريف يدور على الشبر الواحد من الأرض وعلى كل حجر في بناء، والأهل هناك بحاجة إلى كل جهد مخلص ودعم مالي لتثبيت الناس في أرضهم وبيوتهم ومنع تسرب العقارات والأراضي إلى أيدي الشركات الاستعمارية.
القدس اليوم بحاجة إلى كل العرب والمسلمين و الخيرين، من أجل وقف المشروع الصهيوني لتهويدها، هذا المشروع الذي يوشك ان يحقق مآربه تحت ضجيج آلات الحفر ومعاول الآثاريين وسكوت العرب والمسلمين، ولا شك بأن الدور الأردني قادر على بناء مظلة رعاية من أصحاب الشرعية التاريخية والدينية.
n.ghishan@alarabalyawm.net
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو