الأحد 2024-12-15 21:58 م

تأملات في فشل الدولة!

07:11 ص

ما يحدث في مصر, لا علاقة له بفشل الدولة!! إنه فشل نظرية الحزب الواحد.. الممتد منذ عام 1952 حتى الان!

في العراق فشلت الدولة بالعنف العسكري الاميركي وبالاحتلال: ثم حل الجيش, والامن, والخارجية والمالية.. والأهم وحدة الارض, وقبول المجتمع لتفكيك الاجنبي: السنّة والشيعة والاكراد والعرب والمسلمين والاشوريين والصابئة.
وفي سوريا لم تكن الدولة بحاجة الى العنف الاجنبي, ولم تكن بحاجة الى الاحتلال لتتفكك!! فقد كفل النظام ذاته فشل دولته. ومن التعامل مع صبيان درعا.. الى التعامل مع عقل اهليهم على الرؤوس تضخم الغضب, وما يزال يتضخم كلما سقط صاروخ سكود على حلب أو حمص, وكلما قصفت طائرة ميغ احد احياء دوما او حرستا او داريا, وكلما فتحت المدافع الثقيلة النار على حماه.. المدينة الشهيدة منذ عام 1982!!
في مصر, دعا المدعي العام, على طريقة روبسبير, الشعب الى القاء القبض على «المخربين» بعد أن وقف رجال الامن على رصيف الاحتجاج. فالثورة الفرنسية لم تكن بحاجة الى رجال الشرطة لالقاء القبض على النظام الفاسد!! لكن مصر لا ثورة فيها على طريقة الثورة الفرنسية، وبعض رجال الامن يعتصمون لانهم لا يحملون السلاح «ليدافعوا» عن انفسهم في مواجهة حجارة الشباب، وقلة منهم يعتصمون احتجاجاً على زجهم في المعركة السياسية بين الاخوان واخصامهم!!.
رصيد مصر الوحيد الآن في مواجهة فشل الدولة هو الجيش، في مجتمع غير مصنوع عمره ثمانية الاف عام!!.
الجيش في سوريا لم يكن ابداً رصيد الدولة وكان منذ الانقلاب الاول عام 1949، المرض الذي فتك بجسم الدولة السورية، ثم بجسم الدولة اللبنانية، ثم بجسم النضال الفلسطيني وها هو الآن يحكم عليها بالفشل، فهل يصدّق احد ان «قلب العروبة النابض» يحتاج الى حماية طهران الفارسية، ويرفع رايات التشيع مع ان العلويين لا علاقة لهم بالشيعة.. وكذلك الاسماعيلية الى الجنوب من جبال العلويين؟!! وأين الرايات العربية؟ فمنّا الوليد ومنّا الرشيد؟!!
جيش مصر يحمي الدولة من التفسخ والفشل. ولا جيش في سوريا يحمي مجتمعها وكيانها السياسي. ويعصمها من احتلال بائس منحط!!.
في لبنان لا جيش، ولا ثورة، ولا شيء يحمي الكيان غير الثقافة!!.. والتقدم الاقتصادي الخدمي!!. وكذلك الامر في تونس. وحفظ الله ليبيا فليس غيره هو، جلّ جلاله، قادرا على حفظ وحدة الشعب والارض في البلد الشقيق.. وحفظ الله السعودية القادرة حتى الآن على حفظ الكيان اليمني.. وقد لا نقول وحدته!!.
لا بدَّ للأردني الآن من التعامل بالرقم والحساب والعقل المفتوح لمعرفة ما يجري حوله!!


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة